لم نشوه ثورة يناير.. والعمل يتناول واقعة واحدة من 8 حالات حقيقية قال المؤلف هيثم دبور إن فيلمه «عيار نارى» متعدد الأوجه، وله أكثر من قراءة يمكن للمتلقى أن يتفاعل معها طبقا لخلفياته ورؤيته، ولكن فى العموم الفيلم يتحدث عن شرف الفكرة وشرف المهنة، ويطرج سؤال هو، عندما تتعارض الحقيقة مع الواجب من منهم ينتصر؟، وكانت صعوبة الفيلم فى كيفية توضيح تلك الفكرة. وخلال الندوة التى أقيمت عقبت عرض الفيلم ضمن فاعليات الدورة 67 لمهرجان المركز الكاثوليكى للسينما، أكد دبور أن «عيار نارى» لم يبن ليكون مثل روايات «شرلوك هولمز»، فهو لا ينتهى عند معرفة من القاتل، ولكن يهدف إلى معرفة سبب الجريمة، وهل القاتل فاسد أم لا، والتفكير فى المساحة الرمادية الموجودة فى النفس البشرية، فالمشاهد كان يملك معلومة من القاتل منذ أول الفيلم. وكشف عن أول نسخة من الفيلم كتبت فى عام 2011 ولم يتغير شىء فى التركيبة الأساسية للقصة، ولكنها خضعت للتطوير. وقال دبور إن الطبيب فى نهاية الفيلم تعاطف مع القاتل بسبب نبل الدافع، وكان وجوده بمصلحة الطب الشرعى سببه الهروب من الناس، وأنه كان يحاول أن يقترب من الموتى ويشاهد جوانب أخرى غير المادية ليعطى التقرير المناسب. وعلق قائلا: «نحن ندفن رءوسنا فى الرمال إذ لم نعترف بأن أى حدث كبير أو ثورة يناير يوجد بها أخطاء وبعض المنتفعين»، مضيفا أن الفيلم لا يشوه شهداء الثورة، وأنه حدثت بالفعل وقائع مشابهة لأحداث «عيار نارى»، فالحالة التى تحدث عنها الفيلم واحدة ضمن 8 قتلوا برصاص القناصة. من جانبه أكد كريم الشناوى مخرج «عيار نارى»، على اهتمامه بأن يكون أول فيلم روائى له بهذا الاشتباك، وأن التغير الأكبر الذى طرأ على مصر فى الفترة الأخيرة هو اقتناع كل شخص بأنه يملك الحقيقة الكاملة، وأضاف أنه لا يوجد نقاش يدور وهناك شخص مخطئ أو شخص صائب 100%. وعبر الشناوى عن رأيه الشخصى قائلا: «نحن نسدد ثمن اعتقادنا أننا صائبون على طول الخط، وأن أى شخص رأيه مخالف لنا هو مخطئ تماما»، وتابع: «الشك ونقد الذات أهم أسباب التطور والذى أصبحنا نفتقده». وأكد الشناوى أن «عيار نارى» ليس أول ولا آخر فيلم يتحدث عن شهيد، وليس هناك فيلم يشوه أو يحتكر التاريخ، وأنه لا يوجد فيلم يذهب إلى مزبلة أو جنة التاريخ، واستطرد قائلا: «ما زلنا نسمع روايات مختلفة عن ثورة 1952 حتى الآن». وقال: «أعتز بمشاركتى فى ثورة يناير فهى أثرت فى حياتى بشكل كبير جدا، وأنا لا أنتمى لأى معسكر معارض أو مؤيد، والفيلم من الأعمال القليلة التى قالت أنه كان هناك ثوار». وتابع «الشناوى» وضعنا نهاية قصة الفيلم فى بدايته فهو ليس فيلم جريمة أو بحث عن القاتل، ولكن العقل الباطن للمشاهد ظن أن هناك ما هو أبعد من ذلك، ولكن ما كنا نقصد هو أن نبين كيفية حدوث ذلك، وكنا نحاول طوال أحداث «عيار نارى» وضع الأشخاص فى المنطقة الرمادية وتوضيح أنهم يملكون جانب خير وآخر شر. وذكر أن الطبيب فى نهاية الفيلم يوضع أمام مشكلة أخلاقية أكبر مما كان يتعرض له طوال الفيلم، وما مر به جعله يرى الحياة بشكل أكثر تعقيدا. واشار الشناوى إلى الفنان بيومى فؤاد الذى كان ضمن ضيوف الشرف، وصور مشاهد بدون أجر ولكنها حذفت أثناء معالجة الفيلم، نظرا لأن صناع العمل وجدوا أنها لن تتناسب مع أجواء الفيلم، مشددا على ضرورة أن يتوجه إليه بشكر خاص لأنه فنان محب للمساعدة.