- عتمان يشترى شيشة فى منزله.. وعاصم يستبدل سجائره الأجنبى بالكيلوباترا على الرغم من اعتياده الذهاب للمقهى كل صباح لتناول أحجار المعسل بعد وجبة الإفطار السريعة على عربة الفول، اضطر عتمان محمد، فرد الأمن بإحدى الشركات، أخيرا إلى شراء شيشة خاصة به فى منزله، محاولا توفير ميزانية المقهى التى ارتفعت أسعارها للضعف فى الأشهر الأخيرة. يقول محمد: «اشتريت شيشة لوحدى بعد لما لقيت القهاوى بتغلى فى سعر حجر الشيشة، الحجر كان بجنيه جنيه ونصف الآن وصل سعره إلى 2 ونص و3 جنيه، وكوب الشاى لا يقل عن 3 جنيه».. المرتب لن يتحمل هذه الزيادة». هكذا أثرت الأزمة الاقتصادية بشكل أو بآخر على مزاج المصريين فى استخدامهم (الكيف الحلال)، كما يطلق البعض على القهوة والشاى والسجائر والمعسل، الذى يجتمع على تناولهم جميع الفئات والطبقات فى المجتمع، فتجد الكثير من المدخنين يقدمون على شراء أقل أنواع السجائر جودة وآخر يقلل من ذهابه للمقهى فى محاولة لتوفير بعض المال لنفسه. وتحتل مصر مركزا متقدما فى تصدير المعسل للعالم حيث تصدر إلى 140 دولة، بمقدار يصل إلى 21 ألف طن معسل سنويا بقيمة تجاوزت ال93 مليون دولار، وتأتى الشركة المصرية للدخان فى المرتبة الأولى من إنتاج المعسل بنسبة 70% فى مقابل 30% للشركات الأخرى. تباينت الإجابات حول سبب الانخفاض النسبى لزوار المقاهى بشوارع وسط البلد والجيزة، ويرجح البعض سبب هذا الانخفاض إلى مغالاة أصحاب القهاوى فى أسعار المشروبات، كما يؤكد عصام حميد، محامٍ. «كنت بخلص شغل وأروح على قهوة فى شارع شامبليون، أشرب كوبيتين شاى وحجرين معسل، لكن الزيادة المرة دى كانت صعبة دى الحاجة الضعف، فالكوبيتين بقوا كوباية والشيشة بظروفها» يقول حميد. كحال بعض الشباب المدخن، يقول الشاب العشرينى عاصم محمد: «بعد زيادة سعر السجاير حاولت أبطل لكن ماقدرتش فغيرت نوع السجاير إللى بشربها من L.m الأجنبى بكيلوباترا المصرى وأحيانا بشترى فرط من المحل الأربعة ب 4 جنيه»، متابعا: كان زمان بشترى علبة وأوزع على صحابى من باب الشياكة لكن الكلام دا خلص خلاص كل واحد مع نفسه بقى». وتعد مصر من أولى الدول العربية إنتاجا للدخان، حيث يبلغ حجم تجارة منتجات التبغ سنويا إلى 13 مليارا و200 مليون، ويستهلك المصريون نحو 84 مليار سيجارة سنويا. كان لشعبان محمد، عامل بمقهى غزال بوسط البلد، رأى آخر، فيذكر، كل واحد حسب ظروفه: «فيه ناس بنزلها طلبات ب 200 جنيه مثلا وناس على قدهم ونفس العدد ب 20 جنيه، بس الأمر مش زيادة الشاى جنيه ولا اثنين دا متعلق بمرتبهم الشهرى وهل قادرين يكفوا نفسهم ولا لا». وتابع: «العامل إللى واقف على الشيشة مرتبه مازدش علشان الناس عددها مابقاش كبير زى الأول فى حين إننا بنشترى الشاى والقهوة بضعف سعر زمان». وتعد مصر أولى الدول العربية استيرادا للقهوة، حيث يستهلك المصريون شايا ب 3 مليارات جنيه سنويا ومليار جنيه للبن.