منتصر بالله محمود مرسي -المحامي بكل الحزن والأسى والأسف أنعي جميع من فقدنا من أهالينا اليوم في التفجير الذي تم بالكاتدرائية المرقسية وجميع من فقدنا في تفجير الهرم قبل يومين وطوال سنواتٍ مضت، ونسأل الله أن يُلهمنا الصبر والسلوان على فقدانهم، والقوة والعزيمة والإرادة لتكملة المسيرة والحكمة لتجاوز المراحل الصعبة التي نمر بها. وإذ خيَّمَ عليَّ الحزنُ بهذه الأخبار جال بخاطري اغتيال الرئيس محمد أنور السادات وتذكرت ذلك اليوم ومرَّ أمام عينيَّ مشهدُ ذلك الأسد وهو جالسٌ بين الضباع يوم الغدر به، يَأْمنُهم على نفسه وبلده وهم له ماكرون وبه مُسبقاً غادرون، وتذكرت الزعيم جمال عبد الناصر زعيم الأحرار في العالم أجمع، وتذكرت البطلَ الحُرَّ الملك فيصل بن عبدالعزيز، صاحب المواقف المُشرفة. تذكرت هؤلاء الأبطال وشعرت بفقدانهم جداً، وتذكرت كيف أن جميعهم تم الغدر به، فموت كُلِّ واحدٍ منهم له حكايةٌ تحكي قصة بطولة ونجاح مسيرةٍ من جهة وتحكي قصة غدرٍ وخيانةٍ من جهةٍ أُخرى، لكن من قتلهم قتل الجسد وبقيت أرواحهم تُظللنا وتحيطُ بنا وذكراهم في قلوبنا تُعلمنا الإخلاص والوفاء للأوطان وضرورة الوحدة والترابط، وتذكِرُنا أيضاً بأن هناك دائماً غادرون وللوطن من داخله وخارجه أعداءٌ وكارهون. فالحرصَ الحرصَ أيُها المصريون، ولتعلموا أن قوتنا في وحدتنا لا فرق في حب الوطن والدفاع عنه بين مُسلمٍ ومسيحي، لا فرق بين رجلٍ وامرأة، لا فرق بين كبيرٍ وصغيرٍ، فقد جعل الله حب الوطن فطرةً نُولد بها وعليها، نخرجُ من بطون أمهاتنا وفي قلوبنا ودمائنا يسري حُبُّ الوطن. فالوحدةَ الوحدةَ إن أردتمُ النجاة، لنكُن دائماً جميعُنا على قلب رجُلٍ واحد، لنُربي أبنائنا على ذلك ولنزرع فيهم حُبَّ مصر وننميه ولنقتلع من صدورهم للأبد بذور الشر والفُرقة والضغينة التي تتسرب إليهم ممن تمتلئُ قلوبهم بذكر الشيطان وحب الخراب والدمار والهلاك للأوطان والإنسان، لنملأ قلوبنا وقلوب أبنائنا بالحب والرحمة. أيها المتدينون في كل مكانٍ مسلمون ومسيحيون؛ كُلُّ أدياننا السماوية تدعو إلى الحُبِّ، ليس هناك من دينٍ يدعو إلى الكراهية، ليس هناك دينٌ يدعو إلى القتل أو إثارة الفتن، ليس هناك دينٌ يدعو إلى الضغينة، بل ليس هناك إنسانٌ سويٌّ يُولد وفي قلبه كُره، فلتتعلموا الحُب ولتزرعوه في قلوب أبنائكم. واليوم إذ يُصادف ذكرى مولد النبي محمد، فلنتذكر حديثه إذ قال: "لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " " أيها المصريون كي نتخطى الصعاب ونتجاوز الأزمات ليس هناك إلا حلُّ واحد وقد دعانا إليه رب العزة سبحانه فقال: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" نسأل الله لمصرنا الحبيبة وكل بلادنا وأهالينا في كل أرجاء العالم السلامة من كل شر ابن مصر/ منتصر بالله محمود