عمر خيرت من مواليد الدراما.. وياسر عبدالرحمن مبدع حقيقى.. ونفتقد عمار والأبنودى وحجاب كاظم الساهر كان يسخر من غناء التترات والآن يغنيها على الحجار.. هو واحد من روائح رمضان على مدار ما يقرب من 40 سنة من الغناء، كان فيها فارس الغناء الأول فى عالم التترات، فهو صاحب الرصيد الاوفر فى هذا الامر، حنجرته التى تساوى مئات الحناجر التى تغنى الآن، وثقافته، وقدرته على التعبير، وأداء اللهجات المختلفة ساهمت فى هذا النبوغ، وبالتالى كان على الحجار احد العلامات المسجلة فى هذا الشهر الكريم. فكان يمثل مع الشريعى وياسر عبدالرحمن، وعمر خيرت وسيد حجاب والابنودى، خماسى ذهبى، لأن اسمهم على تتر أى عمل يعنى الجودة ويعنى انك أمام عمل صنع لكى يقاوم الزمن، بدليل أن هناك تترات مر على غنائها أكثر من ربع قرن وما زالت تغنى، وما زالت الجماهير حريصة على أن تطلبها من الحجار خلال حفلاته المختلفة سواء فى الاوبرا أو ساقية الصاوى. خلال السنوات الأخيرة ابتعد على عن التترات لأسباب متعلقة بتراجع مستوى ما يقدم، فقرر أن يبتعد، لكى يتابع المشهد من بعيد، والغريب فى الأمر أن من كانوا يتهمون الحجار والحلو بأنهما هربا إلى التترات بسبب عدم وجودهما على خريطة الغناء هم الآن من يشاركون فى التترات سواء بالغناء او التلحين او التأليف.. فى هذا الحوار نناقش مع الحجار أسباب الابتعاد والتراجع. ** فى البداية سألته لماذ الابتعاد عن التترات؟ أنت تعلم أننى أكثر من غنى التترات فى مصر والعالم العربى، والحمد لله كان يتقاسم معى هذه الاعمال مجموعة من اهم الشعراء والملحنين، لكننى ابتعدت لأن ما يعرض علىَّ غير مناسب، العام الماضى مثلا عرض على عمل وعندما جلست مع الملحن فوجئت به يؤكد ان التتر عبارة عن أغنية منفصلة، اكتشفت ان هذا الهدف الأول هو الدعاية، الحكاية الآن ليست «ليالى الحلمية» تسمع التتر فتتعرف على الموضوع، كل الاعمال التى قمت بغنائها انا أو الحلو، تحديدا، ستجدها فى صميم الموضوع الدرامى، أما الآن الهدف منها ان تكون اغنية للمطرب والملحن والمؤلف، وهذا فارق كبير بين ما كان يحدث و ما وصلنا إليه. العمل هو حدوتة يجب أن يعبر التتر عنها، وبالطبع رفضت، والحمد لله انى رفضت. ** لذلك نشعر الآن أن هناك غربة بين التتر ودراما المسلسل؟ بالتأكيد لأن الناس الذين يعوون معنى كلمة تتر إما رحلوا مثل عمار الشريعى والابنودى وسيد حجاب او ابتعدوا مؤقتا مثل ياسر عبدالرحمن وعمر خيرت. والتاريخ سوف يذكر هذا، لأن التتر مش مجرد أغنية و خلاص، التتر له اهمية داخل الاطار العام للمسلسل. ** كان هناك اتهام يوجه لكم فى الماضى وهو أن سوق الأغنية هجركم فاتجهتم إلى التترات؟ الحمد لله جاء اليوم الذى أرى فيه من اتهمونا بذلك وهم يغنون او يلحنون او يؤلفون التترات، واصبح التتر هو كل حياتهم، الذين اتهمونا يتمنون الآن ان يأتى رمضان لكى يغنوا أحد التترات. ** نبيل شعيل لكى يعود عاد بتتر مسلسل؟ هذا صحيح، حسين الجسمى عرف لأول مرة فى مصر من خلال تتر مسلسل، اصالة، نانسى عجرم، جورج وسوف، راغب علامة، كاظم الساهر الذى كان يسخر من الامر الآن يغنى تترات ويغنى داخل المسلسل وهناك مسلسل ظهر فى التتر الخاص. ** فى رأيك ما أسباب الانهيار؟ الوعى وثقافة الملحن والشاعر امر مهم، سيد حجاب والابنودى ثقافتهما ليست موجوده عند الجيل الحالى، وكذلك بالنسبة لعمار الشريعى رحمه الله أو ياسر عبدالرحمن أو عمر خيرت أو بليغ حمدى الذى صنع اعمالا لا حصر لها: «نحن لا نزرع الشوك» و«شىء من الخوف»، وفى المسرح «ريا وسكينة»، وفى السينما و الاذاعة، وبالتالى قدم عملا على أعلى مستوى بحجم بوابة الحلوانى. ثقافة هؤلاء المبدعين دعمتهم كثيرا، لأن العمل الدرامى يحتاج فى ان يكون اصحابه على دراية بأمور كثيرة سواء فى المجتمع او الموسيقى، لأن العمل الصعيدى مثلا يحتاج إلى موسيقى مرتبطة بالواقع المكتوب فى السيناريو، إيقاعات وجملة موسيقية او تيمة موسيقية أو الآلات الموسيقية التى تعكس البيئة أو اللهجة فى الكتابة، وقدرة المطرب على اداء كل هذا بتعبيرية او إتقان للهجة. كل هذا الامر لم يعد موجودا الآن، قس على ذلك امورا كثيرة. وهنا لابد أن أشير إلى كيفية دخول عمر خيرت مثلا إلى عالم الدراما، عمر خيرت ولد فنيا عن طريق فاتن حمامة فى ليلة القبض على فاطمة، إذن هو من مواليد الدراما، ياسر عبدالرحمن حدث ولا حرج «المال والبنون»، «والليل وآخره»، و«كناريا» حتى «الضوء الشارد» هو موسيقى فقط، لكنها حققت نجاحا كبيرا جدا، الجملة الموسيقية فى ناصر 56 أو السادات حاجة فوق الخيال. الآن أغلب الاعمال خواجة مأخوذ من حاجات ليست شبهنا، هناك فرق فى الثقافة الموسيقية والعامة بين صناع التتر فى الماضى والحاضر. ** انهيار الدراما نفسها هل لها دخل؟ أكيد عندما تصنع الشهد والدموع والحلمية والليل وآخره وغيرها وجميعها أعمال ترصد حال الناس، وبالتالى تستطيع ان توظف كلمات جيدة، بخلاف عندما يكون المسلسل قتلا ودما ومخدرات، ماذا تكتب فى التتر، الاعمال الآن توتر الناس فعلا، نحن نريد أن نريح الناس من هذا التوتر المفتعل، بدليل ان ابو العروسة مريح جدا؛ لأنه بعيد عن لغة العنف والدم، البرومات الآن تجعلك متوترا لماذا كل تلك الشدة العصبية. ** خروج ماسبيرو من الإنتاج له دور فى التراجع؟ فكرة خروج ماسبيرو عامة لكن خروج ممدوح الليثى وعدم وجود وزير إعلام السبب، إذن احنا محتاجين ماسبيرو وهذا المبنى لا يعوض لكننا نحتاج ممدوح ليثى جديد، فهذا الكيان به استوديوهات وإمكانيات كبيرة جدا. ** رمضان بالنسبة لك هو شهر النجاحات؟ طبعا، أغلب الأعمال الدرامية التى شاركت فيها كانت فى رمضان والحمد لله كانت معظمها ناجحة جدا لذلك رمضان بالنسبة لى شىء مختلف، ناهيك عن أنه شهر روحانى، أنا أعيش حالة خاصة جدا خاصة اننى ولدت فى حى شعبى وهو إمبابة، وهذه الاحياء الشعبية تشعر بعظمة هذا الشهر وجماله. https://www.shorouknews.com/uploadedimages/Gallery/original/gdsfyhfujhxfdhsdgsd.jpg