بقلم أ. د. إلهام سيف الدولة حمدان – مصر بوابة شموس نيوز – خاص قفزة إلى الأمام في تاريخ مصر الحديثة؛ وهي قفزة فوق كل جسور العوائق الأمنية أولاً، والقيام بالقضاء على رءوس الأفاعي المتربصين في جحور الوطن وخارجه؛ وتجفيف منابع الإرهاب ومصادره؛ تمهيدًا لعبور العوائق الاقتصادية التي بدأها الرئيس "السيسي" في استهلال الجمهورية الثانية تحت قيادته الحكيمة. وهو الذي أتى بعد نجاحه بإجماع شعبي فاق التصور والخيال، ضرب به توقعات القوى المعادية في مقتل، واكتسابه شعبية عارمة منقطعة النظير؛ برغم المحاولات الخبيثة التي أثارتها بعض مراكز استطلاع الرأي في العالم؛ لزرع وتصديرالإحباط والتردد في نفوس المصريين، من أجل إعاقة إعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية؛ يستكمل فيها مابدأه من مشروعات قومية عملاقة في المنشآت الصناعية وشبكات الطرق في الفترة الرئاسية الأولى؛ والنجاح في تنفيذها برغم كل المشكلات والعوائق التي وضعت في طريقه، واستطاع اجتيازالأزمات الطاحنة التي كادت تطيح بالأخضر واليابس ممن تصدروا المشهد في لعبة سياسية خيانية خبيثة؛ بالتضافر مع قوى أهل الشر القابعين تحت أوامر أسيادهم في الداخل والخارج . ولنأخذ فقرة مهمة من كلمات الرئيس ضمن كلمته في حفل تنصيبة لمدة رئاسة ثانية؛ مفتتحًا للمناقشة العقلانية المتأنية ومحاولة اقتراح بعض مايراه من حلول: "ستكون ملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة في مقدمة اهتماماتي …" ! وتعالوا لنفتح سويًا كل ملف من هذه الملفات على حدة، وليكن لنا كلمة سواء ! ولنا أن نعترف أنه تأتي على رأس أولويات الملفات الساخنة التي تواجه مصر والقيادة السياسية؛ ملف "التعليم" في المراحل الدراسية كافة، وهو الذي أشار إليه "الرئيس" في مجال طرحه للمشكلات التي تواجهنا في المرحلة القادمة، فالتعليم يُعد ثورة في "ميدان تحريرالعقل" من الأفكار المتطرفة والجنوح إلى الإرهاب بمعاداة كل المشروعات التقدمية لكرامة الوطن والمواطن . وفي هذا الصدد .. أود أن أشير ككاتبة إلى ضرورة وضع "التعليم الفني" الإجباري على رأس القائمة في المرحلة التعليمية الأولى والمتوسطة؛ فبغيره لن نجد في طول مصر وعرضها "الميكانيكي" و"الكهربائي" و"السمكري" و"المنجد" و "النجار" … إلخ ! وسنكون في النهاية نهبًا لكل "صبي ورشة / بلية" تسرَّب من الاندراج في سلك التعليم الإلزامي لأي سببٍ من الأسباب؛ ليجرب فينا بلا أدنى معرفة كل صنوف الجهل الذي يُعشش في رأسه، وساعتئذٍ سيكون "الأعور وسط العميان .. ملكًا" !!، ولندفع الثمن غاليًا في خسائرباهظة تهدم كل نظريات الاقتصاد الذي نعمل على استعادة عافيته وازدهاره؛ ليعود على دورة الدخل القومي بالخير الذي نأمله . ولتكون تلك هي أولى الخطوات الجادة نحو الإصلاح والتنقية لمسار العملية التعليمية من شوائب تخريج دفعات متتالية من الأطباء والمهندسين والمدرسين، الذين يخرجون إلى الحياة العملية يحملون الشهادات العليا؛ ثم يجلسون على المقاهي في انتظار فرصة عمل تتفق ومحصولهم العلمي .. ولا تجىء ! لأن المنطق العقلي يقول : لاتوجد "كتائب مقاتلة" تتكون من القادة "الضباط " فقط ! ترى .. هل وصلت الفكرة ؟ ثم نأتي بحذر لفتح ملف "الصحة" الذي لن يكون له صحة على مستوى المستقبل القريب؛ إلا باتخاذ قرارات فورية صارمة تُعد بمثابة "التأميم" للطب والمستشفيات وشركات الصناعات الدوائية (العامة والخاصة)؛ التي تغلغلت فيها ونمت طحالب الفساد على مدى حقبة طويلة من الزمن القريب؛ واستشرت في داخلها أهداف المصالح الشخصية الضيقة؛ دونما اعتبار لمصلحة المواطن ومستقبل الوطن، ليكون لكل فرد على أرض مصر"بطاقة صحية" منذ لحظة ميلاده؛ تمنحه صك الأمان ضد غوائل الزمن من حوادثٍ أوأمراض عضال؛ وبخاصة في مرحلة الشيخوخة والعجز. وكلي ثقة أن هذه "البطاقة" المنشودة؛ سيكون لها أكبر الأثر في إزاحة الإحساس بالخوف لدى الفقراء والأغنياء على حد السواء، لينطلق الجميع إلى العمل المثمر الجاد، دون خوف من شبح المستقبل الغامض ومفاجآته. ونأتي إلى الملف الذي يُعد في رأيي ورأي كل حصيف رابطة حزمة الملفات كافة؛ ألا وهو ملف "الثقافة"؛ فالثقافة ليست مجرد متعة ذهنية لفئة محددة من فئات المجتمع؛ بل يجب أن تكون غاية من غايات التقدم الإنساني؛ وهدفًا من أهدافه الأصيلة التي يقوم عليها بنيان المجتمع؛ مع وجوب القناعة الكاملة بها من السلطة الحاكمة وبخاصة السلطة الوطنية الحقيقية ؛ لأنها بالضرورة لاتريد أن تحكم شعبًا من الجهلاء، بل لابد أن تعترف بأن المجتمع لابد أن يأتمر بآراء مثقفيه من النخبة والصفوة؛ لقيادة كتائب العمل بكل الحكمة والآراء العلمية الثقافية الرشيدة. ونستشف من هذا .. أن العبرة ليست بزيادة أعداد "المتعلمين"؛ أو من حاملي الدرجات العلمية العليا، ولكن الاعتداد يجب أن يكون بحجم الثقافة المعرفية التي يتمتع بها كل فرد في المجتمع من أصغر عامل وفلاح في مصنع وحقل، وأن المجتمعات التي تريد التقدم والازدهار؛ عليها أن تنشئ في كل حي مكتبة عامة تكون متاحة للجمهور الذي يحن إلى المعرفة والثقافة بشكلٍ عام. إننا اليوم نبدأ مرحلة جديدة في المسيرة الوطنية التي انطلقت مع الولاية الثانية للرئيس، وكلنا أمل أن يكون جهدنا معه بحجم طموحاته الصادقة