مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية والانسانية المعاصرة تشتبك معها افلام القسم الرسمى خارج المسابقة بمهرجان القاهرة السينمائى والتى تنتمى لموجات سينمائية متعددة. من هذه الافلام فيلم المخرج الفلبينى الكبير برياتنى ميندوزا «ألفا، الحق فى القتل »، وفى الفيلم نرى كلا من «إسبينو» ضابط الشرطة و«إيلايجا» موزع المخدرات الانتهازى التافه الذى تحول مُخْبِرا لمراقبة عملية سرعان ما ستتحول إلى مواجهة مسلحة عنيفة فى الأحياء الفقيرة ما بين رجال القوات الخاصة وعصابة «آبيل». قبل وصول المحققين إلى مسرح الجريمة، يهرب «إسبينو» و«إيلايجا» ومعهما حقيبة ظهر «آبيل» المليئة بالمال والمخدرات. رغبة أحدهما فى البقاء على قيد الحياة وعلاقة الآخر بالفساد سرعان ما ستُطلق سلسلة خطيرة من الأحداث، فكلاهما يخاطر بسمعته، عائلاته وروحه فى هذه العملية. وهناك الفيلم الروسى الالمانى البولندى الكازاخستانى المشترك «أيكا» للمخرج سيرجى دفورتسيفوى، حيث تدور احداثه الانسانية على مدى 100 دقيقة، وقد وضعت «أيكا» طفلها للتو، ولكنها لا تستطيع تحمل نفقات تربية طفل، فهى لا تعمل، وعليها ديون يجب أن تُدفع وليس لديها حتى غرفة خاصة بها. ولكن لا توجد طريقة لكبح جماح غرائزها الطبيعية. المخرج الامريكى الشهير سبايك لى، يقدم فيلمه المثير للجدل «بلاك كلانسمان» الذى يتعرض لقضية التعصب والتفرقة العنصرية، حيث تدور احداثه على مدى 130 دقيقة فى السبعينيات عندما يصبح «رون ستولورث» أول محقق أمريكى من أصل أفريقى يخدم فى قسم شرطة كولورادو سبرينجز. مصمما على صنع اسم لنفسه، ينطلق «ستولورث» بشجاعة لأداء مهمة خطيرة هى التسلل داخل جماعة «كوكلوكس كلان» العنصرية ضد الملونين والقبض على أفرادها. سرعان ما يقوم المُخبر الشاب بتوظيف زميله الأكثر خبرة فى التحقيق السرى. معا، يُشكلان فريقا لتفكيك جماعة الكراهية المتطرفة، التى يحاول أعضائها تصحيح خطاب الجماعة العنيف لجذب الرأى العام. وفيلم المخرج الالمانى كريستيان بيتزولد « ترانزيت »، والذى تدور اجواء احداثه عندما تقترب القوات الألمانية بسرعة من باريس. يهرب «جورج» اللاجئ الألمانى إلى مارسيليا فى آخر لحظة. يحمل فى حقائبه وثائق مؤلف يُدعى «فايدل» انتحر خوفا من الاضطهاد. تتضمن هذه الوثائق مخطوطة رواية، خطابات وموافقة على تأشيرة من السفارة المكسيكية. كما يشهد القسم الرسمى خارج المسابقة فيلم المخرج خالد الحجر ممثلا لمصر وهو «جريمة الإيموبيليا» وفى الفيلم نرى «كمال حلمى» كاتب روائى مشهور، يعيش وحيدا منعزلا فى شقته الكبيرة فى عماره الإيموبيليا الشهيرة فى وسط البلد. منذ وفاة زوجته ورحيل أبناؤه عنه، يعانى «كمال» من الاكتئاب والسكيزوفرينيا. فى أحد الأيام، يدعو «كمال» إلى شقته فتاة تُدعى «سماح» تعرف عليها عن طريق موقع فيسبوك لتؤنس وحدته. لكن بعد وصولها، يقع حادث فى العمارة، ويكتشف هو وجاره وأعز أصدقائه «حبيب» أن الفتاة قد استغلته. ومن الافلام المهمة لعام 2018 يعرض فيلم «الغراب الأبيض» للمخرج والنجم ريف فاينز انتاج امريكى بريطانى، وعلى مدى 122 دقيقة.. يُسجل الفيلم المهارة البدنية التلقائية وتألق «رودولف نورييف» الذى أذهل العالم عند هروبه إلى الغرب فى ذروة الحرب الباردة. بحضوره الجذاب، برز «نورييف» كنجم البالية الأكثر شهرة: راقص وسيم وجامح محاصر فى عالم مدينة ليننجراد عام 1950. وضعته مداعبته للفنانين والأفكار الغربية فى لعبة كر وفر مع الاستخبارات السوفيتية. ويعرض المهرجان ايضا فيلم «حد» انتاج السويد والدنمارك، حيث يتطرق المخرج على عباسى لقصة ضابطة الجمارك «تينا» التى تعرف بحاسة شمها غير العادية. يكاد يصل الأمر كما لو أنها تستطيع شم الجرم على أى شخص يخفى شيئا. لكن عندما يمر «فور» الرجل المشبوه إلى جوارها، يتم تحدى قدراتها للمرة الأولى على الإطلاق. تستطيع «تينا» الشعور بأن «فور» يخفى شيئا لكنها لا تستطيع تحديده، بل والأسوأ من ذلك أنها تشعر بانجذاب غريب له. بينما تطور «تينا» علاقة خاصة مع «فور» وتكتشف هويته الحقيقية، فإنها تدرك أيضا حقيقة نفسها. ويقدم المخرج دان فولمان فيلمه «الحياة نفسها» وهو من انتاج امريكى اسبانى، وفى الفيلم نرى حبيبين شابين فى نيويورك ينتقلان من مرحلة الرومانسية الجامعية إلى الزواج وإنجاب طفلهما الأول، إذ تخلق المنعطفات الحياتية غير المتوقعة لرحلتهما صدى يتردد عبر القارات وعبر عُمر الإنسان فى الحياة نفسها. ومن مفاجآت المهرجان الكبرى هناك فيلم المخرج المكسيكى الكبير ألفونسو كوران «روما» والذى تدور أحداثه حول «كليو» شابة من سكان المكسيك الأصليين تعمل خادمة، و«أديلا» زميلتها فى العمل وهى أيضا من أصل مكسيكى، تعملان لدى عائلة صغيرة من الطبقة المتوسطة فى حى روما. «صوفيا» أم لأربعة أطفال، تتواءم مع غياب زوجها الممتد فى حين تواجه «كليو» أخبارا مدمرة خاصة بها، تصرفها عن رعاية أبناء «صوفيا» الذين تحبهم كما لو كانوا أطفالها. بينما تحاول أن تبنى إحساس جديدا بالحب والتضامن فى ظل سياق اجتماعى تراتبى تتشابك فيه الطبقة الاجتماعية والعرق بشكل متعاكس، تتصارع «كليو» وصوفيا» بهدوء مع التغييرات التى تتسلل إلى منزل العائلة فى بلد يواجه مواجهة بين ميليشيا تدعمها الحكومة ومتظاهرين من الطلاب. المخرجة اليابانية الشهيرة ناعومى كاواسى يعرض لها المهرجان فيلمها الجديد رؤية التى شاركت فرنسا فى انتاجه، وفى الفيلم تنقل «جان» إلى اليابان بحثا عن نبتة طبية نادرة. خلال رحلتها، تقابل «تومو» حارس الغابة الذى يرافقها فى رحلة بحثها كما يدلها على آثار ماضيها. حيث عاشت «جان» حبها الأول منذ عشرين عاما، فى غابات يوشينو. ومن صربيا يعرض للمخرج مايكل نوير فيلم «فراشة»، والذى تدور احداثه عندما يُرسل «هنرى» إلى مستعمرة عقابية نائية بسبب جريمة قتل لم يرتكبها، فإنه يصادق «ديجاس» البائس، ومعا يشكلان رابطا غير قابل للانفصال، لكن الرابط سيتعرض للاختبار عندما يدبران لهروبهما المثير. ومن كازاخستان يعرض المهرجان فيلم «النهر» للمخرج امير بيجازين، وفيه تعيش عائلة مكونة من خمسة أبناء فى قرية كازاخية نائية. وفقا للتقاليد الشرقية، يصبح الابن الأكبر «أصلان» نائبا للأب، والمسئول عن كل العمل، وتفويض المهام. ذات يوم، يأخذ «أصلان» أشقاءه إلى النهر للسباحة ليعيشوا لحظة سعادة عميقة. من هذه اللحظة فصاعدا، تختلف الحياة. وعندما يصل «كنات» ابن العم غير المعروف بشكل غير متوقع إلى القرية، تبدأ حياة الأسرة المنظمة فى الانهيار إلى الأبد.