500 اتصال يومي يتلقاها الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان والتعاطى نتيجة حملة «أنت أقوى من المخدرات» حسب ما صرحت به غادة والى وزيرة التضامن.. فأصبح هناك رغبة لدى الكثير من الشباب المدمنين من أجل العلاج.. ولذلك تقابلنا مع عدد من الشباب ليرووا حكايتهم مع الإدمان من داخل وحدة علاج الإدمان بمستشفى العباسية.. البداية مع" أ.ز" 25 سنة.. والذي دخل في رحلة مع الإدمان دامت 7 سنوات.. ويروي حكايته ويقول: كنت في ثانوي تجاري، وبدأت الإدمان من خلال أصدقائي، وبدأت من خلال الترامادول في بدايته وقبل انتشاره وكلنا أخذناه، وكان انتشاره محدود جدا، إلي أن شعرت بأني لا أستطيع الابتعاد عنه ولم أعد قادرا على التوقف عنه بعد شهر واحد فقط من تعاطيه، وكان سعره 4 جنيه قبل أن يدخل جدول، ولكن بعد أن أصبح مدرجا على جدول المخدرات أصبح سعر ال10 كبسولات 65 جنيها، وكنا نشتريه من السوق السوداء، والأهل لم يكونوا على دراية بما أفعله، فكان هناك إهمال منهم ولا حتى يسألوا هل أذاكر أم لا، بجانب أن المخدر كان يجعلني مرتاح، ولكن مع مرور الوقت شعرت والدتي بإدماني بعد تغير في شكلي، وكنت أضع الترامادول تحت المخدة لكي أتعاطاه أول شئ في اليوم، إلي أن" جيبت قاع" ووصلت لمرحلة سيئة، وصحتي دمرت، وكنت متضايق جدا وخصوصا بعد أن شعرت بأني مرفوض اجتماعيا حتى من أسرتي، وكنت أعمل في السياحة ولكن لا يوجد مكان كملت فيه عملي للنهاية، وخسرت كل شئ، ولذلك قررت أن أتعالج فجئت للمستشفى منذ 3 أشهر، والحمد لله حالتي تحسنت كثيرا، ودخلت حاليا مرحلة المتابعة، وربنا ساعدني للتخلص من الإدمان نهائيا. أما" أ.ف" 41 سنة.. فقد ورث الإدمان من والده.. وكانت النتيجة السرقة ودخوله السجن.. ويروي حكايته قائلا: بدأت رحلتي مع المخدرات من سن 18 سنة، بداية من السجائر ثم المخدرات ثم أبو صليبة وأبو زمبة وهو نوع" يروق" الدماغ، والحكاية بدأت كحب استطلاع، فقد كان والدي مدمن ماكس، وورثت منه الإدمان بجانب العمل كسائق، وهو كان يعلم أني مدمن، وكان مطلق والدتي، فلم يكن هناك أي رقابة عليّ، ثم دخلت مرحلة الأدوية والكيمياء، مثل" بور كواديين" وهو دواء كحة، وكنت أحصل عليه من الصيدليات بلطجة، فكنت أدخل على الصيدلي ولو رفض يعطيني الدواء أكسر له الصيدلية، أو أجلس على باب الصيدلية وأفتح مطواة وأمنع أي شخص من الدخول أو الخروج، ولذلك كانوا يعطوني ما أريد ليتخلصوا مني، وكنت متزوج ولكن بسبب الإدمان طلقت بعد زواج دام 6 سنوات، حيث أن زوجتي كانت تشتري غسالة من شغلها بالتقسيط وتعود من عملها تجدني بيعتها، فكنت أبيع أي شيء في المنزل، وخصوصا مع دخولي مرحلة البودرة، وعندما لم أجد ما أبيعه كنت أقف أفتش!، فهناك منطقة اسمها المعدية في الجبل الأصفر في الصحراء وبها دولاب مخدرات، وشباب من أولاد الذوات كانوا يأتوا ليشتروا، فكنت أقف لهم وأفتشهم وأخذ منهم فلوس أو تليفوناتهم، ثم تم سجني في قضية جرائم نفس لمدة 6 أشهر بعد أن تصالحت مع الشخص الذي قطعت له يده، ودفعت له مبلغ، ثم قررت العلاج منذ 3 سنوات، وكنت آتي المستشفى ولكن بعد فترة أحصل على المخدرات مرة أخرى، ولكن آخر مرة اهتموا بي في المستشفى وراعوني والحمد لله تحسنت حالتي ولن أعود مرة أخرى للإدمان، فيكفي كل تلك السنوات التي ضاعت تقليد الأصدقاء في المنطقة ثم خيانة من خطيبته جعلت منه مدمنا وأدخلته السجن.. هذه حكاية" ج. أ" 30 سنة ويروي تفصيلها ويقول: بدأت تعاطي المخدرات وسني 17 سنة، فقد كنت أرى أصدقائي في المنطقة في شبرا يشربوا حشيش ومخدرات، وكنت أريد أن أقلدهم، وبدأت الطريق الطبيعي للإدمان بداية من البانجو والحشيش وصولا إلي الهيروين، وفي وسط ذلك كنت خاطب، وكان أخو خطيبتي في مشاجرة مع بلطجي وتدخلت مع نسيبي، وأصابني البلطجي بالمطواة ، فأخذت ثاني يوم 11 قرص مخدر كان يقوي القلب وذهبت لهذا الشخص وضربته، ولكن تم سجني، وعقب خروجي من السجن وجدت خطيبتي تزوجت من الشخص الذي تشاجر معي ومع أخوها وكان سبب سجني، فذهبت إليهم وعملت معهم مشكلة، ولكني حليتها بدلا من دخول السجن مرة أخرى، وشعرت باليأس من كل شيء، واتجهت للبودرة، وكنت أنا وأصدقائي نشتري المخدرات من الجعافرة بالقليوبية، وكانت البودرة رخيصة هناك، وكنا نقف في طابور مثل طوابير العيش، وكان ممكن نشتري ب20 جنيه، ثم مرضت بالسكر، وكنت أعمل فكهاني وخراط، ولكن كل الأموال التي كنت أكسبها كنت أصرفها على المخدرات، ثم بعدت عن العمل، وكنت أبحث عن أي فلوس، وكنت أسرق من أجل شراء المخدرات، ثم عملت حادثة، وكنت أؤذي والدتي وأخوتي، ووالدتي كانت تبكي، إلي أن جئت المستشفى للعلاج بعد أن وصلت للنهاية وشعرت بأني لا يمكن أن أكمل حياتي بهذا الشكل، والآن أقول يا رب ساعدني لتتحسن حالتي أما" م. م" 26 سنة.. فاختار الهروب من مشاكله عن طريق الإدمان.. ولكن سجنه وطرده من المنزل جعله يفكر في العلاج.. ويقول: بدأت الإدمان في سن 16 سنة، فقد كان لدي مشاكل عديدة، ولكن بدلا من مواجهتها وحلها اخترت الطريق الأسهل وهو الهروب من خلال المخدرات حتى لا أشعر بأي شيء، بجانب أني كنت أريد تجريبها وأعمل حاجة جامدة، وأخذت المشوار تدريجيا بداية من البانجو والبيرة ثم الحشيش ثم الترامادول، ولكني وجدت أني أضرب المخدرات وأنسى فترة مشاكلي ثم تنتهي النشوة وتبقى المشاكل كما هي، واستمررت على هذا الحال 8 سنوات، إلي أن وصلت لمرحلة سيئة، وكل أهلي غضبوا مني، ودخلت السجن سنة وشهرين في قضية تعاطي، وعقب خروجي طردوني من المنزل، ووجدت نفسي نائما في الشارع، وندمت على عدم مواجهة المشاكل من البداية، وخسرت كل شيء، ثم قررت أن أبتعد عن المخدرات، ولكني كنت بعد شهر أعود لها مرة أخرى، وجئت المستشفى ورفعت الراية البيضاء، والحمد لله توقفت عن التعاطي منذ 6 أشهر، وبإذن الله أكمل علاجي وأنسى تماما كل ما حدث