«بى بى سى»: أحد الموقوفين فى «ريتز كارلتون» طلب «كافيار» روسيا وآخر أراد إحضار مدلكته الخاصة ذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى»، أمس الأول، نقلا عن مسئولين سعوديين القول أنهم يأملون فى أن يتمكن الأمراء ورجال الأعمال المتهمون فى قضايا الفساد والمحتجزون فى فندق «ريتز كارلتون» بالرياض، من مغادرة المكان بنهاية العام الحالى أو مطلع يناير المقبل. وأعد التقرير مراسلة «بى.بى.سى»، ليزا دويست، التى انفردت قبل 6 أيام بإجراء تقرير مصور لما يدور داخل الفندق، حيث يحتجز عشرات الموقوفين من رجال الأعمال والأمراء السعوديين، فى حملة ضد الفساد يقودها ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان. ونقلت دويست عن أحد المحتجزين فى الفندق قوله إنه «يقضى معظم وقته بغرفته مع محامييه، وأن الاتصال بأسرته مسموح، لكنه لا يفضل أن تزوره الأسرة فى مكان احتجازه». وقال مسئول حقوقى سعودى، رافق دويست خلال الزيارة، إن «بعض النزلاء من كبار السن، ومنهم من يعانى من مرض السكرى أو مشاكل فى القلب أو غير ذلك»، مضيفا أن «المركز الصحى يعمل على مدى الساعة من قبل الأطباء والممرضين، ويتم فحص الغرف، وجلب أدويتهم الخاصة من منازلهم». بدوره، قال مسئول آخر إن «المحتجزين بوسعهم الحصول على كل شىء يريدونه. لكننا لا نستطيع أن نستورد طعاما خاصا من دولة بعينها». وذكرت مراسة «بى. بى. سى» أنه عندما استفسرت عن طلبات المحتجزين، أُخبرت أن أحدهم طلب «كافيار» روسيا، فى حين طلب آخرون إحضار حلاقيهم الخصوصيين، وطلب البعض مدلكته الخاصة. وأوضحت أن «لكل من المحتجزين خطا هاتفيا ساخنا فى غرفته، للاتصال بأسرهم ومحاميهم. كما يسمح لمسئولى شركاتهم بزيارتهم فى مقر الاحتجاز لتسيير أعمالهم التجارية. ونقلت عن مسئول سعودى قوله إن «أكثر من 500 شخص، هم خبراء حكوميون وماليون وخبراء فى سوق الأسهم ومصرفيون سابقون ومختصون فى غسل الأموال وفى القضاء والعقارات، يتناوبون العمل بمقر الاحتجاز على مدى ساعات اليوم، وطيلة أيام الأسبوع، للمساعدة فى التعجيل بإنهاء ملفات المحتجزين». إلى ذلك، أوضح مسئول قضائى كان برفقة مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية، أن ما يجرى حاليا «هو تحريات سابقة للتحقيق»، قائلا «نحن نطالب الأشخاص الذين أخذوا الأموال بإعادتها»، واصفا العملية بأنها «ودية» وتابع: «نقول لهم سنعرض لكم الدليل وسنقوم بحل المشكلة»، على حد تعبيره. وفى ختام التقرير، أشارت دويست إلى أن أحد المستثمرين السعوديين البارزين(لم تسمه) تحدث إليها هامسا خلال تواجدها فى الرياض، قائلا: «يجب على ولى العهد أن يغلق هذا الفصل بسرعة»، مضيفا «إذا استمر الأمر، فسيتواصل طرح الأسئلة». وكان ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، قد صرح فى حوار مطول مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الجمعة الماضية، بأن أغلب المتهمين بالفساد الذين تم توقيفهم فى إطار حملة مكافحة الفساد، وافقوا على التسوية والمصالحة مع الدولة وإعادة الأموال بدلا من إحالتهم للقضاء. وأشار الأمير بن سلمان إلى أن مجموع المبالغ التى قد تنقل من حسابات المتهمين بالفساد إلى خزينة الدولة بعد التسوية المحتملة قد تصل إلى نحو 100 مليار دولار. يذكر أن السلطات السعودية، شنت مطلع الشهر الحالى، حملة اعتقالات للقبض على متهمين بالفساد المالى واستغلال السلطة فى البلاد، بالتزامن مع أوامر ملكية أصدرها العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز لمكافحة الفساد وتشكيل «لجنة عليا لمكافحة الفساد» برئاسة ولى عهده.