لماذا وجدنا لكي نموت؟ ... لماذا كلّما قرّبتنا الأسئلة من الله تعثرت قدرتنا على التّصديق؟ لا يجب أن نحتكم العقل في جميع الأمور، واٍلا لماذا وجد القلب في الجهة اليسرى من الجسم؟ منذ فترة ليست ببعيدة، أعدت قراءة القرآن.. كنت أجتهد أن أفهم لماذا وجدت.. أكيد لم يتأخر سؤالي، لكنّني في كلّ مرحلة حياتية كنت أطرحه بشكل مختلف.. وأقرأ كثيرا، وأبحث كثيرا.. كنت لا أهدأ أمام ما يحدث من قتل ودمار في العالم.. من صنعنا خيرا وشرا لنكون على الأبيض والأسود نواة استفهام عميقة الشرر.. يتطاير منها خوف التصديق واللا تصديق. عندما بدأت أسئلتي تتكاثر، اتهمت بالالحاد والكفر لضرورة عدم تقدير النّقاش.. كنت أقول انّني أحمل عقلا للتنقيب عن حالاتي الانسانية والدينية والفلسفية والتاريخية بغض النّظر على أنّني أستطيع أن آكل وأشرب وأنام كأي حيوان كسول.. المساحات الدينية التي تشترط الانعتاق من عقدة الايمان بالأمر وقبوله كما هو ضيقة جدا، ولا تمنح فرصة للتحليل.. فعندما نقول مثلا: من هو الله؟.. تنزل أمامك سورة الاٍخلاص كما حفّظت لنا في الابتدائي عن ظهر قلب من دون فهم، رغم أسئلتنا الملّحة لشرحها.. لكن المعلّم كان يتحجج دائما بضيق الوقت..عرفت الله من خلال أمي وأبي وجدّي وجدّتي وعشيرتي جمعاء.. كنت أخافه، لأنهم كانوا يخافونه، وكنت أعبده لأنّهم كانوا يعبدونه.. وكنت أرفع رأسي لدعوته، كما كانوا يفعلون..مرّة من المرات وأنا طفلة كنت أظن أنّ الله يسكن بين السحب.. آلمتني رقبتي وأنا أبحث عنه لأراه.. يا الله أينك؟ لم يطل الله أبدا.. كانوا يصفونه لي أنّه شديد العقاب.. شديد العذاب.. وعند الموت هناك جهنم وبئس المصير..ارتعدت وخفت رغم كلّ ما من حولي من جمال.. هبت بداخلي الأسئلة كالجحيم وأصبحت أخاف النّوم حتى لا أموت وأدخل جهنّم.. هل تعليم الدّين للأطفال وهم صفحة بيضاء، يحتاج اٍلى كلّ هذا التّهويل، أم أنّ قدرتنا على فهم الله ناقصة وبالتالي سلبية أمام ايجابية الخالق؟ أريد شيخا لا يفكر بعضوه لاجابتي على اشكالية تعليم الدين للأطفال بالتّروي وحسب قدراته العقلية..ممسوخ من يعتقد أنّ الله سينتقم من وجودنا.. فكيف سيفعل وهو من صنع رغباتنا وجنوننا وشيطاننا وخوفنا وايماننا.. لقد مررت بكم من هنا لا لكي أبرّر ايماني من عدمه بالله..لكن لأفكر واياكم في عظمة الله وفي قوانينه من دون جهنم.. ومن دون قتل لأفكار كثيرة تحمل الأسئلة الواعية لفهم وجود الله.. اٍنّ تعليم الدّين بمحبة يمنحنا القوة والقدرة على الابداع..لتكن التجربة عميقة اٍذن.