تواجه العراق بالإضافة إلى القضايا الأمنية العديد من المخاطر الناتجة عن الكوارث الطبيعية بسبب تنوع مناخها بما يشمل التصحر والجفاف والفيضانات والعواصف الرملية والزلازل. تحدث الزلازل بشكل متكرر على طول حدودها مع إيران حيث تلتقي الصفائح التكتونية العربية والأوراسية. في تشرين الثاني 2017 ضرب زلزال ضخم بدرجة 7.3 تلك المنطقة والذي كان الزلزال الأكبر الذي تم تسجيله هناك وتم اعتباره الأخطر في العالم في تلك السنة. يقول كريس ويكس نائب رئيس الخدمات الإنسانية في مجموعة “دويتشه بوست دي إتش ال”: “كمسؤولي استجابة متكررة لتقديم المساعدة بعد الكوارث الطبيعية؛ نشهد نحن في مجموعة “دويتشه بوست دي إتش ال” بشكل متكرر اكتظاظ المطارات سريعاً بالفوضى التي تسببها المساعدات الإغاثية الواردة وموظفي الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات العسكرية وحشود الأشخاص الذين يحاولون المغادرة. أضف إلى ذلك حقيقة أن الإغاثة الإنسانية في بعض الأحيان تصل بشكل أسرع مما يمكن للمطار تنظيمه من أجل إخراجها وبالتالي تتم مواجهة مأزق كبير في سير عمل الشؤون اللوجستية للإغاثة. يعتبر الوقت أمراً حساساً خلال الكوارث وكلما كان المطار أكثر فعالية في معالجة الطائرات القادمة؛ كان من الممكن إخراج المواد الإغاثية بشكل أسرع للمحتاجين”. ويتابع قائلاً: “إننا فخورون حقاً بإجراء ورشة عمل “إعداد المطارات للكوارث” للمرة الأولى في العراق ونأمل أن تشهد السلطات هنا قيمة ذلك التدريب”. أحد المخرجات المتوقعة من ورشة عمل “إعداد المطارات للكوارث” هي تحديد مناطق في المطار يمكنها أن تعمل كمواقع أساسية لإجراء عمليات الشؤون اللوجستية للكوارث. عملت ورشة عمل “إعداد المطارات للكوارث” أيضاً على تقييم قدرات المطارات في معالجة الأعداد الضخمة من الركاب والبضائع وتخزين المواد الإغاثية. يقول السيد هوشانغ محمد، المدير العام لمركز تنسيق الأزمات المشترك في إقليم كردستان العراق، ووزير الداخلية: “إن هذه الشراكة تعتبر مصدر سرور بالنسبة لنا ونحن نرحّب بهذه المبادرة الأولى من نوعها لتدريب “إعداد المطارات للكوارث” حيث أنه عمل على تعزيز قدرات إدارة الأزمات لدينا بشكل إضافي من أجل الاستجابة للأشخاص المتأثرين بالكوارث بشكل أسرع من خلال تسريع وتتبع إيفاد وحركة المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية بالإضافة إلى دخول وخروج الموظفين العاملين في القطاع الإنساني، ونحن نتقدم بالشكر الموصول إلى برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في العراق لإجرائهم هذا البرنامج”. يؤكد السيد فاختانغ سفانيدزي، ممثل رئيس برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في العراق على أن استعداد المطارات يعتبر أمراً مهماً بالنسبة للبرنامج وذلك لأن “خطر الكوارث الطبيعية والبشرية ما يزال مرتفعاً. على سبيل المثال؛ بسبب الأمطار الغزيرة تشهد البلاد بشكل مستمر نطاقاً واسعاً من الفيضانات والتي حصدت حياة الكثيرين وشرّدت أشخاص آخرين ودمرت الممتلكات. يشكل سدّ الموصل مصدر خطر بالغ على حياة وسبل عيش المجتمعات المهمشة إلى جانب سهول مجرى دجلة”. ويتابع قائلاً: “إن إدارة الشؤون اللوجستية للاستجابة للمخاطر واسعة النطاق يمكن أن يكون أمراً معقداً، ويعتبر النقل الجوي عنصراً حساساً لتقديم المساعدات الإنسانية الذكية والسريعة، وبالتالي يؤيد برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بشكل فعال الدور الهام لإعداد المطارات والاستجابة الفعالة للكوارث”. منذ عام 2009 تم عقد قرابة 50 ورشة عمل “إعداد المطارات للكوارث” في 24 بلد وتم تدريب قرابة 1160 من الحضور، حيث تم عقد ورش عمل سابقاً في الشرق الأوسط في كل من طهران (2017) وألماتي (2017)، والعقبة (2016)، وعمان (2014)، ويريفان (2013) وبيروت (2012).