ضمن فعاليات المنتدى الاستراتيجي العربي فواز جرجس: واقع الحالة السياسية في العالم العربي هو نتيجة مباشرة لما تعاني منه دول المنطقة من أزمات هيكلية * فواز جرجس: العام 2018 لن يشهد تغيرات في طبيعة النزاعات التي تعتبر إيران طرفاً أساسياً فيها مثل اليمن والعراقوسوريا * فواز جرجس: أتوقع أن يستمر التخبط الأميركي خاصة بعد اعلان الرئيس الأميركي بشأن القدس * فواز جرجس: لا تغيير على الوضع الراهن في سوريا دبي- شموس نيوز – خاص اعتبر الدكتور فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية أن العام 2018 لن يشهد تغيرات في طبيعة النزاعات التي تعتبر إيران طرفاً أساسياً فيها مثل اليمن والعراقوسوريا، كما من غير المرجح أن تتخذ إيران مبادرة للقيام بأي تدخل مباشر في أيٍ من تلك النزاعات، بل ستستمر بقيادة حروبها بالوكالة من خلال أذرعها المنتشرة في تلك الدول والتي تمثل حلاً أقل كلفة لها". جاء ذلك خلال مشاركة جرجس في فعاليات المنتدى الاستراتيجي العربي الذي عقد الثلاثاء 12 ديسمبر تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. واستهل جرجس، جلسته التي حملت عنوان" حالة العالم العربي سياسياً في 2018″، بتقديم رؤيته للتطورات في المنطقة من خلال استعراض مجموعة من الملفات رئيسية تمثل الركائز للتحولات التي ستشهدها المنطقة في العام 2018. وأشار جرجس إلى أن أي محاولة لاستشراف حالة العالم العربي السياسية تتطلب إدراكاً للعلاقة السياسية الاستراتيجية التي تربط بين بلدان المنطقة والخارج، فموقع المنطقة يجعل من الصعب فصل الشأن المحلي عن الإقليمي والعالمي. وقال: "إن واقع الحالة السياسية في العالم العربي هو نتيجة مباشرة لما تعاني منه دول المنطقة من أزمات هيكلية، وأزمة ثقة بين المواطن والحاكم، وإخفاق تطبيق الحوكمة في مختلف مفاصل الدولة، إضافةً إلى ما تعانيه منظومة العمل الجماعي للدول العربية، وهو الأمر الذي استغلته دول غير عربية مجاورة من خلال زرع بذور الصراع الداخلي". وتوقع جرجس أن يستمر التخبط الأميركي خاصة بعد اعلان الرئيس الأميركي بشأن القدس، واصفاً ترامب بأنه يغرد خارج السرب ويضرب ركائز القوة الأميركية في العالم وفي العالم العربي. واعتبر جرجس أن الرئيس الأميركي لن يستثمر في الصراع المباشر مع ايران مشدداً على أن غياب أي استراتيجية أو رؤية للسياسة الخارجية لدى الرئيس الأميركي وكل القرارات التي اتخذها ترامب خلال 2017 سوف يضر بالمصالح الأميركية في المستقبل ويقوض فائض القوة الناعمة الذي بنته أميركا على مدى سنوات وعقود. أما في الملف السوري فاعتبر جرجس أن لا تغيير على الوضع الراهن، فيما توقع أن تتنامى النزعات القبلية في اليمن. ورأى جرجس أن العراق متجه الى استقرار نسبي. وأشار إلى أن الانكفاء الأمريكي خلال العقد الأخير عن التأثير في الداخل العربي فتح مجالاً واسعاً أمام روسيا لتكون اللاعب الرئيس في الشرق الأوسط. ورسم جرجس خارطة توضح أبرز ملامح الحالة السياسية العربية ضمن مجموعة من الملفات التي رتبها حسب أهميتها: إيران وقال جرجس: "استطاعت إيران خلال العقدين الماضيين، التمدد بشكل كبير في العالم العربي وأصبحت رقماً صعباً في العراقوسوريا ولبنان واليمن، خاصةً في أعقاب غزو العراق الذي أثر بشكل كبير في توسيع نطاق النفوذ الإيراني في المنطقة". اليمن أما عن الوضع السياسي في اليمن فعلّق جرجس بالقول: "دخلت اليمن مؤخراً مرحلة جديدة من الصراع، قد تستمر آثارها خلال العامين المقبلين، فالأزمة اليمنية بدأت تتحول تدريجياً من صراع قائم على الإيديولوجيات إلى صراع مبني على أسس قبلية". الإرهاب أشار جرجس إلى أن تفكيك داعش مؤخراً في العراق لا يعني انتهاء الارهاب في المنطقة. وقال: "من المتوقع أن يشهد العام 2018 تغيرات في استراتيجيات عمل المنظمات الإرهابية ومحاولات لنشر حالة من عدم الاستقرار في المنطقة. وأضاف: "وتشير العديد من الدلائل إلى أن الأعمال الإرهابية ستتركز في مثلث يضم مصر وليبيا والسودان. وسيمثل العام المقبل مرحلة مصيرية بالنسبة لمصر في ظل وجود وتجذر الجماعات التكفيرية في شمال سيناء ومحاولاتها لتوسيع مناطق نفوذها". وأشار جرجس إلى أن العام المقبل سيكشف ما إذا كانت مصر مستعدة لتجفيف منابع الإرهاب وحواضنه، خاصةً مع احتمال تجديد رئاسة السيسي لفترة ثانية مما يعني الاستمرار في حالة الاستقرار السياسي النسبي". روسيا ولفت جرجس إلى أن روسيا بدأت بالتعامل مع الأوضاع السياسية في المنطقة كلاعب رئيس، ومن الصعوبة أن تفسح روسيا المجال لأمريكا لاستعادة دورها في المنطقة. وقال: "ومما يعزز هذا التوجه تقويض الرئيس الأمريكي ترمب لركائز القوة الأمريكية في المنطقة والعالم من خلال التخبط في إدارة السياسة الخارجية وتصميمه على الانكفاء عن التدخل في الشؤون الدولية". وأضاف: "وفي السياق نفسه، لا يتوقَع أن يشهد الملف السوري تغيرات هامة خلال العام المقبل الذي سيتسم بنوع من المراوحة السياسية في ظل إجماع دولي على أن وجود الأسد في السلطة يعتبر ضرورة في المرحلة القادمة". وقال إن العراق بدوره يتجه نحو استقرار نسبي. فلسطين قال جرجس أن اعتراف أمريكابالقدس عاصمة لإسرائيل يعني نهاية لحل الدولتين الذي كان أحد أهم نقاط النقاش والتفاوض خلال السنوات الماضية. وأكد أن الأحداث الأخيرة قد تجر المنطقة إلى مرحلة جديدة من العنف.