ان أخلاقيات الإعلام والصحافة بشكل عام هي عبارة عن مجموعة من المبادئ تتركز في المصداقية فبدونها يفقد الإعلام دوره في المجتمع, والضمير الإعلامي الحيّ يُحتِّم على كل من في هذا الوسط الالتزام والتقييد بأخلاقيات الإعلام وهي"الأمانة, والمصداقية, والدقة والموضوعية والحياد, والتسامح والمسئولية أمام المواطن ولابد من الالتزام بهذه الأخلاق حتى يستطيع الإعلام أن يكون مؤثرًا في الوصول إلى الحقيقة ونصر المظلوم على الظالم وليس العكس كما يحدث الآن من تضليل وعدم مصداقية وارتباك مهنى واضح بين الشفافية والتضليل . و الواقع أنه لا مجال لوقوع كل هذه الأخطاء المهنية للاإعلام مؤخرًا في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة وعالم الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة وسرعة هذه الوسائل في نقل الأحداث والأخبار في ثواني معدودة حول العالم, وأيضًا المواطن العادي لديه من الثقافة لمعرفة الصادق من الكاذب لذلك لابدَّ من محاسبة المخطئين أولاً بتطبيق القانون بشكل حازم وقوي وتطهير الإعلام الذي لم يتغيّر بل واستمر في نفس الطريق في غيبوبته وكأنه لم يحدث ثورة أو حتى أي شيء, حيث مرّ على قيام الثورة المصرية أكثر من تسعة أشهر ولم يختلف الوضع كثيرًا عن ما كان عليه قبل الثورة بل ازداد سوءً. وليس هذا على الإعلام المصري فقط بل على جميع المشاكل وعدم استعمال فكرة "المسكنات" أو الحلول الوسطية غير المجدية فهي أحد أهم أسباب استمرار الاحتقان والتفرق التي تهدّد المجتمع المصري ككل, فلابدَّ من تهديد الأهداف التي تستطيع انتشال هذا المجتمع من المستنقع الذي يقع بداخله والمصارحة وحل المشاكل من الجذور وليس الفروع, بالإضافة إلى تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي القائم على المصداقية واستحداث هيئات تقوم بدور الرقابة والمحافظة على سلامة ومصداقية العمل أمام الجماهير أو تحويل الإعلام إلى جهة رقابية تكون هي المسئولة عن هذا القطاع الهامّ والحيوي كما يحدث في الدول الديمقراطية المتقدمة حتى يتحقق مبدأ الحياد والمصداقية.