تحت عنوان "مفهوم الأفريقية الحديثة في السينما" دارت مناقشات في إطار فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، أمس الأحد، شاركت فيها المخرجة عزة الحسيني، مدير المهرجان، والدكتور أماني الطويل، رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمخرج الإنجليزي من أصول أفريقية كيث شيري، والناقد والمؤرخ السينمائي الفرنسي أوليفية بارلية، وأدار الحوار الشاعر زين العابدين فؤاد. وفي البداية قدمت أماني الطويل، استعراضًا تاريخيًا لفكرة ما يعرف ب"الأفرقانية" أو الجامعة الأفريقية، وكيف انطلقت منذ القرنين السابع عشر والثامن عشر في داخل القارة والخارجها، وقالت أن "الأفرقانية" ارتبطت بالفكر سياسي، حيث تشكلت تجمعات للدفاع عن الهوية في الداخل ضد المستعمر، وتكونت في الغرب بشكل او باخر ضد المستعبد. وأشارت إلى مدرستين لهذا الفكر إحداهما قامت في أمريكا على أساس اللون، والثانية لمقاومة المستعمر، مشيرة إلى المشوع الناصيري الذي اعتمد هلي محورين في مواجهة الاستعمار، الاول اعتمد علي الهوية الافريقية، والثاني هو محور القومية العربية، مؤكدة استمرار الغرب في العمل علي استغلال أفريقيا ونهب ثرواتها عبر شركات عابر للقارات والمعروفة بال"مالت ميديا" . فيما أكد كيث شيري، على محاولة الغرب طول الوقت تأكيد تفوقه، مشددة علي ضرورة تصدي أبناء القارة السمراء لتلك المحاولات عسل العقول، مضيفًًا أن هوليوود تمارس هذا العمل منذ سنوات، وأن كثيرًا من بلاد الشرق تسير وراء النمط الغربي باعتبارة النموذج، وهو ما يفقده هويته وانتماءه، مشددًا على ضرورة التمسك بالموروث الثقافي، وهو السلاح الوحيد الذي يجب ان يتمسك به الافارقة في تلك المعركة. ونفي اوليفيه بارليه ما يتردد عن ان الفيلم الافريقي تابع للسينما الغربية، وقال إن السينما الافريقية لها تركيبتها الخاصة، مضيفًا أن هناك من السينمائيين الأفارقة من يقول : "إننا نعيش هنا وننتظر هنا ونصور الأفلام هنا، وهوموقف للدفاع عن السينما الافريقية". وتناولت المخرجة عزة الحسيني، في حديثها فكرة المواطن العالمي، والتي تمثل مصطلحًا بثه الغرب لتحطيم الهويات المحلية للشعوب، ومقابل أن يكون المواطن عالمي يجب أن يتنازل عن ثقافته وتقاليده، ولكن في المقابل بدأت حركات للمقاومة والعودة للجذور، والتي جاءت افكار جديدة في إطار هذه المقاومة ومنها مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والذي يفتح مساحات للحوار بين السينمائيين الأفارقة.