الارادة تصنع النجاح

نشأ (لى ميونج باك ) فى اسرة فقيرة جدا هاجرت اسرته الى اليابان قبل الحرب العالمية الثانية وهناك عاشت فقيرة بل معدمة ثم عادت بعد تحرير البلاد وفقد أخا واختا له عندما اصابتهما قنبلة ابان الحرب الكورية ففحمتهما . الاب يعمل فى الزراعة وموارده محدودة وبعد ذلك فقد عمله واصبح الاعتماد الكامل على الام التى كانت تعمل فى بيع الخضار والفاكهة فى سوق القرية من اجل اعالة الاسرة وتعلم من امه الصبر والكفاح على المحن وكان يصاحب الام وهو صغير ويقوم باعمال صغيرة و كانت الامكانيات محدوده للغاية وأخواته الاكبر منه يدرسون فى مراحل التعليم المختلفة .و فى الوقت الذى يتعين عليه مساعدة والدته ولا يفكر فى الدراسة وتعلم من والدته انه لا يقبل شيئا من احد دون ان يؤدى عملا و كان الجيران الاثرياء يعطونه بقايا الطعام وكان يرفض بأدب, وكان يرتدى الملابس المستعملة واصبح دخوله الى المدرسة صعبا لفقر الاسرة وبدأ يسخط من الفقر الذى وقف حائلا دون تحقيق طموحه الدراسى ولكن رفض الاستسلام ,والتحق بمدرسة ثانوية تجارية وكان عليه ان يكون متفوقا دراسيا حتى يعفى من المصاريف فى الوقت الذى كان يساعد امه فى عملها المتواضع وكان يعمل ايضا فى بيع الفشار فى الشتاء والايسكريم فى الصيف .
فى عام 1961 انتقل الى سيول والتحق بكلية التجارة جامعة كوريا, بالعزيمة والارادة عمل جامعا للقمامة ليلا وطالبا فى الجامعة نهارا. وقد اضرب الطلاب فيما سمى بحركة 19 ابريل عام 1961 ضد الحكومة العسكرية الفاشية تحت زريعة التطبيع مع اليابان والمطالبة باسقاط النظام وهنا ادرك ان الحرية والديمقراطية والرخاء اكثر اهمية من المال فرشح نفسه لرئاسة اتحاد الطلبة فاعتقلته قوات الامن وحكم عليه بالسجن سنتين ولكن افرج عنه بسبب الضغط الشعبى وتعلم ان الحياة اكثر من مجرد جمع المال,, و تخرج من كلية التجارة وعمل فى شركة هونداى للهندسة والانشأ موظفا صغيرا ثم تدرج فى سلمها الوظيفى سريعا نتيجة لجده ومثابرته وابتكاره فى العمل حتى اصبح مدير عام شركة هونداى العملاقة كما قام بفتح اسواق جديدة لهذه الشركة فى الشرق الاوسط وروسيا وامريكا حتى اصبحت مؤسسة عالمية عملاقة
وتطورت كوريا من بلد زراعى متخلف تنقصة الموارد الى بلد صناعى متقدم ,,بفضل تصميم رجال مثل لى ميونج باك ان يفيدوا وطنهم ثم انتقل الى العمل السياسى وانتخب فى عام 2002 محافظ سيول ووظف خبرته السابقة فى الادارة بتطوير المدينة وتجمليها وجعلها من اجمل مدن شرق اسيا بفضل الخيال والارادة التى يتمتع بها حتى اصبح رئيس كوريا فى عام(2008 الى 2013). وعاش فى البيت الازرق " مقر الحكم فى سيول" ومن اهم ماخرج به وملفت ان هناك اهمية قصوى ان يحيط بالقائد اناس صالحون يعملون من اجل اعلاء شأن الوطن وبالارادة والعزيمة أصبحت كوريا الجنوبية اليوم، بفضل رجالها المخلصين تمتلك اقتصاداً قوياً يحتل المرتبة الثالثة عشرة على مستوى العالم. وأصبحت تنتج أجهزة الهاتف المحمول وأشباه الموصلات، وتبني سفناً عملاقة وسيارات فارهة، إضافة إلى أعلى ناطحات السحاب في العالم وأطول الجسور. ولديها رياضيون وفنانون وموسيقيون وعلماء مشهورون على مستوى العالم. وقد حدثت هذه الإنجازات الملحوظة خلال الأعوام الستين الماضية... هل يمكن للرئيس ان يحقق حلم المصريين فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
جمال المتولى جمعة
المحامى - مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى