دكتور / عبد العزيز أبو مندور من أراد أن يرى أخيه يُعتدى عليه ولا يتحرك له جفن ، فليقرأ هذا الحديث الصحيح الذى أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه. اقرأ الحديث وتدبره بعين قلبه ، وانظر فى حال العرب والمسلين اليوم ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ." والآن ما الرأى فى هؤلاء الذين فقدوا نخوة الرجال ومروءة الفرسان وشجاعة المقاتلين ، هؤلاء من حكماء العرب والجيوش العربية المخنثة من يشاهدون ما يحدث فى غزه من مجاوز وحشية يرتكبها المحتل الإسرائيلي فى غزة من قتل الأطفال والمدنيين من العجائز والشيوخ والنساء ، ناهيك عن حجم هذا الدمار الشامل الذى يطال كل شيئ من حرق وتدمير المساجد والمدارس والمستشفيات ومصادر الكهرباء والماء ، ما رأيك فى هؤلاء الجبناء الذى أسلموا إخوانهم للمحتل الغاصب وهو يرتكب كل هذه الوحشية التى فاقت النازية الهتلرية ؟! وماذا تقول فى موقف حكماء العرب المخزي وإعلامهم المضلل العميل وبخاصة الإعلام المصري المحرض على قتل أهالى غزة واستباحة أرضها ؟! ألا ترى ذلك الخزي والعار الذى أصاب الإنسانية كلها ، ألا ترى كيف يتوارى حكماء العرب خلف أبواب غرف النوم ، فقد رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ، فيتفرجون على ما يحدث فى غزة من كوارث فاقت كل الحدود ولا أحد يحرك ساكنا ، فلا نامت أعين الجبناء ! ولك أن تقارن بين موقف هؤلاء الجبناء وبين إخواننا الأشراف من المقاتلين الشجعان فى غزة لتعلم من يستحق أن توهب له الحياة ممن هو عنها فى عمى ! قرأت لك من شعر عنترة بن شداد : فلا ترضى بمنقصةٍ وذلٍّ *** وتقنعْ بالقليل من الحطام فعيشُك تحت ظلِّ العزِّ يوماً *** ولا تحتَ المذلة ألفَ عام والحق أن أصدق بيان هو ذلك الذى خاطبنا به سيف الله المسلول خالد بن الوليد وهو على فراش الموت ، بل على فراش الشهادة. وأنا أنقل لك ما قرأته فى (البداية والنهاية) لابن كثير مما رواه الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: لما حضرت خالدا الوفاة بكى ، ثم قال: لقد حضرت كذا وكذا زحفا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء. وكان مما قاله خالد بن الوليد: ما ليلة تهدى إلي فيها عروس، أو أبشر فيها بغلام، بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو. واجعل نصب عينك هذا الحديث المروي عن أنس بن مالك عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ؛ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدَ؛ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى ." فلا نامت أعين الجبناء ! [email protected]