اتحاد الكرة، هو الجهة المسئولة عن تنظيم لعبة كرة القدم، باستخدام لوائح وقوانين معروفة للجميع، ولا تتعارض مع قوانين الفيفا، ولا تتخطى حدود الميثاق الاوليمبى، ويتبع الاتحاد الافريقى لكرة القدم، باحترام احكامه والانتهاء عن نواهيه. تعريف سريع للاتحاد، أضعه امام رئيسه هانى ابوريدة والاعضاء، خوفا من ان يكونوا نسوا مقتضيات مهامهم، ولا أجد حرجا، اذا قلت ان حالة التخبط التى تدار بها اللعبة فى الآونة الاخيرة، تدفعنى لتذكيرهم انهم اعضاء فى هذا الاتحاد، قبل ان أوضح لهم تعريفه. ما حدث فى اجتماع اتحاد الكرة مع ممثلى اندية الدورى فى اليومين الماضيين، يضع الجميع أمام دوره الحقيقى، ويوضح كيف تدار الامور، ويسهل مهمة أى محقق، عن المتسبب فى خلق الفوضى التى نعيشها. بدأت الأزمة، بانسحاب خالد مرتجى ممثل النادى الأهلى من الاجتماع، احتجاجا على حضور رئيس نادى الزمالك، الموقوف من الاتحاد الافريقى لكرة القدم لمدة عام. هذا التصرف دفع رئيس نادى الزمالك لسب مجلس ادارة النادى الأهلى، على مرأى ومسمع من الجميع، ثم تتردد انباء عن اشتباكه مع أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة، وهو ما تم نفيه من الجانبين. المثير فى الأمر، تصريح أحمد مجاهد المتحدث الرسمى لاتحاد الكرة، بأن اجتماع اتحاد الكرة تنسيقى وليس مباراة أو جمعية عمومية، ولرئيس الزمالك الحق فى حضوره. كلمة اجتماع فى حد ذاتها اضفت عليه صفة الرسمية، علاوة على ان المتحدث الرسمى من الواضح انه لا يعلم حيثيات القرار الصادر من الكاف والذى ينص على «حرمان رئيس نادى الزمالك، من ممارسة أى نشاط متعلق بكرة القدم، إداريا ورياضيا، على مدى عام كامل على الصعيد المحلى والقارى والدولى». إذن الكلمة واضحة، «ممارسة أى نشاط متعلق بكرة القدم»، بمعنى ان تواجده فى الاتحاد كفيل بتوجيه اعتراض من الكاف، فكيف سيكون الحال اذا تم اخطار الاتحاد القارى، أنه كان صاحب نصيب الاسد فى الاجتماع، بناء على تأكيدات العديد من ممثلى الاندية. الامر الخطير هنا، هو تداول الخطاب الرسمى الموجه من اتحاد الكرة إلى النادى الأهلى، والذى جاء فيه، بضرورة حضور «اجتماع»، لبحث جميع الامور المتعلقة بمسابقة الدورى الموسم الحالى، واتخاذ ما يلزم من قرارات بشأنها. «حضور اجتماع»، «اتخاذ قرارات»، كيف سيكون الحال ايضا اذا ما ناقش الكاف هذا الخطاب «الرسمى»؟!، والسؤال الآخر ما الذى يدفع الجهة المسئولة عن تطبيق القانون لاختراقه، والتحايل لعدم تطبيقه. المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد، انما كان تصريح محمد الطويلة، رئيس نادى النجوم فى اذاعة اون سبورت بعد الاجتماع، باستياء مندوبى الاندية من انسحاب مرتجى بسبب حضور رئيس نادى الزمالك، وان ممثل الأهلى كان يتعين عليه البقاء، لتجد نفسك تسأل، هل الاجماع على ارتكاب الخطأ، يضفى عليه صفة الشرعية، وهل هذه الشرعية تحرم صاحب الحق من حقه. ما زاد الامر تعقيدا، فيديو رئيس نادى الزمالك ليلا، والذى افتتحه بكلمة «هانى ابوريدة كلمنى وأصر على حضورى الاجتماع لتقديم مقترحات وحلول». انتظرت نفى ابوريدة لهذا التصريح، لكنه لم يحرك ساكنا، لا فسر صمته بالموافقة الضمنية على ما قاله رئيس الزمالك، ليطرح السؤال نفسه مجددا، كيف لرئيس اتحاد الكرة، وهو عضو فى المكتب التنفيذى للكاف، «صاحب عقوبة الايقاف»، ان يوجه دعوة إلى رئيس نادى موقوف، ويكون مصمما على حضوره؟!، ما الدافع لاختراق القرار؟! بعد اعلان قرارات المجلس، جاء ان نادى الزمالك ابدى مرونة فى حل ازمة مؤجلات الدورى، هل يستطيع ابوريدة ان يجيب لنا قبل ان يجيب للكاف من اين حصلت على موافقة نادى الزمالك، التى بناء عليها سيتم اتخاذ قرار رسمى؟!، هل كان رئيس الزمالك ممثلا له فى الاجتماع؟ ما تمر به الكرة المصرية بإدارتها بطريقة «الجلسات العرفية»، و«قعدات العرب» والهروب من تطبيق القوانين واللوائح، لا يقل وصفه عن «مأساة»، قد تصل بنا إلى كارثة جديدة تضاف إلى السجل الاسود، بسبب عدم التخطيط، وترك الامور تشتعل بين الجماهير، دون وجود ضابط ولا رادع، وفتح المجال للاحتقان بين مسئولى الاندية، لنعود لنندب الحظ مجددا، والبحث عن اسباب الكارثة، التى صنعناها جميعا، بتخلى كل فرد فى المنظومة عن مسئولياته.