أكد المشاركون في ندوة "خطر الجماعات المتطرفة على أمن البحر الأحمر"، أهمية تعزيز الدور المصري لبسط نفوذها على حماية التجارة العالمية التي تمر عبر البحر الأحمر والتي تقدر ب35% من تجارة العالم. وأشار المشاركون في الندوة التي أقامها مركز البحر الأحمر للدراسات بالقاهرة إلى الدور الهام الذي تلعبة القاهرة في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدة دور مصر الرائد في حفظ الأمن الاستراتيجي العربي. وحذر المشاركون في الندوة من الخطر الذي يهدد الأمن في تلك المنطقة الاستراتجية الهامة ليس للاقتصاد العالمي فقط، ولكن أيضا الاستقرار السياسي والحرب ضد الأرهاب وضد الجم التي تساعد وتساهم في نشر هذا الفكر. وأكد وزير خارجية اليمن الأسبق الدكتور أبو بكر القربي، أن الإشكالية الكبرى لدى هذه الجماعات هو إيمانها الكامل والمطلق بالعنف كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية، مؤكدا أن العالم العربي في احتياج لقيادة حقيقية يكون هدفها الرئيسي مواجه تلك الجماعات والحركات التي تتبنى الفكر الرجعي والفعل الإرهابي للشعوب. وأوضح القربي أن مصر وقيادتها الحالية هي الوحيدة حاليا القادرة على مجابهة تلك الأفكار، وأن المرحلة القادمة يجب أن يكون لمصر دورا ودعما من اشقائها العرب للعب هذا الدور، ومصر مطالبه باستعادة دورها الذي كان صمام الأمان للأمن القومي العربي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حارب من أجل انتصار دولته ضد أفكار هدم الدولة ومؤسساتها المختلفة. وأضاف أن مصر والإمارات قامتا بتقليص قدرات حركة الأخوان سواء السياسية أو الفكرية أو الاقتصادية بالشكل الذي جعل الحركة تهتز من داخلها ويبدأ الشرخ الحقيقي بين قيادتها، ولكن نحن نعلم جميعا أن جماعة الإخوان مازال لها فروع في أوروبا وأمريكا ومازالت تتلقى الدعم السخى من دول يفترض أنها شقيقة أو صديقة. وأشار القربي إلى أن أي خطر في المنطقة العربية سينعكس على مصر وأمنها القومي واستمرار الحرب في اليمن يهدد مصر وأمنها القومي، خاصة وأن باب المندب يمثل أمنا استراتيجيا لمصر سواء قديما أو حديثا، والأيام القادمة والأخطار المحدقة بالمنطقة سوف تجعل منطقة باب المندب والبحر الأحمر من أهم المناطق الاستراتجية التي يتوجب الاهتمام بها بشكل خاص. وقال القربي إن جماعة الإخوان في اليمن كانت شريكا سياسيا بالسلطة قبل عام 2011 وبرغم ذلك كانوا أول من انقلب عليها لأن لديهم هدف واحد هو الوصول للسلطة بأي ثمن وبأي طريقة، وبعد أن حصلوا على السلطة بدأ مسلسل الإقصاء وجمع الأموال ونشر الفوضى. فيما أكد مدير مركز البحر الأحمر للدراسات الدكتور السيد علي رضوان، أن المرحلة القادمة تتطلب تكاتف الدول العربية لمواجهة أفكار العنف والتطرف التي انتشرت في المنطقة قرابة قرن من الزمان بسبب جهل جماعات الفكر المتطرف. وأوضح أن الأمن يجب أن يكون للجميع، فالعالم العربي يحتاج بنيه إقليمية للأمن ويحتاج إلى تحالف حقيقي يعمل على حل كافة القضايا الشائكة من أجل الوصول إلى حل نهائي وعاجل لإشكاليات المنطقة.