أنا أعرِفُكْ ... من خِلالْ الرِيحْ

أنا أعرِفُكْ
من خِلالْ الرِيحْ
حينَ تَفتحُ أزرارْ
سُترةْ الأقدارْ
في السهولِ
والجبالْ
ومن خِلال قلبُ الثِمارْ
والماءْ والنباتْ
والأحجارْ
ومسيرةُ الأشجارْ
ليالٍ طِوالْ
أنا أعْرفُكْ
حينَ تَعبِر ُآخر الأنهارْ
وقوافلْ الغُبارْ
في الإياْب والتِرحالْ
بأيَّ آمالْ
وحينَ تلتمُس النجاةَ
والفرارْ من التيَّار ْ
دونَ أن تنهارْ
فوق سرير الرمالْ
انا أعرفك
شلاَّلُ أنوارْ
ينَهلُ في كُلََّ حديقةٍِ
ودارْ
في عِزٍ
ودلالْ
كالكرومِْ والزيتونْ
كالجدولُ الهدَّارْ
خَلفَ
التلالْ
ليزيحَ عن نافذةٍ
سِتارْ
كانَ ماضيها
جِدار ْ
وشُبهِ أحتضارْ
وضِلالْ
أنا أعرِفُكْ
من خلالِ
الافٍ من النجومِ
والأقمارْ
ومن بِذرةُ الغيومْ
وجرأةُ الأمطارْ
و ِمنْ تنَفُسْ الأطْيارْ
أجيالٌ
وأجيالْ
وحينَ ترَقصُ الأزهارْ
وزهرُ الليمونْ
والبرتقالْ
على رنينْ الغيتارْ
و الخُلخالْ
أنا أعُرفكَ
من فاكهةْ الأشعارْ
ومن قيمةَ الأحبارْ
وأيَُّ مجالٍ
منْ علمْ
الجَّمالْ
من غلالْ الحريرْ
المُعبَّأ
في سِلالْ
أنا أعْرِفُكَ
من زوابعْ الإعْصارْ
ْحينَ تُطلقْ النارْ
دون إعتذارْ
وتغتالْ
وحينَ ينتصرَ الليلْ
والنهار
بإختلافْ اللَّونِ
والأعْمارْ
ليكونْ حُراً من الأحرارْ
في محطةِ عينيكَ
إحتمالْ
أنا أعْرفكَ
يا أوَل الرِجالْ
كَيْفَما الكونُ
إستدارْ
خاتِمةَ الرِجَالْ
وجَلس ساعاتٍ
في أنتظارْ
ليرتاح قليلاً
سارْ
من الجَّنوبِ الى الشَّمالْ
يرَقبُ أفْكارَ
المَوجَ والبِحارْ
دون نقاشٍ
أو جِدالْ