فيلم مجرى يثير تساؤلات فلسفية بقصة حب غريبة ومثيرة ومدهشة أليكساندرا بوبيلى أولى المرشحات للدب الذهبى بأداء مبهر تكمن فلسفة السينما العظيمة فى قدرتها على ان تثير داخل مشاهديها تساؤلات كبرى حول ادق مشاعر حياتهم، وعلاقتهم بانفسهم وبالاخرين، وهل يعيشون بالفعل واقعهم أم أنهم داخل حلم يسكن عالمهم؟ ويأتى الفيلم المجرى «على الجسد والروح» للمخرجة الديكيو إينيديى الذى ينافس على جائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين منتميا لهذا النوع من السينما، فعلى مدى نحو 116 دقيقة، انت تعيش داخل عالم مشوق لرجل وامرأة كل منهما يحلم بالاخر، حلما روحيا جميلا، فى كون من المشاعر، وعندما تلتقى الاجساد ينتهى الحلم، وتهتز المشاعر، وكأن لقاء الروح هو الاعظم، فالفيلم الذى يحمل مفردات فنية مدهشة من فكرة فلسفية للوجود، ولغة صورة وسرد سينمائى مشوق يحكى عن قصة حب حالمة بشكل غريب مليئة بالمأساة والكوميديا معا، يغلب عليها التردد والخجل بين رجل يدعى «إندر» وامرأة، هى «ماريا» يعملان فى مجزر آلى، هى تعمل مراقبة جودة، وهو مدير مالى. كل منهما ينظر للآخر بريبة واندهاش، ماريا صامتة طوال الوقت خجولة دائما تجلس فى صمت، تؤدى عملها يوميا، على محمل الجد وتلتزم بشكل صارم بالقواعد وكأنها فى وظيفة عسكرية، ذاكرتها تعيش فى عالم الارقام منذ الطفولة، وربما هذا ما لفت نظر إندرى، هادئ الطباع يعيش حياة عادية مع زوجته، ولديه اعاقة فى يده اليسرى، وعندما تأتى إلى المجزر، طبيبة نفسية لتسأل كل شخص عن ما يريد ان يحلم، تفاجأ بأن إندرى يقول لها انه يرى ماريا فى احلامه، وماريا تقول لها نفس الشىء، رغم سرية الجلسات، ليكون الامر محيرا لها ولنا، خاصة ان المخرج كان ينقلنا بين لحظة واخرى لذكر غزال يجرى وراء غزالة فى لحظة اعجاب، وكلما تطورت العلاقة بين الرجل والمرأة، نرى المسافة بين الحيوانين تقترب، فى مشاهد عميقة، تبدأ فى التعرف على بعضهما البعض لادراك القرابة الروحية، حيث يكتشفان أن لديهما نفس الأحلام ليلا ثم محاولة لجعلها حقيقة واقع، حيث يخبر الرجل المرإة بأنه يريد ان ينام معها، وهى تخبره بذلك، ومن باب التشويق، نراهما بجوار بعضهما البعض دون تلامس، وكأن تلاقى الروح اهم، تحاول ماريا ان تنتحر، لعدم قدرتها على تلاقى الجسد، لكنها تعود بمكالمة تليفون من إندر، لتشعر ان الامل فى تحقيق الحلم عاد، وعندما يلتقيان جسديا، يخبر كل منهما الاخر بعدم رغبته فى الاستمرار، لأن لغة الجسد كسرت مشاعر الروح. الجمهور داخل قاعة العرض صفق طويلا للفيلم، لمدة خمس دقائق متواصلة، والواقع ان القيمة الفنية لفكرة الفيلم هو هذا الاداء الرائع لبطلة الفيلم التى جسدتها اليكساندرا بوربيلى، التى من المتوقع ان ترشح بقوة لجائزة افضل ممثلة بتعبيراتها المؤثرة، وكذلك بطل العمل جيزا موريسامى، اما المخرجة الرائعة الديكيو اينيديى فقد وضعت المشاهد فى حالة ترقب وحيرة وشغف دون ملل لما ستسفر عنها تلك العلاقة، وهى بهذا العمل ربما تستحق جائزة السيناريو والاخراج. الفيلم يدور عن المخاوف والموانع المرتبطة بالانفتاح على الآخرين، والتواصل معهم. تكريم جيفرى راش ضمن الفعاليات كرم المهرجان تحت إدارة المخرج ديتر كوسليك النجم الأسترالى المخضرم الحاصل على جائزة الأوسكار جيوفرى راش، حيث منحه المهرجان جائزة كاميرا برلين وسط حضور صناع فيلمه Final Portrait ووسط حضور كبير. فيما شهد المؤتمر الصحفى لفيلم Final Portrait هجوم ستانلى توتشى مخرج الفيلم على سياسات الرئيس الامريكى دونالد ترامب، حيث انتقد المزاعم التى قيلت حول قيام الإدارة الأمريكية بتقليل الدعم الماضى للفنون، مؤكدا أن عددا من الأمريكان وبعض السياسيين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية يرون أن الفن «مضيعة للوقت» على الرغم من أنه أى بلد متحضر يجب أن يضع الفن فى أول اهتماماته. إطلاق العدد الرابع من «السينما العربية» أطلق مركز السينما العربية ضمن أنشطته فى مهرجان برلين السينمائى الدولى، العدد الرابع من مجلة السينما العربية التى تُعد أول مجلة عربية تتوجه إلى صناعة السينما العالمية باللغة الإنجليزية، وتتكامل مع المركز خلال جولاته بمهرجانات السينما الدولية، بهدف تسليط الضوء على السينما العربية وصناعها، مع إبراز المواهب اللامعة والإمكانات الكامنة بها. وتناول العدد الرابع من المجلة أنشطة صناع السينما العرب فى الدورة ال67 من مهرجان برلين السينمائى الدولى، وأماكن تواجدهم خلال الفعاليات، كما يكشف الروابط العربية الألمانية فى صناعة الأفلام، إلى جانب تسليط الضوء على تاريخ مشاركة السينما العربية فى المهرجان الذى يعد واحدا من أهم المهرجان السينمائية وأقدمها وحوار مع ماتياس فوتر كنول مدير سوق الفيلم الأوروبى. ومن الموضوعات التى تسلط المجلة الضوء عليها: إمكانات وقدرات السوق السينمائية العربية المقدرة بالمليارات وفى انتظار استغلالها، وتغطية لنشاط مؤتمر Arab Cinema LAB فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، المشاركة العربية فى مهرجان روتردام السينمائى، المواهب العربية الناشئة، وحصاد أنشطة مركز السينما العربية فى 20166 وأحدث أنشطة شركاء المركز. بحضور مجموعة كبيرة من صُناع الأفلام الألمان والعرب وشخصيات عامة، نظمت مبادرة جائزة الفيلم التابعة لمؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ حفلا ضمن فعاليات المنصة التفاعلية برلينال للمواهب التى تُقام فى إطار الدورة ال67 من مهرجان برلين السينمائى الدولى، بهدف أن يكون الحفل منصة تفاعلية وحوارية بين صُناع الأفلام المرشحة للجوائز، ممثلى المؤسسة، محترفى صناعة السينما ووسائل الإعلام، وضيوف الشرف. حضر الحفل الأمير على بن الحسين ابن الملك حسين ملك الأردن الراحل وحرمه الأميرة ريم على المفوض التنفيذى فى الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، جوى حرفوش (شبكة الشاشات العربية البديلة)، كلوديا جعبة (دوكس بوكس)، محمد الأنصارى (الخزانة السينمائية بطنجة)، ميرنا معكرون (مهرجان دبى السينمائى الدولى)، إريت نيدهارت (mec film)، أحمد سامى (ستوديو ذات)، علاء كركوتى،ماهر دياب وعبدالله الشامى (MAD Solutions)، بالإضافة إلى أعضاء لجنة تحكيم جائزة الفيلم المتمثلين فى فينشنزو بونيو مدير مشروعات صندوق السينما، جورج ديفيد مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الأديبة والصحفية دوريس هيب مدير تحرير شركة ZDF/Arte، إلك كاشل مونى المدير الإقليمى لمعهد غوته بالعالم العربى، ماريان خورى مدير شركة أفلام مصر العالمية، هانيا مروه مؤسِسة ومديرة جمعية متروبوليس السينمائية ببيروت والمنتج ألكساندر فادو. وتنقسم مشروعات الأفلام المنافسة على جائزة الفيلم إلى 3 مشروعات فى فئة أفلام التحريك القصيرة، 4 مشروعات وثائقية ومثلها فى فئة الأفلام الروائية القصيرة، وتتمثل الجوائز فى 3 منح إنتاجية تبلغ قيمة كل منها 60 ألف يورو، فى مجال الإنتاج السينمائى المشترك بين صُناع الأفلام العرب والألمان، وتستهدف فئات: أفلام التحريك القصيرة، الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية القصيرة. وقد بدأت النسخة الأولى من جائزة الفيلم فى عام 2013، وهى تستهدف فى المقام الأول المخرجين الشباب الذين يبدأون العمل فى مجال السينما، والطلاب والشباب حديثى التخرج من أكاديميات ومعاهد السينما والإعلام ويحملون الجنسية العربية، وإن كانوا يمتلكون مشروعا فى مرحلة التطوير فى أى من فئات الأفلام السابق ذكرها. ويُشترط أن يحتوى كل فريق عمل على منتج، منتج مشارك، مخرج، مؤلف ومصور (لا ينطبق هذا الأخير على أفلام التحريك)، بالإضافة إلى أى من أفراد فريق عمل الفيلم، مثل المونتير والمؤلف الموسيقى، على أن يكون هناك عضوان على الأقل من الدولة الشريكة فى الإنتاج، ومن الممكن أن يتم استخدام جوائز المؤسسة فى تمويل الأفلام بالكامل.