واشنطن بوست: المنح الأمريكية أهدرت 90 مليار دولار من أموال الشعب المصري!

أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن المنح الأمريكية المقدمة لبرامج الإصلاح الاقتصادي ودعم برامج الخصخصة تسبَّبت في إهدار 90 مليار دولار من أموال الشعب المصري.
وقالت الصحيفة إن الربيع العربي كشف الدور الذي لعبته المنح الأمريكية المقدمة لبرامج الإصلاح الاقتصادي في إهدار أموال الشعب المصري، في إشارةٍ إلى 10 ملايين دولار قدمتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أسهمت في تشكيل المركز المصري للدراسات الاقتصادية؛ الذي جمع قادة الاقتصاد في دائرة صغيرة مع جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع، داخل المركز.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بمرور الوقت أصبحت هذه الدائرة الصغيرة من قادة الصناعة في مصر يحتلون مناصب عليا داخل الحزب الوطني المنحل والحكومة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وتحدثت الصحيفة عن أن جمال مبارك، بالإضافة إلى أربعة آخرين من الدائرة المحيطة به، أصبحوا الآن يقبعون في السجن بتهم إهدار المال العام عبر بيع الموارد العامة والأراضي والشركات الحكومية، كجزء من عملية إعادة هيكلة كبيرة.
ونقلت الصحيفة عن ماجدة قنديل، المدير التنفيذي الجديد للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، أن مصر باعت منذ عام 1991م أصولاً بقيمة 10 مليارات دولار، على الرغم من أنَّ قيمتها المقدَّرة تزيد 90 مليار دولار عن القيمة التي بيعت بها تلك الأصول.
وقالت الصحيفة إن ملحمة الخصخصة تفتح الطريق أمام النظر في الدور الذي لعبته المساعدات الخارجية الأمريكية التي قدّرت ب8 مليارات دولار، قدمتها الولايات المتحدة لمصر منذ تسعينيات القرن الماضي لدفع البلاد نحو الإصلاحات الاقتصادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تلقَّت 70 مليار دولار كمساعدات اقتصادية وعسكرية خلال العقود الستة الماضية من الولايات المتحدة، وهي المساعدات التي تفوق أية مساعدات قدمتها أمريكا لأية دولة، عدا الكيان الصهيوني، مضيفةً أن هناك تساؤلاتٍ وانتقاداتٍ حول شفافية وتأثير تلك المساعدات في مصر.
وتناولت الصحيفة مئات الوثائق المسرَّبة عبر موقع (ويكيليكس)، نقلاً عن مسئولين أمريكيين أشاروا خلالها إلى تخوفهم من أن جهود أمريكا لدعم الخصخصة في مصر قد تتسبَّب في مستوى عال من الفساد.
وتحدثت عن أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قدمت لمصر في سبعينيات القرن الماضي مليارات الدولارات كمساعدات اقتصادية، في مقابل وعود بتحرير مصر من الاقتصاد الاشتراكي الذي أنشأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في خمسينيات القرن الماضي.