الإحساس بالغير ومساندتهم والسعي لإسعادهم، كان السبب في نجاحه فهدفه الأول لم يكن الحصول على تقدير أو مركز، بل رسم السعادة على وجوه فئة معينة من المجتمع، وتوصيل رسائل نبيلة "نحن هنا نعلم ونشعر بكم"، ومن ناحية أخرى لفت نظر الفئات الأخرى وحثهم على الوقوف بجانبهم. تمثال لإحدى مشاريع تخرج كلية الفنون الجميلة جامعة المينا، انتشرت صوره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ونال إعجاب وتقدير الكثيرين، ومشاركات مصحوبة بعبارات مدح لناحته. محمود فؤاد صاحب فكرة نحت تمثال لذوي القدرات الخاصة مبتوري الأقدام، استغرقت منه الفكرة وتنفيذها 15 يومًا، وكان الهدف منها هو لفت الأنظار إلى أن هناك أشخاص يشعرون ويفكرون بهم وأنهم ليسوا وحدهم. قال محمود ل"الشروق" بنبرة مليئة بالحب: "الفكرة جاتلي في إني كنت عايز أعملهم حاجه لأن محدش فكر أنه ينحتلهم تمثال مثلا، وحاولت أبين قد إيه بيساعدوا بعض بالرغم من إعاقتهم، فصورت شخصًا يحمل شعلة تعبيرًا عن الأمل، ويمسك بيده الأخرى امرأة تجلس على كرسي متحرك ليساعدها على النهوض نحو الهدف وتحقيق النجاح". فالدولة تسعى في الآونة الأخيرة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعطائهم حقوقا تكفل لهم حياة إنسانية كريمة تمكنهم من الاندماج في المجتمع، كما تساهم في الاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم. استخدم محمود الطين الأسواني في النحت لقوة إحساسه، ولاحتفاظه بعمله ومجهوده وتخليده بعد التسليم للقسم، سيضيف بعض المواد التي تجعل التمثال أكثر صلابة ويظل كما هو، كون الطين الأسواني يحتاج للرش بمواد مختلفة كل يومين، وإلا يجف ويبدأ في الانهيار حتى يصبح كالرمال. أما بالنسبة للجامعة تواصلت "الشروق"، مع الدكتور رأفت منصور، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وأستاذ في قسم النحت بجامعة المنيا، وقال إن الجامعة تفتخر بطلابها وبما يصنعونه كل عام من نجاحات؛ لذا تمنح الجامعة الطالب حق الاحتفاظ بالمشروع عقب انتهاء فترة الامتحانات والتظلمات، عن طريق تقديم طلب للجامعة برغبته في الاحتفاظ بعمله ويتم الموافقة عليه. وعن فكرة عرض أعمال الطلاب داخل الجامعة أو في متحف تابع لها، أكد أستاذ قسم النحت، أن الجامعة مليئة بالمجسمات وهي تُعد متحف مفتوح لكنها في نفس الوقت غير مسئولة بتكلفة إنشاء متحف، فضلاً عن عدم وجود مكان للتخزين، وأن الأعمال التي يتم عرضها في الجامعة تكون بمواد أكثر قوة ويكون القائم عليها أكثر تخصصية من الطلاب.