• الطحاوي: الحضارة المصرية كانت جزءا من فسيفساء الثقافات الإفريقية قال رئيس جهاز التنسيق الحضاري، المهندس محمد أبو سعده، إن الهدف من ملتقى «إفريقيا الجذور العمارة والتواصل" -المنعقد حاليا بمقر الجهاز بقلعة صلاح الدين- تأصيل الهوية الإفريقية، كشعوب ذات مصير واحد وأهداف واحدة، موضحا أن العمارة هي اللغة البليغة في توطيد أواصر التواصل بين هذه الشعوب كوسيلة للتعبير عن الهوية الإفريقية ذات الخصوصية النادرة. وأضاف أبو سعده، اليوم الأحد، خلال الملتقى، أن الطبيعة والطقس والبيئة الإفريقية تتشابه في معظم الأحيان، وهو ما يفرض نسقا معماريا يتواءم مع هذه الطبيعة، آخذين في الاعتبار تطور المدارس المعمارية الحديثة، لكن دون الجور على الخصوصية التي تتمتع بها القارة، متابعا أن الألوان الشائعة في إفريقيا لها أيضا طبيعتها الخاصة التي يجب أن يتم دراستها. وأوضح أننا في هذا الملتقى نعود إلى الجذور لنستشرق المستقبل، ونقف على أسباب المشكلات لنسعى إلى إيحاد حلول عاجلة عملية وعلمية في نفس الوقت، مضيفا أنه بوصف مصر بصاحبة الريادة علينا دائما أن نبحث بعناية وجدية في الأسس المعمارية للعمران في إفريقيا وما طرأ عليه من مستحدثات، وما يجب أن يكون عليه في وقتنا الراهن. وأشار أبو سعده إلى أن تفعيل التعاون بين الجهات المعنية في دول القارة، وتكوين دليل استرشادي، يمكن أن يكون البوصلة التي تتحرك في اتجاهها حركة العمارة الإفريقية أمر في غاية الأهمية، مضيفا أنه في الاعتقاد أن العمارة التقليدية يمكن أن تكون لبنة في هذا البناء الذي نتطلع إليه، إذ ستكون معبرا نحو العمارة الحديثة، بجانب أن إجراءات صونها والحفاظ عليها، هو أحد المحاور الهامة التي قد تحتاج بعض دول القارة الى الدعم اللوجيستي في هذا المجال. من جانبها، قالت الدكتورة هالة الطحاوي أستاذة التواصل الحضاري وتأثيره على العمارة البيئية، إن الدكتور وسيم السيسي أكد في أحد المؤتمرات، أنه سمع إفريقي يباهي إنجليزي بأن مصر هي التي علمتهم الحضارة، مضيفة أن الأفارقة باتوا يقدسون المصري أي يكاد يلمسه ليأخذ البركة منه. وأضافت الطحاوي، خلال الملتقى، أن الحضارة المصرية كانت جزءا من فسيفساء الثقافات الإفريقية، مشيرة إلى أن ذلك يؤكد ويوضح أنه كان هناك اتصال تاريخي بين مصر القديمة ودول إفريقيا. ولفتت إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في هذه الدورة تجديدا وتأكيدا للاتصال التاريخي، مؤكدة أن مصر كانت جزءا وعنصرا فعالا من القارة الإفريقية، متابعة أن الاتصال التاريخي بين مصر وبين دول القارة الإفريقية يصل لأكثر من 5000 سنة قبل الميلاد، موضحة أن هناك آثار الفخار والتحف المصرية موجدة في عدد من دول القارة الإفريقية. وأشارت إلى أن هناك تأثيرات بيئية على الاتصال التاريخي بين مصر وإفريقيا من بينها نهر النيل والذي يؤكد على زواج أم الدنيا مع الدول الإفريقية عن طريق حلقة الوصل وهو نهر النيل، مضيفة أن مصر مازالت تعطي اهتماما خاصا ومتميزا للعلاقة الاستراتجية مع دول حوض نهر النيل. ونوهت بأن بلاد "بونت" في إفريقيا في العصر القديم كانت تبني مبانيها المعمارية بنفس ما كانت تبني به الحضارة المصرية الفرعونية، مشيرة إلى أن مشاعر الأفارقة قوية للغاية بين كل الدول الإفريقية والعلاقة وطيدة بين تلك الدول من قديم الأزل.