كثيراً ماتأخذنا مشاغل الحياة فننهمك فى المسؤليات ويتضاعف المجهود البدنى والعقلى فنحتاج بين الحين والحين للخروج من بوتقة العمل والإجهاد بشئ من الترفية أو التغييرلنظام الحياة وكسرالروتين المعتاد . ويحتاج الجسد والعقل بل والقلب إلى بعض الدقائق يومياً نسترخى فيها بدنياً وعقلياً لمعاودة النشاط والحيوية فى اليوم التالى , وإلا سوف يصاب الانسان بإلاكتئاب خلاف ما يعانية من الاضطرابات النفسية والعصبية التى بالتالى تؤثر على المحيطين وتربكهم. والله عز وجل علمنا وأعطانا صور الإسترخاء النفسي والبدنى وهى العبادات سواء كانت صلاة او صيام او حج او دعاء وذكروقرءان . فهذة العبادات منها ماهو يومى كالصلاة والذكر والدعاء ومنها ماهو سنوى كالصيام, والحج الذى هو فرض مرة واحدة فى العمر . فنحن فى هذة العبادات آياً كانت نوعها فهى تقوم بتفيرغ تام من المشاغل الدنيوية, ومناجاة لله فقط , إلا الدعاء الذى نستعين بالله فيه بالدعاء له لقضاء حوائجنا الدنيوية والاخروية. ونحن فى هذا الصدد نتحدث عن شهر رمضان الذى هو هبة من الرحمن لنا , وكنز من الكنوز العظيمة التى منحها الله لنا , ليزداد المتقين فى تُقاهم وفرصة للمقصرين فى عبادته أن يُعيدوا ترتيب أوراقهم , كما أن هذا الشهر منحة إلهية للعصاة المذنبين…. الله عز وجل يبسط يده إليهم ليغفر لهم ذنوبهم ويمنحهم الاجر الوفير. شهر رمضان يأتى مرة واحدة فى العام صيام نهارة فرض على كل مسلم بالغ عاقل, فرض الله فيه الزكاة فهى فرض على كل مسلم لا يُقبل الصيام إلا بهذة الزكاة , حيث أنها تعطى للفقراء والمحتاجين , وبها تسعد كل فقير فلا يصير هناك محتاج….وفى هذا الشهر يُهيئ الله جنته التى فيها مالا عين رآت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لعبادة المتقين , كما تُسلسل الشياطين فى هذا الشهر فلا يكون لها تأثير على الإنسان , وكل ذنب ومعصية يقوم بها الإنسان فى هذا الشهر هى من تلقاء نفسة وبدافع من داخله من سلطانه وليس سلطان الشيطان الذى هو مقيد بالسلاسل ومصفًد. فقد اخبرنا الله عز وجل فى كتابه الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, فى سورة الشمس : وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا . فقد جاء فى تفاسير هذة الايات أن الله أوضح لنا طريق الخير وطريق الشر والانسان مُخير بين الطريقين وعليه أن يتحمل نتيجة إختيارة. وفى هذا الشهر , فرصة عظيمة لترقية النفس والوصول بها الى اعلى الدرجات . فكما نسترخى لبعض دقائق كل يوم حتى نستعيد نشاطنا البدنى والذهنى , نسترخى لمدة شهرلإستعادة أنفسنا, إسترخاء بدنى وذهنى ولكن بطريقة مختلفة , مع دقات ساعات أول ليلة فى رمضان نترك مشاغل وهموم الدنيا جانباً, نخلع الاقنعة ونخلع الصفات الرزيلة …..نتوجه لله بكل جوارحنا فى مناجاة ونداء لله عز وجل ….يا الله لا منجا منك الا إليك . شهر فى صحبة الملائكة , ذلك أن الملائكة كائنات نورانية , طعامهم عبادة الله وذكرة فكيف يصير حالنا ونحن بجانب الملائكة وفى صحبتهم , من يجلس فى ضوء الشمس حتماً سينعكس ضوء الشمس عليه ويأخذ من نورها كذلك العبادات والذكر يستحضر وجود الملائكة وجلوسهم بجوارك سيشع ضوء الملائكة فى الوجه بل فى الروح والقلب , فلا نحتاج إلى إرتداء الاقنعة المزيفة ذلك إن القلب والبدن قد تطهر بسبب بسيط أنك قلت يا الله . كذلك حتى تكون انسان ملائكى لابد من سيطرة جانب الخير على جانب الشر , فأنت وحدك بيدك عجلة القيادة , بيدك وحدك بعد الاستعانة بالله أن تقود جانب الخير على جانب الشر , ففى شهر رمضان لابد من وجود مضايقات وعوامل مثيرة للغضب, فكما اخبرنا رسولنا الكريم فى الصيام إن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم إنى صائم , ولا يرد الاساءة بالاساءة مع المقدرة على ذلك , فليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب . ترتقى لدرجة الملائكة بالطاعات والعبادات , وتصير أفضل من الملائكة لانك تحكٍم جانب الخير على جانب الشر وتمنع نفسك عن شهوات البطن عن الطعام والجماع فى أثناء نهار رمضان ,وتمنع شهوة اللسان عن الغيبة والنميمة والغش والخداع والنفاق تمنع نفسك عن كافة الرزائل التى يفعلها الجسد واللسان. ترتقى لدرجة الملائكة وتتخطاها لتصير الافضل عند الله لانك مخير والملائكة مصيرة للخير فقط وطاعة الله وعبادته. هيا بنا نبدأ حياة جديدة مع بداية رمضان فى حالة استرخاء نفسى وبدنى بعيداً عن المعاصى والذنوب , بعيداً عن ارتداء الاقنعة المزيفة , ونرتدى قناع الحب والتسامح …قناع الخير والمعروف ' قناع الكرم والجود , قناع الرحمة والعطف والإحساس بالاخرين فكونوا ملائكة فى رمضان , وكل عام وانتم بخير .