اضطرت دور السينما التى تقع بمنطقة الشانزليزيه فى باريس وما حولها إلى اغلاق ابوابها بسبب تعرض العاصمة الفرنسية لجولة جديدة من الاحتجاجات التى يقوم بها اصحاب «السترة الصفراء». وكانت المنطقة الشهيرة على مستوى العالم نقطة انطلاق للمظاهرات غير المنتظمة التى قامت بها حركة «السترة الصفراء» الفرنسية، والتى ظهرت للاحتجاج على فرض رسوم على الديزل، وتمثل عرضا للقلق العميق فى المجتمع الفرنسى بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. قرار اصحاب دور العرض جاء بعدما شهدت أعمال الشغب والنهب فى الشارع فى نهاية الأسبوع الماضى مداخل المسارح الشهيرة مثل UGC Normandie، حيث يعقد مهرجان كان السينمائى مؤتمره السنوى، كما أن أماكن البوتيكات الأصغر بما فيها دور السينما العامة تم تحطيم عدد من ماكينات التذاكر الآلية بها. وكان من المقرر ان تفتتح سينما نورماندى هذا الاسبوع مجموعة من الافلام منها أستريكس، الأرامل، ليتو، ومن خلال النار وأكدت بريسيلا جيساتى مديرة سينما بلزاك التى تأمل استئناف نشاط دور العرض وابقائها مفتوحة، انه تم اغلاق السينما السبت بسبب الاحتجاجات. واضافت جيساتى: «أحدث التطورات والدعوات للمظاهرات كثيرة جدا ومضرة»، وكانت هذه هى المرة الثالثة على التوالى الذى أجبرت فيها السينما على إغلاق أبوابها. وقالت جيساتى: «فى أول يوم سبت وقعنا على حين غرة لأن مظاهرة 24 نوفمبر كان من المفترض أن تتم فى شامب دى مارس»، فى إشارة إلى المساحات الخضراء العامة الكبيرة أمام برج إيفل. «لكن» السترات الصفراء «بدأت فى الوصول إلى الشانزليزيه وبدأت الأمور تتصاعد. حاولنا أن نبقى على ان تكون ابواب السينما مفتوحة ولكننا أجبرنا على إخلاء المتفرجين وإغلاق السينما نحو الساعة الواحدة ظهرا لأنه كان خطرا وأن بعض قنابل الغاز المسيل للدموع قد انطلقت أمام السينما مما جعل الهواء فى المسرح غير قابل للتنفس. وأشارت إلى أن الإغلاق القسرى يوم السبت يأتى فى وقت ينبغى أن يكون مشغولا لجميع دور السينما حول الشانزليزيه. «إنها فترة مهمة لدور السينما مع الكثير من الأفلام القادمة فى الوقت الحالى. إنها تمثل خسارة كبيرة فى الأرباح. فى أول يوم سبت من الاحتجاجات، أطلقنا للتو فيلم «أماندايل هيرز فى أماندا». وكنا نتوقعه أن يحقق أداء جيدا خلال عطلة نهاية الأسبوع وربما يجذب نحو 700 متفرج. بدلا من ذلك، فعلنا صفر». وتضيف أن الإغلاق يأتى فى نهاية عام اختبار لجميع الشركات حول الشانزليزيه، والتى كانت أيضا مسرحا لأعمال الشغب فى يوليو بعد أن تحولت الاحتفالات لكأس العالم فى فرنسا إلى أعمال عنف. كما يأتى فى وقت معقد بشكل أعم لدور السينما والمسرح فى الحى الشهير على مستوى العالم. التى تضم عددا كبيرا منها. وقال مارك أوليفييه سيباج، المدير العام لهيئة العارضين الفرنسيين «لا فيدر»، إنه من السابق لأوانه تقييم تأثير الاحتجاجات على شباك التذاكر الإجمالى. الأرقام متفاوتة للغاية. من الواضح أن دور السينما التى توجد فى نقاط الاحتجاج الساخنة قد مرت بوقت عصيب، لكن هناك أماكن لم تتأثر بالاحتجاجات، ولا يزال شباك التذاكر بارزا فيها. نحن نراقب الوضع وننظر فى كيفية النظر إلى البيانات وسنصدر تقريرا فى نهاية ديسمبر». على جانب اخر هناك أماكن أخرى فى باريس، تبدو فيها سلاسل السينما تأخذ نهج الانتظار والترقب. فعلى سبيل المثال، قالت سلسلة mk2 arthouse لموقع «سكرين» إنها تخطط لإبقاء أماكنها مفتوحة، بما فى ذلك تلك الموجودة حول أحياء La Républiqueو Bastille، والتى من المرجح أن تكون مراكز للاحتجاجات يوم السبت. تعد دور السينما فى شارع الشانزليزيه من بين عدد من المواقع الثقافية والمواقع السياحية التى من المقرر أن تبقى مغلقة يوم السبت بما فى ذلك برج إيفل ومتحف اللوفر.
