" يزأر الأسد ولكنه لايلتهم صغاره " هذه المقولة هى أول ما ورد إلى خاطرى بعدما شاهدت هذا الفيلم الرائع الذى لاتتجاوز مدته المائة ثانية إلا أن ما عرض به ربما يحتاج شرحه الى سنوات طويلة ومئات الأفلام . فكيف إستطاع المخرج والمؤلف الإيرانى " محمد عز " أن يقدم فى ثوانى معدودة هذا المعنى النبيل بتلك الفكرة العظيمة وبالرغم من أنى لا أعرف تفاصيل كثيرة عن الفيلم وحتى بالبحث عنه لم أجد معلومات كافيه عن توقيت عرضه أو المشاركين فى صناعته إلا أننى شعرت بضرورة مشاركة سيادتكم فى مشاهدة هذا العمل الجميل خاصة فى ظل النغمة التى تعزف عليها معظم البرامج النسائية الأن من أن المرأة فقط هى التى تحمل مسئولية البيت والأولاد والمدارس والتمارين والمصاريف .. الخ فى تجاهل يبدو مقصودا ومتعمدا للدور العظيم الذى يقوم به الأب فى حياة أبناؤه دون عمل أى إعتبار لما يمكن أن تتركه مثل هذه النوعية من البرامج من أثر سيىء على البيوت المصرية وبعض السيدات التى يقودها حظها السيىء لمشاهدة إحدى حلقات تلك البرامج فتصور لها إنها ضحية وإنها البطل الأول والأوحد فى حياة أولادها وربما يدفعها مع أبسط مشكلة أن تتخذ قرارات قد تدمر حياتها وأسرتها بالكامل حتى أنه وصل الأمر بإحدى مذيعات البرنامج النسائى الشهير والتى دائما ما تدعو المرأة للتمرد أن تقول لمتصلة تشكو من إنشغال زوجها الدائم بعمله " وإنتى إيه اللى مصبرك عالغلب ده متطلقى " وكأن قرار الطلاق وهدم البيت أكثر سهولة من قرارالإستغناء عن فستان قديم .. فأى إعلام هذا الذى يحث الناس على خراب بيوتها . آلم يدرك هذا الإعلام أن الأب هوالظهر والسند والأمان هو الذى طالما لبسنا نظارته ونحن أطفال لنشعر بالعظمة وإرتدينا قميصه لنشعر بالهيبة والوقار ولبسنا حذاؤه فجرى علينا ليمسك بنا ونحن على وشك أن نقع بعد أن تعثر قدمنا الصغير فى الحذاء الكبير هو الذى كنا نسأله السؤال نفسه أكثر من 10 مرات فيجيبنا بنفس الإبتسامة وكإنها أول مرةرغم ما به من تعب وما يواجهه من إحباطات فى عمله كل يوم ليلبى لنا أبسط إحتياجاتنا فلا أمان فى الدنيا بدون الأب وإن كانت الأم تحب أطفالها برقة فالأب يحبهم بحكمة وفقد الأب يعنى أنك ستدرك معنى الإحساس بالوحدة لأنك حينها فقط ستفقد من يمد يده ليساعدك ولو مدت لك ألف يد فإنها أبدا لن تغنى عن يد الأب فغياب الأب عن عالمنا كفيل لأن يشعرنا بغياب نصف العالم وإن كانت هناك قلة من الأباء لا تعى معنى الأبوة ولا تقدر قيمة نعمة أن يمن الله عليها بأطفال فليس معنى هذا أن كل الرجال أصبحوا شياطين مما يجعلنا نتفنن فى تقديم برامج تحارب الرجل وتدعو المرأة للإستقلال بحياتها مما يدمر المجتمع بالكامل . وربما قادتنا الصدفة لهذا الفيلم العظيم "father" ليرى إعلامنا وصانعو الفن عندنا كيف تقدم المعانى النبيلة وكيف يساهم الإبداع الحقيقى فى تغيير الفكر ووجهات النظر بما يساهم فى بناء جسورا من الحب والإيمان والترابط والإيمان ليعبر عليها المجتمع بسلام حتى يصل الى بر الأمان . "father " 100 ثانية تؤكد أن الكون على إتساعه لايضاهى أبدا سعة قلب الأب.