التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين. وقال كيم إنه من "الرائع" الاجتماع مع ترامب، مضيفا أنه لم يكن يتوقع أن يلتقي مع الرئيس الأمريكي في هذه المنطقة. والمنطقة المنزوعة السلاح في كوريا، أكثر الأماكن تأمينًا في العالم وأكبر تجمع لقوات عسكرية مشتركة إذ تُعد هذه المنطقة هي الخط الفاصل بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، وتم إنشائها عقب هدنة وقف إطلاق النار بين الكوريتين إبان الحرب الباردة. وتُعد تلك المنطقة هي آخر ماتبقي من الحرب الباردة الكورية، وأنشئت تلك المنطقة بموجب الهدنة التي وضعت نهاية الحرب الكورية التي دارت في الفترة بين أعوام "1950-1953"، والتي كان طرفيها قوات الجنوب المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكا وقوات الشمال المتحالفة مع الجيش الصيني. وكانت أمريكا طرفًا في اتفاقية الهدنة الكورية التي وقعت عام 1953، في وجود كوريا الشمالية والصين، وكانت تهدف الاتفاقية لضمان وقف تام للأعمال العدائية وجميع أعمال القوة المسلحة في كوريا حتى يتم التوصل إلى تسوية سلمية نهائية، وتم تحديد المنطقة عقب توقيع الاتفاقية للفصل بين الدولتين. وتقع المنطقة العازلة على عرض أربعة كم وطولها 250 كم وتقسم بين كوريا الشماليةوالجنوبية، ويتوسطها الخط الفاصل العسكري الذي كان خط الجبهة عند التوصل إلى وقف إطلاق النار. ومنذ توقيع الاتفاقية من المألوف زيارة الرؤساء الأمريكان لتلك المنطقة خلال فترة توليهم الرئاسة نظرًا للتحالف الأمني بين أمريكاوكوريا الجنوبية، لتكون زيارة المنطقة قاعدة وتقليد على أي رئيس أمريكي عند زيارته كوريا الجنوبية. ووصل ترامب صباح اليوم إلى كوريا الجنوبية عقب انتهاء اجتماعات قمة العشرين التي عُقدت في أوساكا اليابانية، وطلب عقب وصوله مقابلة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عند الخط الفاصل لمدة دقيقتين. وأول من زار تلك المنطقة من الرؤساء الأمريكان كان رونالد ريجان عام 1983، ومن المفترض أن يزورها ترامب ليكمل قائمة الرؤساء الأمريكان في تلك المنطقة، إلا أن الرئيس جورج بوش الأب هو الوحيد الذي لم يزور المنطقة. وأبرز زيارات الرؤساء كانت زيارة الرئيس الأسبق جورج بوش الأبن في فبراير 2002، وذلك بعد فترة توتر بين أمريكاوكوريا الشمالية وإدراجها في مايعرف ب"محور الشر" الذي اعلنه والتي ضمن أيضًا العراق وإيران. وعلى هامش مؤتمر القمة الأمن النووي عام 2012 في كوريا الجنوبية، قام الرئيس السابق باراك أوباما بزيارة سريعة لنقطة مراقبة قريبة من المنطقة استمرت لمدة 10 دقائق، ووجه أوباما وقتها نظرة باستخدام النظارات المكبرة ناحية كوريا الشمالية. وأحدث الزيارات كانت لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في أبريل عام 2017 خلال التوتر الشديد مع كوريا الشمالية، ووصل بنس على متن مروحية إلى معسكر بونيفاس التابع للأمم المتحدة بقيادة أمريكا والذي يبعد مئات الأمتار جنوب المنطقة المنزوعة السلاح. وفي نفس العام كان ترامب في زيارة مفاجئة إلى المنطقة ولكن تم إلغائها، وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن المروحية "مارين وان" التي كان يستقلها ترامب كادت أن تصل إلى المنطقة قبل أن تعود مرة أخرى بسبب سوء حالة الطقس والضباب الكثيف، وعاد الرئيس الأمريكي إلى القاعدة الأمريكية في يونجسان جاريسون.