- خبيرة التنمية البشرية واليوجا: التوتر حافز للنجاح وأرواحنا انعكاس لما نأكل "الطريق إلى السعادة"، واحد من أكثر الموضوعات استهلاكًا، وأكثرها جدلية، وأكثرها هلامية أيضًا، لذا لن يمكنك الوصول إلى نتيجة أو إجابة، إذا ما واصلت اتباع نفس الطرق التقليدية. لكن خلال ورشة العمل التي نظمتها خبيرة التنمية البشرية ساندرا شاما كار، حول هذا العنوان، كانت ثمة إجابة؛ ربما لأن الطريق الذي اتبعته ساندرا، وحاولت تداوله مع المشاركين بهذه الورشة، على مدار يومي السبت والأحد الماضيين كان مختلفًا إلى حد ما، وإن ظل يدور في مجمله حول فكرة التوازن والتخفف وصولًا إلى السلام. لا تكاد شاما كار تفصل في الرؤية بين مفهومي السعادة والصحة، لذا فهي ترى أن محاور السعادة هي نفسها المحاور الأربعة للصحة العامة، وتقسمها على النحو التالي: السيطرة على التوتر - فنون التواصل - التغذية العلاجية - وتدريب العقل. وهي تتناول هذه المفاهيم من خلال رؤية إيجابية ترى مثلًا في التوتر محفزًا على النجاح بشرط أن يحتفظ بنسبته المقبولة، وإلا ستتحول أي نسبة زائد من التوتر إلى أوجاع جسدية، تتركز تحديدًا في مناطق الرأس والرقبة والكتفين. الأمر نفسه في التغذية العلاجية، التي تلخص فكرتها في كون الإنسان هو نتاج أو انعكاس لما يأكل، فوفقا لعلم "الأيورفيدا" القديم فإن الطعام إما يجعلنا نشعر بالخفة والحيوية والسلام الداخلي، وإما بالحرارة والطاقة والشغف، وإما بالثقل والخمول والإحباط، أي أن الطعام يؤثر على حالتنا المزاجية وبالتالي يمكننا من خلال الاختيارات الصحيحة أن نصبح أكثر سعادة. أيضا فإن التخلص من التوتر والحالة المزاجية الجيدة ، التي يمكن الوصول إليها من خلال التغذية المتوازنة لا يمكن فصلهما عن فكرة ترويض العقل، والتحكم في الاختيارات، تجنبًا للتشويش والتيه بين الملايين من الأفكار المتضاربة، حتى نستطيع الوصول لفكرة الرضا، المتفق على كونها جوهر السعادة. وفي كل ذلك يجب وفقًا لساندرا عدم تجاهل الآخر الشريك لنا في هذا العالم، الذي هو بدوره مرسل ومستقبل لمجمل تلك الأفكار والمشاعر والأفعال المرتبطة بفكرة الصحة والسعادة، وفي هذا السياق أكدت "ساندرا" خلال الورشة، على أن مفتاح النجاح في التواصل مع الآخرين هو الإدراك التام لحقيقة أن كلا منا مخلوق فريد، فهي ترى أن النساء والرجال مختلفون؛ فالنساء تشبة القمر؛ (متغيرات - متأملات – راعيات)، أما الرجال فهم يشبهون الشمس (مباشرون - واضحون - ويحبون التحدي)، وهو ما يفسر الاختلافات بينهم في كيفية اتخاذ القرارات، والحالة العاطفية، والابداع ، والتواصل. فكلما استطعنا التعرف على احتياجات الآخر، كلما استطعنا التواصل معه بشكل جيد و تكوين علاقات إنسانية سعيدة، وهذا ما تسميه ساندرا بفن التواصل. هذه المحاور الأربعة تمت مناقشتها وعمل تدريبات حية حولها من خلال مجموعات عمل وورش فرعية مكثفة خلال الورشة التي نظمتها ساندرا شاما كار، لم يقطعها سوى سويعات قليلة مقتطعة لعمل تمارين يوجا لتصفية الذهن والتخلص من الأوجاع، كانت متصلة بشكلٍ كبير، أو ربما كانت تطبيقًا للأفكار التي ناقشتها الورشة، فضلًا عن فاصل عملي لكيفية عمل غذاء صحي طبيعي في وقت مناسب، لا تبتعد مكوناته أو طريقة إعداده عن الطبيعة. وكانت ساندرا افتتحت الورشة بعرض مجموعة من المبادرات الاجتماعية التي شاركت من خلالها في العمل مع اللاجئين السوريين في المخيمات باليونان، ومكافحة المخدرات مع طلاب المدارس، وغيرها، كاشفةً عن اعتزامها مواصلة العمل مع ضحايا اللجوء، والذين اكدت إنهم بحاجة للعلاج الروحي والتواصل الإنساني بقدر حاجتهم إلى الدعم المادي والطعام والإيواء. كما تطرقت إلى لمحات من سيرتها الذاتية، وكيف استطاعت اليوجا أن تساعدها في تصحيح مسار حياتها واستثمار طاقتها الداخلية، وتحريرها من الطاقة السلبية، التي حاصرتها فترة إصابة والدتها بمرض مزمن، أدى إلى وفاتها.