دعت الندوة المحمدية التي نظمتها حملة "محمد صلى الله عليه وسلم رسول الإنسانية" التابعة لوزارة الأوقاف، اليوم الثلاثاء، إلى الوسطية والاعتدال في كل المجالات وعدم الغلو في الدين، مؤكدين أن النبي محمد حذر من كل مظاهر الغلو. جاء ذلك في الندوة التي أُقيمت بقرية النمروط التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وشارك فيها الشيخ زكريا الخطيب وكيل أوقاف الشرقية، والدكتور محمد أحمد السوداني عميد كلية الدراسات الإسلامية بفاقوس، والدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل مديرية أوقاف الشرقية، والدكتور عمر حسين حسن وكيل كلية الدراسات الإسلامية بالديدامون، والدكتور طه عيد رئيس قسم العقيدة والفلسفة بالكلية، والدكتور رفعت العدلي رئيس قسم الفقه المقارن بالكلية، والدكتور سالم المهدي الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر، والشيخ محمد محمود خاطر مدير الدعوة بمديرية أوقاف الشرقية، والشيخ عبد الله كامل معاون شئون الدعوة، وجمع غفير من الهيئات التنفيذية والسياسية بالمحافظة. وأكد المشاركون في الندوة أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من كافة مظاهر الغلو لا سيما الغلو في الدين، وأنه أنكر على من بالغ من أصحابه في التعبد والتقشف والتشدد مبالغة تخرجه عن حد الاعتدال بقوله لهم: "يا أيها الناس؛ إيَّاكم والغلوّ في الدّين، فإنَّما أهلكَ من كان قبلكم الغلوُّ في الدّين"، كما أن دعاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالصلاح لم يكن قاصرًا على صلة العبد بربه وأمور دينه فقط، وإنما كان يشمل مناحي الحياة كلها، حيث يقول: "اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي". وتحدث الدكتور محمد أحمد السوداني عن الجانب الإنساني في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أنه كان يتحرى العدل والإنصاف في كل تعاملاته سواء مع المسلمين أوغيرهم، قريب أم بعيد، غني أم فقير، حاكم أو محكوم، لا فرق لديه بسبب اللون أو الجنس، كما أنه أشاد ب"حلف الفضول"؛ لما كان فيه من عدالة وإنصاف للمظلومين، وقال صلى الله عليه وسلم: "لقد شهدت في الجاهلية حلفا - يعني حلف الفضول - أما لو دعيت إليه اليوم لأجبت". وقال الدكتور السوداني إن الإسلام لم ينكر حق أحد، بل نزل القرآن الكريم يبرئ يهودي من الاتهام بالسرقة، وليس هناك دليل أقوى من ذلك على أن الإسلام دين حق وعدل، إذ يقول تعالى: "وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا". ومن جانبه، دعا الدكتور محمد إبراهيم حامد إلى ضرورة الالتزام بمنهج الله في التعامل فيما بين الناس، ولا يبخس أحدهم حق الآخرين، وأن يتأسوا برسول الله وهديه وأخلاقه وسلوكه، وألا يغلو في دينهم الذي يحث على الوسطية والاعتدال والبر في كافة مناحي الحياة، محذرًا من الانسياق وراء الآراء المتشددة والفكر المتطرف الذي يؤدي إلى التدمير والهلاك. وفي ساق متصل، قال الدكتور طه عيد إن حب المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم يفرض عليهم الاقتداء به وبهديه ومنهجه في التسامح والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع ونشر الطمأنية والسكينة والمودة حتى ينهض الوطن وترتقي مكانته بين الأمم، لافتًا إلى أهمية أن يقتدي المسلمون بما جاء عن النبي في فتح مكة وتسامحه مع من سلب المسلمين أموالهم وديارهم، وكذا تعامله مع أهل الطائف وعفوه عنهم وقوله المشهور: "لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئًا".