مشكلتي أنني ليس لدي صديق مقرب رغم وجود أصدقاء كثيرين؛ولكني ليس لدي صديق أثق فيه بحيث أحكي له على كل مشاكلي،وأنا أحب الاحتفاظ بمشاكلي بداخلي. والصداقة لا تكتمل معي لأنه البعض يفعل أشياء لا أحبها مثل المزاح بطريقة سيئة وأخر يفعل أمورا أكرهها فاعترض بشدة فيخاصمني أو يقاطعني. وأخاف أن أخبر الناس بأي شيء جيد حدث لي حتى أنني لا أخبر أقرب المقربين لي بأي شيء إيجابي يحدث، وأقول لنفسي أن هذا يتفق مع ضرورة الاستعانة بالكتمان لقضاء حوائجكم - يختلف الأمر تماما؛ فهل أنت لا تحكي مشاكلك لأنك لا تثق في الصديقأو لأنه قد يفشي الأسرار أم لأنه ليس لديه الخبرة الكافية؟ إذا كنتم لا تحكون لبعضكم البعض مشاكلكم فأنتم لستم أصدقاء مقربين، فالكثير من العلاقات لا تكون صداقة حقيقية فقد تكون زمالة دراسة أو عمل أو من يتقابلون في مكان ما.. وهناك فرق بين الصداقة وتقضية أوقات طويلة سويًا فقد يستمر الناس معا لسنين طويلة دون صداقة وتلك صداقة مكان وليست صداقة حقيقية. فالصديق المقرب هو الذي تحكي له كل مشاكلك ويعرف عنك كل شيء ليس مطلوبًا؛ فليس من الصواب أن تكون كالكتاب المفتوح لأي إنسان في الدنيا، ولكن يمكن أن توزع الحديث عن مشاكلكعلى 3 أو 4 أصدقاء تثق بهم بنسب متفاوتة.. فتقول جزءا من مشاكلك لكل منهم، وفقا للمثل المعروف: لا تضع البيض كله في سلة واحدة. فقد تحدث مشكلة مع الصديق المقرب، وتصبح كل أسرارك معه، وهذاخطأ بالطبع، وعليك أن تكون أنت صديق نفسك ويمكن أن تختار اللجوء لحل بعض مشاكلك وللفضفضة، كل من أخيك أو والدك وأحد زملائك تعرف أن كل منهم يمكن أن يفيد في تلك المشكلة فتلجأ إليه فيها. ولابد أن تمنع الصديق من التمادي إذا ارتكب تصرفًا لا يعجبك، ولكن بطريقة لطيفة لا أن تقول له أنا لا أسمح لك أن تتحدث معي بتلك الطريقة، فيجب تجنب التعامل بحدة مع أصدقائنا ولا نقبل أي شيء فيه إهانة لأنفسنا في نفس الوقت. ولا يتعارض قضاء الحوائج بالكتمان أن نعمل بالآية الكريمة "وأما بنعمة ربك فحدث" فأنت تحملنفسك عبئا نفسيًا مستمرًا من خشية التعرض للحسد فضلًا عن أنك لا تفرح مع أحد وهذا يقلل بالتأكيد من فرحتك، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالوقاية من الحسد من خلال قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وبعض من الأدعية صباحًا ومساء فافعل ذلك وسيحفظك ربي. وليس عليك استخدام ميكروفون لتعلن للناس جميعًا أنك حدث لك أمرًأ جميلًا ولكن اخبر أهلك مثلًأ وبعض الأصدقاء المقربين الذين تعلم أنهم يحبون لك الخير فإذا كان لديك 10 أصدقاءمن المؤكد أن منهم 2 تعرف أنهم سيفرحون لك وستسعد وستفرحهم أيضا وستتحررمن الخوف الزائد من الحسد، وتقضي وقتًا أجمل معهم، واحصل على المكاسب الكثيرة في الكلام عن الأشياء الإيجابية التي تحدث لك. وكن وسطا فلا تبالغ بأهمية أصدقائك بحياتك ولا تهملهم أيضا، ولا تعتمد عليهم نفسيا وقم بتنمية مهاراتك بالحياة وتعلم من أخطائك واستفد من تجارب الأخرين دائما. وفقك ربي وأسعدك. [email protected]