ذكرت وسائل إعلام أمريكية نقلًا عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع "البنتاجون" أن القوة الخاصة في الجيش الأمريكي "دلتا فورس" تمكنت من تنفيذ عملية استهدفت زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، اليوم الأحد، في المكان الذي يختبئ داخله في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية، أن العملية التي شنت بموافقة مسبقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت تبادل إطلاق نار محدود، وقع عند وصول قوة "دلتا فورس" لمكان اختباء أبو بكر البغدادي، الذي شهد مقتل زوجتيه أيضا، بعد قيام البغدادي بتفجير نفسه بحزام ناسف، بعد فشله في الهرب من حصار القوات الأمريكية له. ولكن، هل يدعم مقتل أبو بكر البغدادي موقف ترامب في معركته مع الكونجرس الأمريكي حول سحب القوات من سوريا؟ خلال الفترة الماضية، أثار قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية على امتداد الحدود التركية السورية، الذي سمح لتركيا بمهاجمة حلفاء الولاياتالمتحدة الأكراد، سخط وانتقادات الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس الأمريكي -على رأسهم السناتور لينزي جراهام، الذي يعد في العادة حليفًا وثيقًا لترامب- خشية أن تتيح هذه الخطوة الفرصة لتنظيم داعش باستعادة قوتها وتشكيل تهديد للمصالح الأمريكية. ولكن في أعقاب مقتل أبوبكر البغدادي، أفاد محللون بريطانيون أن مقتل زعيم تنظيم داعش سيكون بمثابة دفعة مهمة للرئيس الأمريكي، حيث ستكون خطوة هامة لترامب في مواجه الانتقادات الحادة والمخاوف من الجمهوريين والديمقراطيين، خاصة مع نفي الجنرالات وقادة المخابرات الأمريكية، التصريحات السابقة لترامب بأن الولاياتالمتحدة هزمت داعش، إذ وصفوها بالادعاءات. ووفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، أوضح المحللون أن الإعلان عن مقتل البغدادي سيساعد في تخفيف حدة مخاوف النواب الجمهوريين والديمقراطيين، بشأن تفاقم حدة العمليات الإرهابية لتنظيم داعش في سوريا، كما سيدعم موقف ترامب في التحقيق الذي يقوده الديمقراطيون. ويتعرض ترامب للضغط بسبب تحقيق مساءلة يقوده الديمقراطيون، بشأن قراره بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، وذلك بعد أن صوت مجلس النواب بإدانة القرار الذي اتخذه ترامب، بواقع 354 صوتا مقابل 60 صوتا، في حالة نادرة من نوعها صوت فيها نسبة كبيرة من الجمهوريون ضد الرئيس الأمريكي، بحسب ما ذكرته إذاعة «مونت كارلو الدولية» الفرنسية. فيما واجه ترامب الانتقادات مدافعًا عن قراره قائلا إنه يحقق وعده في الحملة الانتخابية بتقليص وجود القوات الأمريكية في الخارج، مؤكدا أن الأكراد "ليسوا ملائكة"، قبل أن يضطر الرئيس الأمريكي لإعادة بعض القوات مؤقتًا جراء المخاوف المزعومة من النواب حول حقول النفط في المنطقة.