أثار اكتشاف شركة "توتال" الفرنسية مطلع شهر فبراير الماضي لمخزونات كبيرة من الغاز الطبيعي قبالة شواطئ جنوب أفريقيا موجة من التفاؤل بشأن الثروات المرتقبة التي ينتظر اكتشافها في تلك المنطقة، كما فتح الباب أمام مزيد من الجدل والحوار داخل أوساط صناعة الغاز الطبيعي في جنوب أفريقيا بشأن سن تشريعات جديدة لاستغلال ثروات الغاز وتعيين المحتوى المحلي لتنمية تلك الاحتياطيات. ورحبت غرفة صناعة الطاقة الأفريقية AEC بالاكتشاف الأخير ل"توتال" الفرنسية لحقل "برولبادا" في حوض أوتينيكوا، الذي يبعد 175 كيلومترا قبالة السواحل الجنوبية لجنوب أفريقيا، والذي يضم احتياطيات قدرت بنحو مليار برميل من الموارد العالمية والغاز ومكثفات النفط الخفيف، وهو ما اعتبر خطوة كبرى للدولة التي لا زالت تعتمد على استيراد الغاز والنفط من الخارج رغم التوقعات التي تشير إلى وجود احتياطيات هيدروكربونية هائلة في أراضيها وعلى سواحلها. وقال الرئيس التنفيذي لغرفة صناعة الطاقة الأفريقية، إن جي أيوك "تأمل صناعة النفط أن يكون ذلك الاكتشاف محفزاً ومشجعاً لكل صناع السياسة للعمل على خلق وإيجاد بيئة عمل ملائمة لأنشطة استغلال واستخراج الغاز في جنوب أفريقيا التي نعتقد أنها تملك إمكانات تفوق بمراحل مثل تلك الاكتشافات، وقد حان الوقت لإجراء حوار بناء بشأن محتوى التنمية المحلي حتى تعود منافع تنمية تلك الصناعة على جميع مواطني جنوب أفريقيا من العاملين في القطاع والمقاولين في أرجاء سلسلة القيمة، علاوة على خلق فرص عمل للمجتمعات المحلية." وجاء اكتشاف توتال في وقت تعمل فيه حكومة جنوب أفريقيا على سن تشريع جديد لفصل النفط والغاز الطبيعي عن غيره من الثروات التعدينية التقليدية الأخرى، وأصدرت العام الماضي "خطة موارد متكاملة جديدة" بعنوان (IRP2018)، والتي تطمح إلي إطلاق 8100 ميجاوات من الكهرباء الإضافية المولدة باستخدام الغاز الطبيعي في جنوب أفريقيا بحلول عام 2030، كما تأمل حكومة جوهانسبرج في تحقيق المزيد من التواصل والانخراط مع مراكز صناعة الغاز الأفريقية والعالمية.