دكتور / عبد العزيز أبو مندور تكاثف هوس دارسى التنمية البشرية .. وازدحمت وتيرته حتى ضجت منهم الأسماع والأبصار .. فقد صاروا أشد خطرا من مياه النيل الملوثة والفاسدة .. بل وأضر من تلوث النفايات الذرية .. ! قرأت ما نشره بعضهم على صفحات الفيس- بوك عن فوائد الملح .. ومع أننا نعرف حقيقة الملح كما قال الأقدمون : ( الملح يصلح كل شئ فإذا فسد لا يصلحه شئ ) .. إلا أنه صاحب البوست تجاوز حد الهوس لأن المنشور ( البوست ) وصف الملح بأنه معجزة .. وهذا جهل بلا شك لأن المعجزات لا تكون إلا للأنبياء فلما ختم الله النبوة والأنبياء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يعد فى الوجود إلى أن تقوم الساعة شئ معجز بعد القرآن الكريم . وكان عليه إن علم أن يقول مثلا .. منافع الملح .. أو فوائد الملح .. ولكنه زعم كلاما هو اقرب للشعوذات .. والدجل .. ويريد أن يروجها على أنها علم .. ! لقد طالب المشاركون بنشر البوست على انه شيئا هاما وطالبهم بان يمسحوا بيوتهم بالملح حتى يطردوا القوى السلبية من الشياطين وغيرها ..! والحقيقة أن هذا الموضوع لا أساس له من العلم .. بل هو من هذيان السحرة والمشعوذين والمتبطليين ممن يسمون أنفسهم أخصائيين فى التنمية البشرية .. فمزاعمهم الكاذبة فى القوى الإيجابية .. والقوى السلبية ترجع إلى نظرية فيزيائية .. يريدون ان يطبقوها بنظرتهم المادية على حياة الناس .. فيصرفوا الناس عن دينهم إلى أكاذيب .. ومزاعم .. ونظريات مادية فاسدة .. ! وأقول لأمثال هؤلاء ولمن يجرى فى نفقهم المظلم أن ما ترددونه.. جهالة .. وهوس .. ومن هذيان السحرة والدجالين .. ! لقد أغنى الله المسلمين بأن هداهم للإسلام فاستغنى بالله تباركت أسماؤه وعظم سلطانه ، فلا يحتاج لمثل هذا الهوس الذى يروجه الفاسدون باسم العلم والطاقة السلبية والطاقة الإيجابية الزائفة .. فهلوسات دارسى التنمية البشرية .. ومزاعمهم الكاذبة فى القوى الإيجابية .. والقوى السلبية ترجع إلى نظرية فيزيائية .. يريدون ان يطبقوها بتوجهاتهم المادية فى حياة الناس البسطاء .. فيصرفوهم عن دينهم إلى أكاذيب .. ومزاعم .. ونظريات مادية فاسدة .. ! أقول بوضوح أن ما يعرفه المسلم العاقل .. فيكفى المسلم لطرد ما يخامره من نزغات الشيطان .. وما يتهدده من هواجس الجان والخوف من الشياطين من الجن والإنس سواء فلا عليك إلا أن تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم . وليعلم من لا يعلم أن آية الكرسي كافية وفضائل تلاوتها مشروحة فى كتب التفسير وكتيبات أفردها فى ذلك بعض العلماء مثل الحافظ جلال الدين السيوطي وغيره ، ناهيك أنها أرجى آية فى القرآن فمن قرأها حين يأوى إلى فراشة كان فى حفظ الله حتى يصبح فلا يضره شيطان ولا غيره. هذا ، والعبادات من صلاة وزكاة وصوم وقراءة القرآن وأعمال البر والعمل الصالح وطهارة أصحاب المنزل تقربك يا مسلم إلى الله تباركت أسماؤه ؛ والمسلم الصادق طاهر فيعيش فى خير حال ؛ وتطمئن بذكر الله قلوبكم وتهنأ نفوسكم وتسلم ممتلكاتكم وكل من يلوذ بكم فقد نالوا بركة القرآن والذكر وتنزلت عليهم سحائب الرحمة والغفران. والله أعلم. دكتور / عبد العزيز أبو مندور
