قال الدكتور سعود السرحان، الأمين العام لمركز الملك فيصل للدراسات المستقبلة، خلال الجلسة الختامية لمؤتمر العلاقات بين دول المغرب والمشرق بمكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، إن الحديث عن المشرق والمغرب ككتل واحدة، هما أمران متوهمان، فلا نستطيع أن نتحدث عن مشرق عربي متكامل أو مغرب عربي متكامل، فالعلاقة بين الدول المشرق والمغرب علاقات جيدة، لكن العلاقات بين دول المغرب نفسها ليست جيدة وكذلك دول المشرق. وأوضح «السرحان»، أن هناك ثلاثة فاعلين في العلاقة بين الدول العربية، وهم (السياسة، والنخب سواء فكرية أو سياسية، ورجل الشارع)، مشيرًا إلى أننا نركز جميعنا في صورة العرب في الدراما الغربية ولا نركز على صورة الدول العربية فيما بينهم في الدراما العربية نفسها. ورأى، أن النخبة لم تعد قائدة للشعبويين ولكن يحدث العكس، فالشعبوية هي التي تأثر في النخبة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، لافتًا إلى أن النخبة العربية في جهل تام بالآخر فالنخبة المغربية لا تعرف كثيرًا عن النخبة المشرقية، وهذا الجهل أدى إلى نوع من التفاخر. وتسائل عن الحلول التي يمكن من خلالها أن تستعيد النخبة مكانتها، متابعا: "أظن أنه يمكن أن يحدث ذلك من خلال استعادة النخب لإنتاج نفسها مرة أخرى، وخلق نوع من التعارف والتعامل بين المشرق والمغرب، عبر مشاريع عملية وليس مشاريع ضخمة يتم من خلال التواصل في الدول العربية". بدوره قال الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، إن المصالح والعلاقات الدولية تتشابك فيما بينها في أكثر من مجال، ولكن يظل الاقتصاد هو المحرك الأول لها. وأضاف، أنه منذ التحول العالمي إلى الرأسمالية التجارية وصولاً ثورة المعلومات، اتسمت تلك العلاقات بالروح الاستعمارية وصراع المصالح، ولم يكن العالم العربي بعيدًا عن تلك الصراعات ولكنه أكتوى بنيرانها. وأشار إلى أننا لم نتحرر بعد من التعبية للدول الخارجية منذ 500 عاما، فالعلاقات بين الدول العربية بالعالم الخارجي أقوى من تلك العلاقة فيما بين الدول العربية نفسها، متابعا: "يبدو أننا بحاجة إلى تأمل علاقتنا العربية بوجه عام والعلاقات المشرقية المغربية بوجه خاص". وتسائل "الميري" في النهاية: "هل لدينا القدرة على الفعل وتغيير الواقع؟"، لافتًا إلى إمكانية حدوث ذلك عبر تشكيل كتلة إقتصادية كبرى. من جانبه، تحدث الدكتور جمال شقرة، عن مستقبل العلاقات المشرقية المغربية ومرتكزات التقارب والمعوقات، قائلاً: "النخبة المثقفة العربية لم تقدم استراتيجية واضحة وآليات محددة لتحقيق حلم الأمة العربية في الوحدة، حتى لو على المستويين الثقافي والإقتصادي". وأضاف، أننا حتى هذه اللحظة لدينا اشكالية في تحديد وتعريف مصطلح المشرق والمغرب، وما هي دول المشرق، وما هي دول المغرب، مستعرضًا فرص التقارب العربي بين المشرق والمغرب وكذلك المعوقات التي تواجه هذا التقارب.