الإعلام الجديد مساحة لإبراز المواهب، وحافز للإبداع، وهنا إيجابية عالية سيما وأن العقل العربي لديه استجابة عالية للإبداع والابتكار عند الحاجة و”الحاجة أم الاختراع”، دون الالتفات لتقييم مسبق تبعا للعمر مثلا بل للمنتوج الذي يقدمه المستخدم عبر الإعلام الجديد، وأعجبتني عبارة لأرسطو يقول فيها: بالغريزة يتعلق الأدب لا بتقادم الميلاد. الإعلام الجديد فرصة كبيرة لترتيب الأوراق والانطلاق من حيث ابتكر الآخرون، دعما وتطويرا للمورد البشري “الفرد“ فهو من يغذي المحتوى العربي، وفرصة للتنافسية التكاملية في مختلف المجالات، فالانعكاسات السابقة هي أمثلة محفزة لصاحب كل فن ومجال في انعكاسات الإعلام الجديد على مجاله، وأن نفكر ونخطط للجيل القادم. الإعلام الجديد ليس وردٌ كله، فهو عالم افتراضي يعكس العالم الحقيقي، وهنا تأتي الإشارة إلى مصداقية الإعلام الجديد في كونه أقرب للناس وأكثر قبولا وتفاعلا ومصداقية، فالفرد أقرب لفرد مثله، ولأن ردود الفعل تصل إلى الفرد مباشرة، مما يدفعه لمزيد من الدقة والتحري والبحث، خاصة في الأخبار بشكل موضوعي دون دوافع خفية أيا كانت، فكما يقولون: “إنما آفة الأخبار رواتها”. مصداقية الإعلام الجديد جلية في تأثيره المباشر وغير المباشر في حياتنا وتأثيرنا فيه، الذي أصبح واقعا ملموسا، عبر وسائله من مواقع تفاعلية وإعلام اجتماعي Social Media، التي وضحت فعليا دور الإعلام الجديد وتأثيره، لترصد ما يقال تجاه أمر أو قضية ما، ولكن هل تعي هذه الوسائل أن “الصمت موقف”. الإعلام الجديد دافع كبير للتعلم والتطوير في الثقافة العامة والتخصص، وربط الصنعة بالصنعة، وتحويل الهواية للاحتراف بإعطائها الوقت الكافي لها، وأن تكون ضمن فريق عمل محترف، وأن يكون للهواية احتياج فعلي في سوق العمل، وأجدني كلما تمعنت في مرآة ذاتي وجدت ضعفا بحاجة لأن يقوى، والأعجب حين تجعل مما حولك مرآة ترى بها عبر مرآتك مالم تكن تراه إن أحسنت توجيهها، وهنا يكمن جمال البحث عن الكمال، والكمالُ مطلبٌ عزيز، وما ذلك على الله بعزيز.