اكتشف دانييلا أوك، عالم آثار من أكاديمية العلوم البلغارية، وزملاؤه، هيكلا عظميا يعود إلى أكثر من 1800 عام، لرجل في العقد الثالث أو الرابع من عمره، في منطقة "كرال ميزار" أو "تل الدفن" الواقع بالقرب من قرية بويانوفو في جنوب شرق بلغاريا. وتم العثور على الهيكل العظمي في قبر مبطن بالقرميد، وبجواره جرة نحاسية تصور وجه مصارع مصاب بكسر والتواء في الأنف، والتي يعود تاريخها إلى 1800 عام في بلغاريا الحديثة، فيما ينتمي إلى العصور الرومانية، وذلك وفقا لما جاء في موقع صحيفة "ديللي ميل" البريطانية. وكانت تحتوي الجرة أيضا على أدوات النصل المستخدمة في الثقافات اليونانية والرومانية لإزالة الأوساخ والزيوت والعرق خارج الجسم قبل الاستحمام. ويعتقد الخبراء أن الرجل كان أرستقراطيًا ورياضيا محبًا للمصارعة، كما اكتشف العلماء داخل المقبرة قبعة رياضية مصنوعة من جلد النمر أو الفهد. وإلى جانب وجود الجرة، تم دفن الشخص الرياضي بمختلف الأشياء المتعلقة به، بما في ذلك عملة الإمبراطور "كاراكالا" التي تعود إلى الدولة الرومانية، وزوجين من الأحذية، وقارورة زجاجية، بالإضافة إلى زجاجات للعطور وزيوت عطرية متعلقة بالاستحمام وممارسة الرياضة في فلسطين. يذكر أنه سبق العثور على 5 أوعية مشابهة للجرة المكتشفة حديثًا، تحتوي كل منها على غطاء محكم وأنف مكسور، وقد فسره علماء الآثار على أنهم ممثلون للمصارعة أو الملاكمين. وتتميز الجرة الجديدة عن الاكتشافات السابقة، بأن لها غطاء جلدي مصنوع من جلد النمر، وآذن الحيوان تشكل المقابض التي تعلق عليها الجرار لتحل محل الأقفال، وتشير طريقة تركيبها إلى أنها صنعت في أوروبا الغربية، ربما في إحدى ورش العمل بالقرب مما يسمى الآن "أوتون" أو "ليون" في فرنسا. وأكد العلماء أنه طبقا للثقافة الرومانية، فإن جلد النمر للدلالة على القوة البطولية والشجاعة التي يمتلكها الرياضي.
