أيُّها القادمُ من خلفِ حدودِ الزّمان أيها الزّائرُ العجيبُ أما سمعتَ عن أحلامنا التي تُذبحُ وفي كل يوم من الذّبحِ ..تستفيق ؟! من أينَ أتيت ؟ من أبواب الرّيح أم من الزّمهرير أم هي الشّياطينُ أعارتك خصالها كي تستبيحَ أزهارَ الفرح وتغتالَ النّخيل المُقيم ..!؟ خلف أوراقك يركضُ البشرُ و الشّجر والحذرُ وطم الخريف.. مُرغمين !! فوق شواطئك الحارقة ننتظرُ الغمامَ التّائه منذ سنين تحتَ سماءٍ مُدلَهمّة فوق أرضٍ ترثي لحالنا وتشكو عجزنا الرّهيب نُسامرُ موجك الأرعن وشمسنا.. منذ ألف عام ما زالت معصوبة الجبين وخلف أبوابك الخرساء نقفُ طوابير طوابير نرتدي مآزر الأمل ونغتسلُ بأنهار النّار والصّقيع وما زلنا فوق الصّفيح نردد أناشيد المطر نرفع الرّاية الخضراء وما من مُجيب ..!! من خلف الضّباب تُطلُ بهامتك المارد في كلّ حين تسرقُ كلّ المفاتيح وترشُ مآقينا بالدّمع الجريح تؤثث قصور القهرِ وتدوسُ حقولَ الحنطة حتى آخر شبرٍ في أرضِ القلوب دون خجلٍ.. أو تأنيب ضمير..! ماذا أسميك وكيف أناديك..؟ عجبا.. لا شبيه لك إلا الفاسدين والمنافقين والسّارقين والمارقين المراوغين والزّنادقة المُتسلقين على أسوارنا بأحذيةٍ من طين.. ماذا أسميك وكيف أناديك..؟ تباً.. عام البؤس أنتَ عام الوباء والوعيد..! ألا ليتك ترحلُ بهدوء وتأخذ بقاياك بصمتٍ إننا نخشى منك المزيد.. دعنا نُضمدُ جراحنا.. لطفاً ونُرمم ما تبقى من حُضورنا عَلّها تزهر أناشيد المطر بين أيدينا ونعودُ للحياةِ من جديد..