مأساة أغريقية متكاملة الأركان تعيشها الإسماعيلية ومعها كل عشاق الدراويش بكل مكان بسبب التردى غير المسبوق الذى أصاب فريق النادى الإسماعيلى الكروى . فلا تعى الذاكرة أن برازيل مصر هزموا فى ثلاث مباريات متتالية بالدورى العام أو خسروا هذا العدد من النقاط والمباريات بالشكل المهين الذى تابعناه فى موسم لم ينتصف بعد . السبب واحد الكارثة أن السبب دون لف أو دوران أو مواربة هو إبراهيم عثمان الذى يمثل عائلة أعتادت الإسماعيلية على الإستنجاد بها كلما حاق بفريقها ماحاق فمنذ زمن عثمان أحمد عثمان كانت آمالهم الكروية دائماً معلقة بخيوطهم وأهدابهم . نعم إبراهيم عثمان هو السبب بعجرفته وانفراده بالقرار, فأعضاء مجلس إدارته فى حقيقتهم ليسوا سوى أرقام فرضها الشكل القانونى لإستكمال هيئته الإدارية لا أكثر أو أقل . فالقرار لا يمتلكه غيره وقد استغله أسوأ استغلال ممكن حينما أصر رغم استغاثات الجماهير وصيحات العقلاء على التفريط قبل بداية الموسم بقوام الفريق الأساسي رغم تعهداته المتكررة بألا يفعل ما فعله, الأدهى والأمر أنه لم يقوم بالإحلال المناسب . فكانت النتيجة الطبيعية أن انهار الفريق وذهب ريحه وبات عرضة للهزائم من الصغير قبل الكبير وعلى أرضه قبل خارجها ,والآن صار مهدد بحق بالهبوط لدورى الدرجة الثانية , فالتاريخ لا يكفى وحده شفيعاً بالدنيا وإلا ما كان هبط الأوليمبى أو المحلة أو الترسانة . الفرصة باقية لكن لحسن الطالع فمازال هناك فرصة للنجاة وإعادة السفينة لمجراها الطبيعى شريطة ان يتكاتف الكل ويتخلص إبراهيم عثمان من سوءاته ويستمع لصوت العقل وصيحات الآخرين . فلست ممن يطالبون الآن برحيله وإن كان يستحق هذا بالفعل لو نظرنا فقط من زاوية الثمن الذى ينبغى أن يدفعه نتيجة لسياساته الكارثية , ومبررى أن الإسماعيلى لا يملك بتلك المرحلة الحرجة ترف الوقت أو التجربة . فالإمكانيات المادية عند العثمانين رغم كل ما قيل عن ميل رئيس النادى للإمساك عن الإنفاق بشكل مخيف كما أن مايتردد عن امتلاء الخزينة بأموال بيع اللاعبين كلام مرسل يحتاج لتوكيد. كما أن خطر الهبوط لا يجوز معه خوض مغامرات التجربة مع إدارات جديدة غير مضمون نجاحها لا سيما أن الأسماء المطروحه للآن ليست هى المرجوه بحكم الواقع والتاريخ . فضلاً عن أن اللحظة الراهنة لا تتطلب سوى الحفاظ على المدير الفنى وما تبقى من قوام الفريق مع تدعيمه سريعاً بشتي السبل والوسائل بيناير المقبل بصفقات من العيار الثقيل . أما الحافز فأظنه سيكون متوافراً عند إبراهيم عثمان أكثر من غيره بحكم مسئوليته عن الكارثة ورغبته المفترضة فى انقاذ رمزية عائلة صنعها مؤسسها بعرق وكفاح السنين ,فمكانة عثمان احمد عثمان عند الإسماعلاوية لم تأت بين يوم وليلة .
سطوة الجماهير وكذلك اللاعبين لا أحسبهم لا يدركون عمق المأساة أو يفتقدون دافع الإنقاذ وأن كان هناك عوار أو نقص بكل هذا فالجماهير كفيلة بمعالجته , فالإسماعلاوية كانوا دائماً ركن اساسي فى إدارة منظومة الإسماعيلى عبر تاريخه سواء بمنحهم من يستحق الثواب أو معاقبة من يتخاذل أو يتعمد الخطأ أو يستمرئه . سيتخطى (بإذن الله ) الإسماعيلى كبوته وحينها ينبغى البحث عن مشكلته الأساسية , فالتمويل معضلته الحقيقية وجوهر علته , والحل كما أسلفت من قبل يكمن فيما طرحه الفريق مهاب مميش فى عمل اتحاد أو ماشابه بينه وشقيقة القناه على ان يحدث هذا على أسس صحيحه وشفافه . كم تمنيت لو أحتشد المحتشدون خلف الإسماعيلي بأزمته الراهنة فهو بالمناسبة نادي شعبي ساهم ويساهم فى انتصارات فريقنا الوطنى وأكثر. تماماً كالزمالك والأهلى الذى انتفضت الدنيا ولم تهدأ حتى الآن لمجرد خسارته لنهائيات البطوله الأفريقية وبتنا نسمع حديث عن ثورة واجبة ودعم لايحتمل التأخير حتى كدنا ننسي أن الكلام عن نادى يملك مالا يملكه غيره ويحوز ما يحلم به غيره فى أحلام يدرك انها صعبة المنال ,عموماً لا جديد .