نظمت الدار العربية للكتاب، حفل توقيع رواية «جزء مؤلم من حكاية»، للكاتب والروائى السودانى، أمير تاج السر، بمعرض القاهرة للكتاب، بالتجمع الخامس. وأعرب الكاتب السودانى أمير تاج السر، عن سعادته بحضور معرض القاهرة للكتاب، فى يوبيله الذهبى، لتوقيع روايته الأحدث، «جزء مؤلم من حكاية»، خاصة أن انشغاله فى السنوات الماضية حال دون مشاركته فى المعرض، مشيدا بالتنظيم والشكل الحضارى الذى وجد عليه المعرض وكذلك التنوع الكبير فى الإصدرات بكل مجالاتها. وقال «تاج السر»: إن روايته «جزء مؤلم من حكاية» نص مؤلم يتناول العنف، وتدور فى إطار تاريخى أسطورى فانتازى، وأن أبطال الرواية هم شخصيات «سيكوباتية» وهى الشخصيات التى يفضل توظيفها روائيا فى أعماله، لكنه فى روايته الأحدث «جزء مؤلم من حكاية» قرر جعل هؤلاء المرضى النفسيين يحتلون دور البطولة. وتابع صاحب «زهور تأكلها النار»، أن أحداث الرواية تبدأ فى مملكة متخيلة تدعى «مملكة طير»، ثم يعود الراوى بحكايته القديمة إلى «مملكة قير»، قبل أن يرتحل فى نهاية الرواية لمشهد البداية مرة أخرى حيث «مملكة طير»، ليتناول من خلال كل هذا أحداثا مسلسلة تمتد ل 30 عاما، بالقرن السادس عشر، تحديدا عام 1650. «جزء مؤلم من حكاية» رواية غريبة تبدأ بأحداث غامضة فى مكان لا وجود له يدعى «مملكة قير». تحمل الحكاية بعض سمات الرواية البوليسية إذ إننا إزاء بطل قاتل محترف وصاحبه «صانع التمائم» الذى يكلفه بمهام القتل تلك، لكن ورغم الجرائم المختلفة التى يقومون بها، إلا أن الرواية لا تسير على طريقة الروايات البوليسية فى الإثارة والتشويق، على العكس من ذلك نتعرف على كل جريمة من خلال الراوى، ويبقى فى النهاية سره الأكبر والجزء المؤلم الحقيقى فى الحكاية هى المفاجأة التى يقدمها «أمير تاج السر» للقارئ فى نهاية روايته، بعد أن استطاع أن يمسك بتلابيبه فى تفاصيل الحكايات العديدة الأخرى التى تكشف عن طبيعة شخصية البطل وصاحبه، والشخصيات الثانوية المختلفة من حوله. وحول رحلته مع هذه الرواية، قال تاج السر: «منذ مدة وأنا أحلم بكتابة هذه الرواية، بعوالمها الغرائبية العنيفة، وشخوصها السايكوباتيين، وكونها تدور فى عالم له أطره وقوانينه الخاصة، بعيدا عن أى إحالات لأى كوابيس حديثة أو قديمة، الأحداث تدور فى القرن السابع عشر، وتبدو شبيهة بزمن حدوثها». أمير تاج السر طبيب وروائى سودانى وصلت عدد من رواياته للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية وهى «صائد اليرقات» 2011، و«زهور تأكلها النار» عام 2018، كما حاز على جائزة كتارا فى الرواية عام 2015 عن روايته «366»، يعد من أهم الروائيين المعاصرين وتلقى أعماله اهتماما نقديا وجماهيريا كبيرا، ترجمت بعض أعماله إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والإيطالية، يسعى فى أعماله إلى التنوع والكتابة فى أكثر من موضوع وبأكثر من أسلوب وطريقة، وإن بقى متمسكا بطريقة خاصة وأسلوب فريد يميزه عن غيره من الأدباء.