تفهم أوروبى أفضل للشواغل المصرية.. صادرات مصر لأوروبا تخطت 8 مليارات دولار.. والاتفاقيات مع الجانب الأوروبى وصلت إلى 2660 اتفاقية تقييم علاقات مصر مع 28 دولة أعضاء فى الاتحاد الاوروبى ومع سائر الدول الأوروبية وإلى أين وصلت مستويات العلاقة على جميع المستويات فى ضوء التطور الإيجابى مع تزايد حجم التجارة ولكن انخفاض نسبتها فى مجمل التجارة الخارجية لمصر، وارتفاع معدلات السياحة هو محور الحديث مع السفير عمرو رمضان الذى تولى منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية على مدار العامين الماضيين وقبل توجهه إلى أوسلو عاصمة النرويج لرئاسة بعثة مصر الدبلوماسية هناك حرصت الشروق على إجراء حوار معه. وقال السفير عمرو رمضان إن العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبى ودوله ال 28 اختلفت كثيرا عن المشهد بعد ثورة 30 يونيو 2013 والموقف الذى اتخذوه بعدم تصدير السلاح لمصر بدعوى التخوف من استخدامه، وهو القرار الذى تخطته تطورات الأحداث وتم تجاوزه وقامت عدة دول بتوريد معدات لمصر، وما تزامن مع ذلك من إحجام مصر عن عقد مجلس المشاركة بين الطرفين وصولا إلى استئناف عقد دوراته بعقد الدورة السابعة عام 2017 ثم الثامنة فى ديسمبر 2018، وتم خلالهما طرح كل طرف لمشاغله واهتماماته بشكل صريح فى إطار من الاحترام المتبادل. وأوضح أن تطور العلاقة السياسية والاقتصادية بين مصر والاتحاد الاوروبى انعكس فى الارتفاع الملحوظ فى عدد الزيارات الأوروبية لمصر فى السنتين الاخيرتين بالمقارنة بعامى 2013 و2014 مثلا لإدراكهم أن التغيرات فى مصر يقف الشعب وراءها وتعبر عن رغبته وإرادته. وأضاف أن مصر كانت دوما حريصة وقادرة على عرض مشاغلها وبتفاعل كبير بهدف تحقيق تقارب فى وجهات النظر وتفهم كل طرف لمشاغل الطرف الآخر وموقفه بشكل أفضل، وهو ما أدى إلى علاقة أكثر صحية. وتابع رمضان قبيل توجهه إلى أوسلو التى تعد محطته الاخيرة فى مسيرة العمل الدبلوماسى بوزارة الخارجية لبلوغه السن القانونية للمعاش بعدها، والتى لا تزال تقف عند 60 عاما فى حالة الدبلوماسيين، أن هناك تطورا إيجابيا فى العلاقة مع الدول الأوروبية جميعا بصرف النظر عن موقعها الجغرافى بالقارة الأوروبية وسواء كان عضوا بالاتحاد الاوروبى أو غير ذلك. وقال إن عدد الاتفاقيات مع الجانب الاوروبى وصل إلى 2660 اتفاقية تأتى فى مقدمتها ألمانياوإيطاليا وفرنسا وروسيا ورومانيا، منها حوالى 22 اتفاقية للتعاون السياحى و37 اتفاقية لتشجيع الاستثمارات، وتعد إيطاليا حسب قوله أكبر شريك تجارى لمصر فى أوروبا تليها ألمانيا، أما بريطانيا فهى أكبر مستثمر فى مصر بمبلغ 5,8 مليار دولار وشهد العام المنصرم مشاورات مع بريطانيا للتوصل إلى اتفاقية تضمن نفس العلاقة التفضيلية القائمة حاليا تحت اتفاقية المشاركة لتستمر بعد الخروج المنتظر لبريطانيا من الاتحاد الأوروبى. واستحوذ ملف تنشيط السياحة على أولوية القطاع الاوروبى بوزارة الخارجية الفترة الماضية حسب قوله ولم تخل أى محادثات مع المسئولين فى الدول الأوروبية من طرح ملف تنشيط السياحة لكونه من الملفات الحيوية لتنشيط الاقتصاد ويمكن استعادة المعدلات التى بلغناها قبل ثورتى يناير ويونيو، وحيث تم التركيز على تعديل إرشادات السفر السلبية، والتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية كالطيران المدنى ووزارة الداخلية نحو إقامة خطوط طيران مع الدول المختلفة واستعادة تسيير الطيران البريطانى والروسى إلى مختلف المقاصد السياحية فى مصر وهى الجهود التى كللت باستئناف الطيران البريطانى لشرم الشيخ أكتوبر 2019، ومن قبله الطيران الروسى إلى القاهرة فى إبريل 2018 وجار التنسيق لعودته إلى شرم الشيخ والغردقة كذلك. وللحكم على ذلك، علينا أن ننظر مرة أخرى للغة الأرقام، فقد ارتفعت السياحة البريطانية لتصل إلى 436 ألف سائح عام 2018 مقارنة ب320 ألفا عام 2017، بالإضافة إلى ارتفاع السياحة الألمانية إلى 1,7 مليون سائح، وكذلك السياحة الاوكرانية لتصل إلى 1,1 ألف سائح وغيرها من البلدان. وأكد السفير عمرو رمضان أن العمل الدبلوماسى لا يقتصر فقط على تحسين العلاقات والعمل على وضع المصالح المصرية فى المقدمة، بل يجب أن يمتد عمل الدبلوماسى إلى نقل خبرته التى اكتسبها عبر السنين إلى شباب الدبلوماسيين وتشجيعهم وإعادة الثقة لهم فى المستقبل ليتولوا زمام الأمور حيث إنهم سفراء الغد لمصر. وأشار عمرو رمضان فى إطار تقييمه لمسيرة العلاقات مع الاتحاد الاوروبى فى العامين الماضيين إلى أنه رغم تعدد الزيارات المتبادلة على جميع المستويات الرئاسية والوزارية ودون الوزارية، فقد استضافت مصر كذلك أول قمة بين الدول الأعضاء فى كل من الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية فى فاعلية كللت بالنجاح وشهدت مشاركة 24 رئيس سلطة تنفيذية من دول الاتحاد الأوروبى. ونبه إلى أن هناك عددا من المشاورات السياسية على مستوى نواب الوزير ومساعديه عقدت خلال العامين الماضيين بشكل غير مسبوق للتعرف على التطورات فى مصر وكذا وجهات نظر مصر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية نظرا لدور مصر فى محيطها الإقليمى والدولى. وأضاف السفير رمضان أنه سعيد ويعتز بفترة رئاسته للقطاع الأوروبى بوزارة الخارجية، وما أمكن المساهمة فيه سياسيا واقتصاديا وسياحيا وثقافيا، منوها إلى دور القطاع مثلا فى إقامة الفعالية الثقافية فى الأقصر لمؤسسة «أونوارت» الاسبانية واستضافة الإسكندرية للاجتماع التاسع لمجلس محافظى مؤسسة أنا ليند الثقافية بالإسكندرية لأول مرة فى تاريخ المؤسسة منذ إنشائها. يذكر أن السفير عمرو رمضان سبق له تقلد عدة مناصب منها المندوب الدائم لمصر لدى الأممالمتحدة فى جينف، وكان ممثل مصر فى مجلس حقوق الإنسان عقب ثورة 30 يونيو مباشرة كما تولى منصب نائب رئيس المجلس عام2017، وكان قبلها سفيرا لدى البرتغال، كما عمل نائبا لرئيس البعثة المصرية لدى العاصمة الأمريكيةواشنطن، وكان ممثلا شخصيا للرئيس عبدالفتاح السيسى لدى مجموعة العشرين ولدى مجموعة السبع الصناعية هذا العام حيث دعا الرئيس للقمتين بصفته رئيس الاتحاد الإفريقى.