دكتور / عبد العزيز أبو مندور ابن من أبنائنا عبر عن رأيه بعدما نشرت شيئا عن موقف الملك فاروق بخصوص إغلاق منجم السكري من أجل الأجيال القادمة بأن تكلم بلهجة ما وكأنه يعارضنى .. عشان تعرف إن الملك كان وطني .. وعبد الناصر خربها .. ! أقول له ولغيره هذه أحكام مطلقة .. لا يقرها التاريخ .. ! و أنا لا اعرف فى مجال دراستى .. ولا أحب بطبيعتى .. مثل هذه الأحكام المطلقة . وكأنك تتهمنى بتأييد عبد الناصر .. وكان عليك أن تعلم أن الضباط الأحرار ونظام عبد الناصر استطاع أن ينقل مصر فى ثلاث سنوات منذ 1953م حتى 1956م نقلة كبرى فى جميع المجالات .. لا يعرفها إلا من عاشها من أمثالى .. فقد كان أثرها واقعا فى كل ربوع مصر .. من أسوان جنوبا إلى الإسكندرية شمالا .. وبور سعيد غربا .. وتلك المنجزات عاصرها ومازالت معلمها قائمة فى كل مدن وقرى ونجوع مصر حتى اليوم مع ما حدث من تغييرات طفيفة أحدثها أنور السادات مثل مشروع القرى النموذجية وقانون 53 الخاص بإعفاء الثلاثة أفدنة فأقل من الضرائب ، وأخرى أحدثها حسنى مبارك مثل تجديد شيكة التليفونات التى كانت قد تآكلت تماما ومد الطرق والكبارى العلوية ومشروع مترو الأنفاق .. وغير ذلك من تغييرات وإنشاءات .. لا ينكرها أحد .. لولا الفساد المستشرى فى البلاد .. عموما لقد شهدت كغيرى ممن عاصروا تلك الفترة المتقدمة من عمر ثورة 23 يوليو 1952م ما أنجزه عبد الناصر من مشروعات كبرى .. .. شاهدناه جميعا .. ليست صورا دعائية أوأفلام تلفزيونية دعائية .. أو هلضمات مقدمي برامج من دجاجلة عصور الاستبداد السياسي .. بل شاهدناها .. واقعا محسوسا فى مصر كلها .. وفى بلدى قبريط على وجه الخصوص. شاهدت ذلك بنفسى .. كما شاهده معى أبناء جيلى .. ومازال منهم من هم مثلى على قيد الحياة. لقد أنشأ فى ثلاثة أعوام منذ 1953م حتى 1956م ما يعجز عنه الكثيرون فى سنين عدة فى جميع المجالات السياسية والزراعية والصناعية والطرق والموصلات والتعليم والصحة والرياضة والأسرة والمجتمع وغير ذلك .. حتى كان عام 1957م من أجمل الأعوام التى عاشها المصريون فى تاريخهم الحديث والمعاصر.. كان عاما .. من أيام مصر.. أكثرها .. حيوية .. وشبابا .. وإنتاجا .. ورخاء . لقد عاصرت بنفسى ذلك وشاهدته راى العين ليس كما الحال هذه الأيام من صور دعائية على شاشات الفضائيات .. بل واقع ملموس فى كل ربوع مصر . لقد عشت .. وشهدت قريتى قبريط وهى تعيش فى ظلام دامس ليس بها إلا مدرسة إلزامية كان مبناها عبارة عن بيت بطابقين أطلق عليها اسم مدرسة فتح الله لأنها كانت مؤجرة منه. ولم يكن بها مواصلات تنقلك إلى المدينة سوى السير على الأقدام .... أو الحمار .. وكانت تلك وسائل الفلاحين والعمال وطلبة المدارس إلى مدينة فوه .. وبخاصة أن محطة قطار الدلتا كانت على ترعة القضابة .. بين النيل وبين الترعة .. فلا طريق إليها إلا جسر المشروع .. وهو ما يقرب من الكيلومتر سيرا على الأقدام فى زمهرير الشتاء وحر الصيف.. فكان الوصول إليها يستغرق وقتا لطول المسافة .. وبعدها عن القرية .. فكان الذهاب إلى المدينة مباشرة أيسر.. ! أما نحن طلبة مدارس دسوق فلم يكن لنا بد من قطار الدلتا لينقل امثالى إلى دسوق .... فقد كنا عدد قليل يكاد لا يزيد على أصابع اليدين من طلبة المعهد الزهرى .. وطلبة المدرسة الإعدادية .. وطلبة المدرسة الثانوية .. وفرد واحد كان بمدرسة المعلمين الثانوية. ولك أن تعلم أنه لكي تعالج عينيك من الرمد الذى كان منتشرا .. ليس أمامك إلا الذهاب إلى مستشفى فوه – المركزي- الآن من أجل فصادة.. أو نقطة قطره ..! وعموما لقد أقام نظام جمال عبد الناصر فى مصر مشروعات قومية كبرى منذ سنة 1953 حتى 1957م منها : 1- إلغاء الأحزاب المتناحرة . 2- إلغاء مجلسي النواب ومجلس الشيوخ الذى لم يكن يدخله إلا طبقة البشوات والباكوات ولا عمل لهم إلا المنظرة . 3- إلغاء الألقاب من باشاوية وباكوية وغيرها إيذانا بالمساواة وإلغاء الطبقية والرشوة والمحسوبية، وقد تحقق من ذلك الكثير لسنوات .. فإن عادت ريما لعادتها القديمة فذلك يدلك على أن المصريين مغرمون بالتفاخر والمجاملات والرشا مما ساعد على تفشى الفساد مرة أخرى . 4- إنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية فى خدمة الفلاح فى جميع قرى ونجوع مصر بلا استثناء. 5- توزيع أراضى الإصلاح الزراعي على المعدمين .. فى جميع قرى مصر ونجوعها .. ولمن لا يعرف .. فينظر حوله فى عائلته على الأقل واحد قد استفاد من قانون الإصلاح الزراعي .. ولعل أكثر من أضير بهذا القانون كان هو أبناء محمد أفندى حسن وقد عوضوا ابنه مصطفى بأن عينوه فى تفتيش الزراعة بفوه على ما أذكر .. فلكل قانون ضحايا .. ولم ينج من القانون إلا أبناء أبو النصر بك الفار لأنه كان قد وزع أرضه على أبنائه .. أما العمدة فقد هرب أرضه على بعض معارفه ممن يثق فيهم .. ولا أدرى لماذا لم يوزعها على أبنائه .. أما معارفه من بعض عائلات قبريط فأظن أنهم أربعة أو خمسة .. وهم معروفين لمثلى .. 6- بناء المدارس الابتدائية والإعدادية. 7- بناء جامعات جديدة. 8- بناء المستشفيات الكبرى . 9- إنشاء خط سكك حديد مصر .. وهو ما كنا نسميه ( القطر المصري ) تمييزا له عن ( قطار الدلتا ) فقد كانا يسيران معا فى ذلك الوقت .. ثم ألغى قطار الدلتا .. وكانت محطة قبريط القديمة أمام الجمعية الزراعية ، قبل أن ننقلها بناء على اتفاق تم فى المكتب التنفيذي بفوه .. وبحضور كل من أمين المكتب رئيسا للجنة والأستاذ المحترم / إبراهيم المعزاوى كعضو بالمكتب التنفيذي عن قبريط وعم / يوسف خضر كأمين الوحدة الأساسسية للاتحاد الاشتراكي .. وأنا كمراقب من ناحية .. وبصفتى الأمين المساعد لوحدة الإتحاد الاشتراكي بقيريط .. والحاج / حسن قنديل بوصفه عضو مجلس قروى عن منية الإشراف .. ويومها تم الاتفاق على نقل المحطة إلى مكانها الحالي ، وقام بالإشراف المالى على تنفيذها اثنان من اختيارنا هما / الأستاذ المحترم الحاج / يوسف شهاب الدين .. والآخر هو المحترم الحاج / محمد إبراهيم خطاب غفر الله لنا وله .. وعلى من زعم غير ذلك أن يقول لنا من أين جمعت الأموال التى صرفت على بناء المحطة ؟ .. والتى لولاها ما قامت هيئة السكة الحديد باعتماد المهندسين والعمال للعمل بها . 10- إنشاء الوحدات المجمعة فى بعض القرى التى تتميز بميزات خاصة فى كل محافظة مثل قريتنا قبريط ، وقرية الرياض ( مدينة الرياض الآن ) ، وقرية منشية عباس وغيرها ، وقد كنت زرت معظم هذه الوحدات فى وقتها فى مناسبات رياضية أو سياسية مع شباب القرية وقتها أو منفردا ، ولعل الوحدة المجمعة بقبريط مازالت فى معالمها باقية حتى اليوم مع ما طرأ عليها من تغييرات أحدثها مشروع السادات المعروف باسم القرية النموذجية .. هذه الواحدة المجمعة كان يرأسها الأخصائي الاجتماعي مازلت أذكر بعضهم غفر الله لنا ولهم جميعا مثل والمهندس الزراعي / أحمد عبد الرحمن .. وعديلى والمهندس الزراعي / حسنى أبو عيد والمهندس الزراعي / محمد عبد ربه وهو أول رئيس لمجلس قروى قبريط بعدما اجتاز معنا وكنا ثلاثة من مركز فوه .. أنا وزميل الصبا والشباب الأستاذ / خيرت الفار و والمهندس الزراعي / محمد عبد ربه فقد ساعدته فى مراحل التدريب الولى حتى كنت أكتب له تقييم الجلسات فلم يجيد شيئا من ذلك .. فتم اختيارنا نحن الثلاثة من بين من حضروا الدورة معنا من مطوبس وفوه ودسوق إلى معهد إعداد القادة الذى اجتزناه ثلاثتنا .. جميعا .. وبعدها تم اختياره رئيسا لمجلس قرية قبريط . 11- إنشاء ورصف الطريق الزراعي يمتد من دسوق إلى البرج مارا بالطبع بقبريط وجميع القرى والمدن الواقعة عليه .. وقد غاصت قدماى .. وقدمي صاحبى ممدوح فى ذلك الطريق .. وكنا قامين ليلا من دسوق بقطار الدلتا .. فى ليلة ممطرة .. وغرزت أحذيتنا فى الطين .. وتركناها حيث كان الظلام دامسا .. ولكننا كم لعبنا وسهرنا على ذلك الطريق بعد ذلك بعد أن تم رصفه – 1955 1956م حيث لم تكن تر سيارة واحدة تمر على الطريق إلا كل بضع ساعات .. ولربما لا تمر .. ! 12- تأميم الشركات الخاصة لتصبح شركات ملك الدولة ومنها مثلا مما أعرف شركة ( أبو الفتوح – الفار) للمقاولات التى أممت وأصبحت بعد ذلك باسم ( شركة الشمال العامة للمقاولات ) بعد أن أدمجت معها شركة أخرى لا أذكر اسمها الآن ووضع رئيسا لمجلس دارتها أحد لواءات الجيش من المتقاعدين وعين المهندس / إبراهيم الفار تعويضا له فى وظيفة المدير الفني للشركة . 13- تأميم شركة قناة السويس . 14- تحقيق النصر على العدوان الثلاثي إنجلترا وفرنسا وإسرائيل فى 23 من ديسمبر .. ومهما قيل عن ذلك أنه لولا قرار أيزنهاور ما كان الانسحاب .. فقد كان قبل قرار أيزنهاور رئيس أمريكا إذنذار روسي فقد هدد خروشوف وكان معجبا بالرئيس جمال وهدد رافعا حذاؤه وضاربا به منصة الأممالمتحدة .. ولولا أن رئيس أمريكا كان يعلم أن خروشوف لم يكن يهوش .. ما كان قد تدخل .. وما حدث الانسحاب .. 15- بناء السد العالى فمع ما له من سلبيات إلا أن له من الايجابيات ما لا ينكرها إلا جاهل بأزمة المياه. إذن ما الذى حدث ؟ الذى حدث نحن شهود عليه فقد توقف كل شئ بمجرد أن وقع جمال عبد الناصر اتفاقية الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1985م.. ثم تورط فى حرب اليمن .. ثم وقع انفصال سوريا عن مصر .. حتى وقعت الطامة الكبرى تماما كما حدثت هزيمة الملك فاروق و حكام العرب وضياع فلسطين سنة 1948م هزم عبد الناصر وحكام العرب فى 5 يونيو 1967م وهى الهزيمة التى مازلنا نعانى من آثارها حتى اليوم بالرغم من نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م . وعموما ، شهدت قبريط كمثيلاتها من القرى مشروعات قومية كبرى تحققت واقعا ملموسا وفعليا وتعمل بكفاءة عالية منذ سنة 1953 حتى 1957م مثل : 1- الجمعية التعاونية الزراعية فى خدمة الفلاح كما كان الوضع فى جميع قرى ونجوع مصر بلا استثناء. 2- إنشاء الوحدة المجمعة .. ولعل الوحدة المجمعة بقبريط مازالت فى معالمها باقية حتى اليوم مع ما طرأ عليها من تغييرات أحدثها مشروع السادات المعروف باسم القرية النموذجية .. هذه الواحدة المجمعة كان يرأسها الأخصائي الاجتماعي مازلت أذكر بعضهم غفر الله لنا ولهم جميعا مثل المهندس الزراعي / أحمد عبد الرحمن .. وعديلى المهندس الزراعي / حسنى أبو عيد والمهندس الزراعي / محمد عبد ربه وكان ذلك قبل أن تتحول إلى مجلس قروى مؤخرا .. ومجلس قرية بعد ذلك .. وكان والمهندس الزراعي / محمد عبد ربه هو أول رئيس لمجلس القرية .. فقد ساعدته فى مراحل التدريب الأولى بالمعسكرات التى كان يعقها تنظيم منظمة الشباب .. فلم يكن يعرف كيف يكتب تقييم جلسات الحوار والمناقشات .. فكان لا يحسن شيئا من ذلك .. فكان ان اجتاز معنا .. وكنا ثلاثة من مركز فوه .. فكان هو وأنا وزميل الصبا والشباب الأستاذ / خيرت الفار .... فتم اختيارنا نحن الثلاثة من بين من حضروا الدورة معنا من فوه و مطوبس ودسوق لحضور دورات معهد إعداد القادة بحلوان.. وبعدها تم اختياره رئيسا لمجلس قرية قبريط .. وكانت تشمل : • مدرسة ابتدائية على ومنها مدرسة قبريط الابتدائية أرقى تصميم فى حينها . • وحدة صحية بها طبيب مقيم .. وممرضات مقيمات .. وعيادة خارجية .. وأخرى داخلية .. وطباخ وهو / عم زيدان غفر الله لنا وله. • صالة إرشاد للملتقيات والمحاضرات والندوات والنشاط الثقافي وهو ما كنا نمارسة كشباب فى الأجازة الصيفية . • وحدة اجتماعية • مكتب بريد يعمل بكفاءة تامة. • برج للحمام . • حضانة وكنت تشجيعا للناس فى قريتنا قد ألحقت بها أحد أبنائنا . • ومنحل متكامل بعماله . • ملاعب وأنشطة قمنا نحن بتمهيدها بقيادة رواد من شباب القرية أكبر منا سنا .. ومازالوا على قيد الحياة وهم معروفين بمراكزهم المرموقة. ومن ثم ليس لأحد أن يدعى ما ليس له لمجرد ثراءه أو جاهه أو مظنة سلطان .. فنحن شهود على عصرنا .. أما إخراج الصدقات على الفقراء فتلك خصلة لا تتميز بها عائلة عن أخرى مهما كان ثراؤها .. ولا يتميز به فرد عن آخر .. أما أن ينسب تاريخ قبريط لعائلة بذاتها فذلك كمن أوهم الناس بأنه لولاه ما كان أبوه .. أما زيارة بعض الشخصيات الكبيرة على قبريط فذاك ليس فخرا لقبريط بقدر ما هو وجاهة للمزور .. فطالما لم يقدموا لقبريط شيئا .. فهم زوار كغيرهم من الأغراب .. يكرمون بحسب من زاروه فله إكرامهم .. وله غير ذلك .. فلا ينسب ذلك إلى قبريط إلا بقدر ما تكون الزيارة عامة لأهلها .. فلا فخر لهم عندنا إلا بهذا .. ! أما أنا فقد التقيت عبد الناصر فى قصر القبة وكان فى زيارته نكروما رئيس جدمهورية غانا الذى تزوج ممرضته فتحية المصرية .. كما لقيت وأنا تلميذ بملابس الفتوة وزير التربية والتعليم / كمال الدين حسين وجها لوجه .. بل ووضعت يدى فى جيبه .. وذهبت معه للافتتاح مشروع مياه الشرب عام 1958م . أقول لا داعى لتلك المعلومات المغلوطة التى يروجها البعض .. فمياه الشرب النقية أول ما دخلت قبريط كانت من ( وابور المياه ) بدسوق .. وكانت الخطوط قد امتدت وبنيت الصهاريج ولعل بعضها مازال قائما .. ودخلت المياه قبريط فى البداية بثلاثة حنفيات خراسانية عامة كبيرة محاطة بسور دائري يمنع تسييل الماء إلى الشارع .. تحيط بها صنابير نحاسية كبيرة .. متعددة .. غامرة الماء.. واحدة بين دوار المعزاوي ودار أبوطبيخ .. وواحدة أمام دكان الحاج إبراهيم على المشروع .. وواحدة بالقرب من الزاوية الغربية أمام دار عم / على بكر غفر الله لنا وله. وقد استفاد من ذلك الخط كل من العمدة الفار ومدت ماسورة لأبناء أبو النصر بك الفار بوصة ونصف تقريبا عبرت المشروع وماسورة لعم / عصمت الفار رحم الله الجميع .. وأظن أن تلك الوصلات مازالت قائمة حى اليوم . ( وكفى بالله حسيبا ) دكتور / عبد العزيز أبو مندور فى يوم الاربعاء 27 سبتمبر 2017م