المستشار أحمد بنداري: قرار الإعادة في 19 دائرة كان قبل توجيه الرئيس والإعلان عن القرار جاء وفق جدول زمني    أخبار كفر الشيخ اليوم.. مبادرة الخير بدسوق تنظم حفلًا ترفيهيًا للطلاب الصم وضعاف السمع بمناسبة يوم التحدي    التنمية المحلية ل ستوديو إكسترا: توجيهات رئاسية بتحقيق العدالة التنموية في الصعيد    ليفركوزن يثأر من دورتموند بهدف مازة ويتأهل لربع نهائى كأس ألمانيا    يوفنتوس يتخطى أودينيزى بثنائية ويتأهل إلى ربع نهائى كأس إيطاليا    بورنموث ضد إيفرتون.. جريليش يمنح التوفيز فوزًا ثمينًا في البريميرليج    القضاء الأمريكي يوجه تهمة القتل للمشتبه فيه بهجوم البيت الأبيض    وزير الإنتاج الحربي يلتقي نائبيّ رئيسيّ "تاليس" الفرنسية و"بونجسان" الكورية الجنوبية    برشلونة يخطف فوزا هاما من أتليتكو مدريد ويتغلب عليه 3 - 1    يوفنتوس يتأهل لربع نهائي كأس إيطاليا بثنائية أمام أودينيزي    الخميس.. قرعة بطولة إفريقيا لسيدات السلة في مقر الأهلي    وزير الرياضة يستقبل رئيس الاتحاد الدولي للسلاح    وزارة الرياضة يطالب تقريرا من السباحة حول وفاة يوسف محمد    بالأسماء.. ضحايا حريق سوق التجار بالمنصورة وسط جهود السيطرة على النيران    هل سرعة 40 كم/ساعة مميتة؟ تحليل علمى فى ضوء حادثة الطفلة جنى    محافظ الدقهلية ومدير الأمن يتابعان جهود السيطرة على حريق سوق الخواجات بالمنصورة    مقتل شخص أثناء محاولته فض مشاجرة بالعجمي في الإسكندرية    والد جنى ضحية مدرسة الشروق: ابنتي كانت من المتفوقين ونثق في القضاء    مصرع وإصابة 8 أشخاص باختناق فى حريق مخزن ملابس بسوق الخواجات في المنصورة    مراوغات بصرية لمروان حامد.. حيلة ذكية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر (الست)؟    زينة: علمت بنجاح ورد وشيكولاتة من السوشيال ميديا.. وأُصبت بشرخ خلال التصوير    رئيس شئون البيئة ل الشروق: نسعى لاستقطاب أكبر حجم من التمويلات التنموية لدعم حماية السواحل وتحويل الموانئ إلى خضراء    رئيس بولندا يعارض فكرة توسك بدفع وارسو تعويضات لضحايا الحرب بدلا من ألمانيا    استمرار تعثر خطة الصين لبناء سفارة عملاقة في لندن    بحضور البطل الأوليمبي كرم جابر..وكيل الشباب بالدقهلية يشهد تدريبات المصارعة بالمشروع القومي للموهبة    بينهم أطفال وسيدات.. 9 مصابين في حادث تصادم مروع بمركز إطسا بالفيوم    رئيس شعبة الدواجن بالجيزة يحذر من الفراخ السردة: اعدموها فورا    أخبار مصر اليوم: إعلان مواعيد جولة الإعادة بالمرحلة الثانية بانتخابات النواب.. تفعيل خدمة الدفع الإلكتروني بالفيزا في المترو.. ورئيس الوزراء: لا تهاون مع البناء العشوائي في جزيرة الوراق    نقيب الإعلاميين يستعرض رؤية تحليلية ونقدية لرواية "السرشجي" بنقابة الصحفيين    فيروز تتصدر تريند مواقع التواصل الاجتماعي.. والسبب غريب    تراث وسط البلد رؤية جديدة.. ندوة في صالون برسباي الثقافي 7 ديسمبر الجاري    1247 مستفيدًا من قوافل صحة دمياط بكفر المرابعين رغم سوء الطقس    بنك التعمير والإسكان يوقع مذكرة تفاهم مع مدرسة فرانكفورت    أجواء حماسية والمنافسة تشتعل يين المرشحين في انتخابات النواب بقنا    «القومى للمرأة» ينظم الاجتماع التنسيقي لشركاء الدعم النفسي لبحث التعاون    متسابقة بكاستنج تبكى من الاندماج فى المشهد واللجنة تصفق لها    وكيل الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم حدث فريد يجمع الروحانية والتميز العلمي    القطاع الخاص يعرض تجربته في تحقيق الاستدامة البيئية والحياد الكربوني    تعرف على التفاصيل الكاملة لألبوم رامي جمال الجديد "مطر ودموع"    استثمارات فى الطريق مصانع إنجليزية لإنتاج الأسمدة والفواكه المُبردة    ما حكم المراهنات الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يجيب    كارمن يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربي 2026    نتائج المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 في كفر الشيخ    بشكل مفاجئ .. ترامب يصدر عفوا رئاسيا عن رئيس هندوراس السابق    وصفات طبيعية للتخفيف من آلام المفاصل في الشتاء    إحلال وتجديد طريق ترعة الرشيدية بالمحمودية بتكلفة 2.7 مليون جنيه    وزير الري: تنسيق مستمر بين مصر والسنغال في مختلف فعاليات المياه والمناخ    الصحة: استراتيجية توطين اللقاحات تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي    رمضان عبدالمعز: الإيمان يرفع القدر ويجلب النصر ويثبت العبد في الدنيا والآخرة    موعد صلاه العشاء..... مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 2ديسمبر 2025 فى المنيا    صحة الوادى الجديد تنفذ عدد من القوافل الطبية المجانية.. اعرف الأماكن    بالصور.. الوطنية للانتخابات: المرحلة الثانية من انتخابات النواب أجريت وسط متابعة دقيقة لكشف أي مخالفة    أمن المنافذ يضبط 47 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الصحة يبحث مع وزير المالية انتظام سلاسل توريد الأدوية والمستلزمات الطبية    يلا شوووت.. هنا القنوات الناقلة المفتوحة تشكيل المغرب المتوقع أمام جزر القمر في كأس العرب 2025.. هجوم ناري يقوده حمد الله    سامح حسين: لم يتم تعيينى عضوًا بهيئة تدريس جامعة حلوان    بث مباشر الآن.. متابعة لحظة بلحظة لمباراة السعودية وعُمان في افتتاح مواجهات كأس العرب 2025    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معتز عبد الفتاح: مصر مثل مركب مطاطي يستطيع أي شخص معه آلة حادة أن "يخرمها"!
نشر في بوابة الشباب يوم 30 - 09 - 2016


عانيت من الكذب وخلف الوعد والهروب من المحتاجين
مصر دولة راسخة وعميقة وعقيمة
الحج نقطة انطلاقى لإصلاح نفسى
النخبة تنظر للشعب المصرى بارتياب
إذا كان الرئيس السيسى يقول :" مصر هتبقى أد الدنيا" فأنا أقول :يجب أن نكون في البداية " زى الدنيا"
زمان كنت أتمنى أن نهتم ونعي .. والآن نحن اهتممنا ولم نع
لو أشدت بتصرف صحيح تكون " مطبلاتى " .. ولو انتقدت شيئاً خاطئاً يقال عليك " إخوانى "
أنا من حقى أنتقد بالدال مش بالضاد .. لكن المشكلة عند من يرون أن الثورة مستمرة ويريدون قلب النظام
لن تستطيع عمل نهضة بدون أن يكون المواطن المصرى على قدرها .. ولكننا نستثمر له ولا نستثمر فيه
لو الدكتور البرادعى حكم مصر بالطريقة التى يكتب بها تويتاته لذهبنا للخراب.
لم أصبح ملاكاً ومازلت أخطئ .. ولكني أحاول الآن استعادة معتز القديم


بعيدا عن عمله الاعلامى، فتخصصه كأستاذ للعلوم السياسية يجعل معه الحوار له جوانب أكثر عمقا، حوار في السياسة والمجتمع ومصر ونفسه التي أضاعها، الشباب التقت دكتور معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وجامعة ميتشجان الأمريكية ليكون الحوار التالي، دقيقة فقط، اقرأ الحوار بعيدا عن أى توجهات أو آراء أو معتقدات أو أحكام مسبقة، وقتها تستطيع أن تصل لرؤية جديدة..

دعنا نبدأ من صورتك عندما حققت المركز الأول في الثانوية العامة والتي انتشرت مؤخرا، كيف كانت أحلامك وقتها؟
كنت في فصل المتفوقين بالابراهيمية الثانوية وكان معظم زملائي يطمحون لدخول كليات الطب والهندسة، أنا كنت أرى أن مشاكل مصر هي في السياسة والاقتصاد ولذلك قررت دراسة هذه الأمور حتى أستطيع مساعدة المجتمع المصري والذي كان أقل تعقيدا من الآن نتيجة أن الوعي السياسي كان أقل، وكنت أتمنى أن نهتم ونعي، إحنا الآن اهتممنا ولم نع، وقتها كنت أتصور أن الموضوع له بعد علمي وأني لو أصبحت شاطر في هذه الموضوعات يمكن ان أساعد البلد أكثر لكن جرت الأمور في الاتجاه الذي رأيناه في آخر عشر سنوات فانتهينا لوضع لحد ما أصعب للوضع الذي كنت عليه سنة 89 عندما كنت أفكر دخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

هذا المجتمع الأقل إدراكا للسياسة الذي تحدثت عنه، هل يمكن اعتباره مجتمعا صحيا بالمقارنة بالمجتمع الحالي؟
بالطبع، على الأقل لم يكن هناك من يتبنى المعادلة الصفرية، اليوم أكتب أي شيء في مقال وستجد لكل فعل عشرين رد فعل وستجد الناس وصلوا في عدائهم لدرجة " إذا خاصم فجر " ، كما من نشروا صورتي بعد الثانوية العامة وقالوا: إني قلت إني أحيي سوزان مبارك وأني صوت لمبارك رغم ان هذا مستحيل عمليا لأن سني كان أصغر من التصويت في الانتخابات، أعتقد أن المجتمع يعاني شرخا نفسيا شديدا وفاقد الثقة في نفسه بشكل كبير وقيادة الرأي في هذا المجتمع تجعلك إما حاقدا أو مطبلا، لو أشدت بتصرف صحيح تكون " مطبلاتي " .. ولو انتقدت شيئاً خاطئاً يقال عليك: " إخواني "

من كلامك هناك ثلاث نقاط، الأولى ، تذكرت الآن كلمة الراحل عمر سليمان عندما قال :" المصريون غير مؤهلين للديموقراطية"..
علقت على هذه المقولة وقتها، هي مقولة صحيحة ولكنها ناقصة، كان ينبغي أن يقول "الشعب غير جاهز للديموقراطية ونحن السبب"، 30 سنة يحكمون بلدا ويملكون كل أدوات الحكم ولم يفكروا في أن تكون مصر دولة ديموقراطية وكان الاتجاه ان هناك تخوفا من الديموقراطية وأن جينات الشعب المصري ضدها، وهذا كلام غير حقيقي، قيل عن كل الديموقراطيات أن شعوبها غير مؤهلة ولكنهم الآن أصبحوا شعوبا ديموقراطية.
كان من الأفضل أن يقول: إن نخبتنا غير مؤهلة للديموقراطية، لأن الشعب يستجيب للنخبة.

هذا عندما تكون النخبة سوية، هل ترى هذا النوع من النخب الايجابية على الساحة في مصر الآن؟
هذه هي المشكلة، النخب ينظرون للشعب المصري بارتياب، نظرات طفولية غير منطقية وغير مبنية على تفكير عقلاني، ونتيجة لذلك حدثت الفجوة بين الشعب والنخب، أعتقد أن النخب المصرية تواجه مشكلة عدم النضج السياسي في المقام الأول.
النقطة الثانية، عبد الرحمن الكواكبي له مقوله شهيرة فيها " الشعب المستبد لا يحكمه إلا المستبدون"، تحدثت عن 30 سنة في حكم مبارك، ونحن نرى الآن ما حل بالعراق وليبيا


هل نحن نستحق حاكما مستبدا؟
الحقيقة أن اول من تحدث عن هذا المفهوم كان "ميكيافيلي"، وكان يرى أن الشعب يستدعي من يحكمه وفقا لظروف هذا المجتمع في تلك اللحظة الزمنية، فلا يمكن أن تطلب من شعب غير ديموقراطي أن يحكمه حاكم ديموقراطي، وهي لحد ما مقولة صحيحة، ولكن تاريخيا في حياة الشعوب ظهرت نماذج غيرت ثقافة الشعب، لولا أن جورج واشنطون قرر أن تكون أمريكا ديموقراطية لما أصبحت كذلك لأنهم طالبوه أن يحكمهم طول العمر وهو رفض، وهناك نماذج كثيرة، هنا تحضرني مقولة شهيرة أن الشعوب كالسوائل، تأخذ شكل الاناء الذي توضع فيه.

النقطة الثالثة هي نقطة المعارضة، هل فكرة المعارضة أصبحت مقبولة شعبيا ، أم أن كل معارض هو بالتبعية إخواني خائن؟
هذه فكرة صبيانية للغاية، لو استسلمنا لها سنصبح دولة الصوت الواحد، وهي دولة عادة ما تنهار، ببساطة أن الحد الادني حتى من اختلاف وجهات النظر والذي يؤدي لتكامل الرؤى، أنا من حقي انتقد بالدال مش بالضاد، مبارك لو استمع لآراء عشرات الحكماء في عهده لما وصلنا ليناير، نابليون قال " السياسي الذي لا يعرف مواضع الخطر يصبح نفسه خطر، السياسي الذي لا يستجيب للنصيحة يصبح هو مصدر للخطر.

هل كل الديكتاتورية سيئة؟ عندما أقرأ في تجارب دول نهضت مثل كوريا وماليزيا والصين وتركيا وغيرها، كان التطور عندهم قائما في البداية على حاكم ديكتاتور قاد بلده للطريق الصحيح؟
الديكتاتورية أسهل بكثير من الديموقراطية والتي تتطلب درجه عالية من الوعي السياسي لدى الجماهير ودرجة عالية من النضج لدى النخب، الديكتاتورية أسهل لأنها تقوم على فكرة القمع، فكرة السيطرة على ما يراه ويسمعه ويقوله ويأكله ويشربه الانسان وبالتالي تسيطر على سلوكه، ولكن المعضلة أنه لا يستطيع أحد أن يكون ديكتاتورا إلى الأبد، ستأتي لحظة والناس تطالب بتغيير النظام السابق، سواء لأن أوضاعهم الاقتصادية تحسنت ويريدون تحسين أوضاعهم السياسية، أو لأن أوضاعهم الاقتصادية ساءت ولا يريدون استمرار هذا السيء، أفضل النظم التي حتى وإن بدأت ديكتاتورية إلا انها تعد الشعب للديموقراطية.

في اللحظة التي نعيش فيها، ما الحل مع التمترس الموجود من بعض الاطراف ورفضها لبعضها وفي ظل عدم وجود وعي، ما الحل حتى يتحرك المركب؟
صعوبة المشهد أنك أمام مشهد شديد التعقيد، مصر مثل مركب مطاطي يستطيع أي شخص معه آلة حادة أن يخرمها، وهذا ما يعقد الأمور، عندك انتماءات سياسية ربما لو حصلت على الحرية لفجرت الدول، بالتالي فأنت في مشهد الديموقراطية غير المنضبطة فيه يمكن ان يؤدي لضياع الدولة، صراع الديموقراطية والدولة عادة ما يجعل الناس تميل للدولة حتى لو على حساب الديموقراطية، المؤسسة الحاكمة الان ترى أن مصر في عنق الزجاجة السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والمهمة الأكبر هي الخروج من الضائقة الاقتصادية، سواء بالدخول في مشروعات جديدة، أو سياسات جديدة، وكلاهما يحتاج وقتا، طالما هناك حرية رأي وتعبير دون تحريض أو دعوة للخروج على نظام الحكم القائم فالدولة ترحب بذلك، المشكلة عند من يرون أن الثورة مستمرة ويريدون قلب النظام، مؤسسات الدولة الحية تسعى لتحسين الأوضاع، هل الديموقراطية عملية مؤجلة في مصر؟ الآن يوجد في مصر ديموقراطية اجرائية مثل برلمان منتخب أو محليات واحترام للدستور، إنما الديموقراطية التشاركية غير موجودة.

تعول كثيرا في مقالاتك على المجتمع والمواطن المصري، في نفس الوقت قلت: " محاولة استخدام المنطق في مجتمع لا يعترف بالمنطق هي محاولة غير منطقية في حد ذاتها"..
هذه طبيعة الأشياء، كيف أساعد الناس على التفكير بطريقة منطقية وهم لا يعترفون بالمنطق، هذا عبث، مثل رواية نهر الجنون لتوفيق الحكيم، حيث شرب المجتمع كله من النهر إلا الملك والوزير ، فلم يستطيعا الحكم وهم فقط العقلاء، فشربا من نهر الجنون حتى يكونوا مثل الشعب.

وعلى هذا الاساس، إذا كان الرئيس السيسي يقول :" مصر هتبقى أد الدنيا" فأنا أقول يجب أن نكون في البداية " زي الدنيا" ، لن تكون مصر جديدة بدون انسان مصري جديد، لن تستطيع نهضة بدون أن يكون المواطن المصري على قدرها، إحنا مش شغالين على الانسان المصري، نحن نستثمر له ولا نستثمر فيه، لا ندرس الطلبة ما ينبغي أن ندرسه له مثلا، فما يحدث في الواقع أننا نزيد الطين بله، نحفر حفرة عميقة ولا نفكر في كيفية الخروج منها، الناس أصبحوا في حالة من اللامبالاة بسبب الترفيه الزائد، الناس يشاهدون برامج عن الجن والعفاريت والرقص والامور التافهة، هذه الأمور يجب أن تأخذ حجمها ويتم افساح المجال لأمور أخرى مهمة، وهي أمور علمية بالمناسبة، استطلاع الرأي العالمي عن القيم قال: إن الدول المتقدمة يسود عند أفرادها خمسة أنواع من القيم في مقابلة أنواع خمسة مختلفة تسود عن شعوب الدول المتخلفة، قيم أخلاقية وسلوكية ومجتمعية وسياسية، زمان كان من يغش كان يستخبى حتى من زميله، اليوم تلاقي الفصل كله بيغش والمدرس هو من يقود عملية الغش، والأب يناضل حتى يستطيع ابنه الغش، إذن فقيمة الأمانة ضاعت، ما الذي تريده ممن تخرجوا فى هذه المنظومة؟ نحن أعداء أنفسنا، يجب أن نعمل على القيم الإنسانية ونستخدم الأدوات الخمس المتاحة لبناء الإنسان، الخطاب الديني والثقافي والتعليمي والاعلامي والسياسي، هذه أنواع من الخطابات مختلفة، الرئيس اشتكى من الخطاب الديني والاعلامي أكثر من مرة.. ماذا حدث؟ ولا حاجة!

دائما في مقالاتك ما توجه حديثك للرئيس، لماذا اخترت مرة أن توجه حديثك لرئيس الوزراء وطلبت منه عشرة أمور بدت لي أنها طلبات أكبر منه؟
أنا خاطبته بعدما خاطبت الرئيس من قبل، المشكلة أن أحدا لايستجيب، المشكلة في العمل السياسي في مصر أن من يعمل به يعاني من مشكلة أنه لا يجد الوقت الكافي لينصت، لأن كمية ما يحدث من أمور وما يأتي له من أوراق ومن يدخلون له في مكتبه من مدعي الخبرة والنصح هم أكبر بكثير من أن يجد الوقت ليدرس كل هذا.
على رأي ارسطو وهو معلم الاسكندر الأكبر قال له: " أنا ناصحك إن سألت ونصيرك إن عدلت وخصيمك إن ظلمت"، وأنا لا أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك.

هل جاءت لك استجابة من المهندس شريف اسماعيل ؟
كل رئيس وزراء في مصر لا يوجد عنده مشكلة مع المقترحات المقدمة له، إنما الدولة المصرية بتركيبتها هي دولة راسخة وعميقة وعقيمة في الوقت نفسه، مثل جبل المقطم، من الصعب زحزحته من مكانه ومن الصعب تطويره في الوقت نفسه،هناك جهاز اداري شديد التعقيد وكمية قوانين وعادات وقيم ارتبطت بالقيم والممارسات تجعل التغيير صعبا.
سأعطي لك مثالا، أنا مقتنع للغاية بالحكومة الالكترونية وبدأوا فيها أيام مبارك مع المهندس أحمد درويش، ووصلوا لصيغة تجعلها أمرا واقعا إلا بشرط أن توافق الهيئات والوزارات، المشكلة أنهم لم يوافقوا لأنهم لا يريدون أن يعطوا معلوماتهم للوزارات الأخرى، فالنتيجة أن الحكومة الألكترونية موجودة على الرسيفر لكن المواطن لا يستطيع الاستفادة منها لأن الوزارات ترفض أن تعطي جزءا من صلاحياتها لوزارة التنمية الإدارية.

هنا يجب أن يكون هناك شخص قادراً على إجبار الوزارات على فعل ذلك؟
هذا الشخص إما رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية ولذلك أناشدهم، واحدة من ايجابيات حكومة نظيف أنها كانت تركز على السياسات بدون أن تركز في المشروعات الكبرى وهو ما مهد الطريق لتحسن اقتصادي كبير .

علميا كيف نفسر مقولة الرئيس أننا في " شبه دولة" ؟
هناك مصطلح يفسر الكلمة وهي " الدولة الهشة أو الدولة الرخوة" يعني ممكن تصنع القوانين لكن لا تستطيع تنفيذها، ممكن تتخذ القرارات لكن الجهاز الاداري لا ينفذها، ما البديل؟ أن نكون دولة فاشلة.. مثل العراق أو الصومال أو افغانستان أو سوريا، رئيس افغانستان هو في النهاية عمدة كابول، مصر الحمد لله لم تصل لهذه المرحلة، هناك الدولة الكاملة والتي نأمل أن نصل لها.

حدثت دعوات في الفترة الماضية للاستعانة برجال حكومة نظيف طالما كانوا يمتلكون سر خلطة النجاح..
المسألة هنا لها بعدان، بعد ايديلوجي من أنهم ينتمون لنظام ثار عليه المصريون وصدر قرار من القضاء الاداري بحل الحزب الوطني، وهناك معنى قانوني، واحد زي محمود محيي الدين لم يصدر ضده أي حكم قضائي ولديه خبرة كبيرة، لماذا لا نستعين به؟ دكتور أحمد درويش هو واحد من أهم الخبرات على الإطلاق.

البعض اقترح يوسف بطرس غالي وهناك حملة توقيعات من موظفي الضرائب تطالب بعودته..
نقطة البداية يمكن أن نستعين به كمستشار، أنا مش مدرسة استخدام ساطور الجزار، أنا مع استخدام مشرط الجراح، دراعي واجعني ماتقطعوش، ولكن أستأصل الورم منه فقط، لكن يجب النظر للقضايا الموجودة ضده.

البعض يتبنى وجهة نظر وكأن العالم كله يتآمر على مصر ويحارب فرصها للتطور.
القضية فيها بعض المبالغة ولكنها ليست مبالغة مطلقة، مصر في منطقة رمال متحركة، مصر من المساحات القليلة الثابتة في المنطقة رغم أن كل ما كان يمر من 2011 حتى 2013 كان ينذر بدخولها منطقة الرمال المتحركة، أما وقد جاءت المفاجئة أنها خرجت من هذا النفق المظلم فهناك البعض الذي يرى أن مصر خرجت عن الاطار الاستراتيجي في تأثيره فينبغي على شعبها أن يدفع الثمن، على رأس هؤلاء قطر وتركيا وتساندهما في بعض الاحيان دول أخرى من الغرب، لكن لا أستطيع أن أقول: إن الكل يتآمر علينا، قد نكون نتبنى سياسات هم غير راضين عنها، مثلا في مرحلة ما كنا نؤيد وحدة سوريا أيا كانت الطريقة، هذا لم يرض من يرفضون بشار الأسد، البعض اتخذ من الاخوان حليفا، أما وأنهم تركوا السلطة بهذه الطريقة ودون أن تستشير المؤسسة العسكرية أحدا يجعلهم يريدون أن يدفع الشعب المصري الثمن.

هل مقال الايكونوميست كان ضمن دفع الثمن؟
صورة مصر من الخارج مع الأسف سيئة للغاية، محررو الايكونوميست يتحدثون عنها كما يرونها من الخارج، دولة تسعى للحصول على قروض وهو ما يعني أنها تواجه صعوبات اقتصادية ، هذه الدولة تعاني تراجعا في حريات الرأي والتعبير بسبب بين قوسين وجود بعض رموز ثورة يناير في السجن رغم أنهم في السجن بحكم قضائي، مشكلة غياب السياحة والتضخم والاستيراد، فدولة بهذه المواصفات تغري الاطراف الخارجية أن توجه لها الانتقادات.

في الوقت نفسه لن تستطيع الدفاع عن مصر بدون الدفاع عن صورتها، بعبارة أخرى، كيف يستقيم الظل والعود أعوج، عليك أن تساعد السياسات في الخارج، هناك درجة من الانفصال بين الشباب والطبقة الحاكمة، هذه مسألة لا ينبغي أن تترك للايكونوميست لترصدها، يجب أن تتبنى الدولة سياسات تقرب هؤلاء الشباب للسياسات العامة للدولة، الدولة لا تقوم بدورها لتسويق انجازاتها، لابد أن تضع المواطن في الصورة، هناك أعمال مهولة يجب ترويجها للشعب ليعرف ما يحدث، حتى يعرف المواطنون أن يساهموا في تطوير بلدهم وبالتالي أنهم شركاء في نجاح هذه المشروعات.

البعض يقول: إن في ظل هذه الازمة الاقتصادية الخانقة لماذا تدخل في مشروعات كبيرة ذات تأثير على المدى البعيد؟
المشكلة أننا غير محظوظين في أن هناك تباطؤا اقتصاديا عالميا جعل الأزمة تزداد، إنما ما هو متاح أن تركز على المشروعات ذات العائد القريب نسبيا، هذا ليس من الضروري أن يكون ما يحدث، إنما أنت لا تزرع محصولا في الأرض، أن تزرع شجرا، وهو يحتاج وقتا ليثمر، وعليك بالصبر.

هنا يخرج من يقول " هصبر ليه؟" ويكون السؤال له: إنت عايز تعيش دلوقتي وبعد فترة تواجه مشاكل ولا تواجه مشاكل دلوقتي وبعدين تعيش أفضل؟
ألا تخاف من أن يأتي بعد الرئيس السيسي من يعيد تجربة الرئيس السادات ويعيد الاخوان مرة اخرى؟
المشكلة الآن أن الاخوان أعداء للمجتمع، ايام السادات كانوا اعداء للدولة واصدقاء للمجتمع، الآن عداؤهم مع المجتمع وقيمه الاصلية، المصالحة عاملة زي كوبري، ممكن تعمل كوبري بين ضفتي نهر، ماتقدر تعمل كوبري بين ضفتي محيط، المسافة كبرت جدا.
هاجمت القرضاوي دون أن تذكره بالاسم وقلت أنه يدعوا الناس للجهاد في الوقت الذي يحمي أولاده في قمقم..
أنا عندي مشكلة مع من يؤججون مشاعر المقاومة والجهاد ومقاومة الحكم الجائر ولكن في الحقيقة هم لا يضارون في شيء، يموت الناس ويدخلون السجون بينما من أفتى ودعا لهذا لم يحدث له شيء.
الغريب أنك في كتابك " المسلمون والديموقراطية" صنفت القرضاوي بأنه من المسلمين التحديثيين..
الرجل على المسار الفكري كان تحديثيا لأنه بالفعل دافع عن الديموقراطية والانتخابات والمواطنة وحقوق غير المسلمين، ولكنه عندما نزل إلى ساحة العمل الفعلي وجدناه يتبنى مواقف أقرب للإخوان المسلمين بعيدا عن الدولة، ولا يمكن لجماعة أن تنتصر على الدولة.

لو طلبت منك أن تختار اسم شخص تكرهه وتذكر لي لماذا كرهته وما الايجابيات الموجودة به.. من تختار؟
بن جوريون هو أول رئيس وزراء لاسرائيل، هو زعيم دولة دخلت في حرب مع العرب وقتل منهم الآلاف، ولكن في نفس الوقت لا أملك إلا أن أحترم حبه لبلده وعقليته، شيمون بيريز كان سكرتيره الشخصي وقال : ما كان يدخل علينا بن جوريون إلا وعنده فكرة، هذه الفكرة فيها ثلاث خصائص، أولا فكرة مبتكرة، ثانيا لخدمة اسرائيل، ثالثا لا علاقة لها بالانقسامات أو الخلافات الشخصية بينه وبين الاخرين، طبعا هو عدوي ولكنه عدو نجح في أن ينشء دولة بمهارة.
وفي المشهد المصري..
حسن البنا.
في المشهد الحالي..
لا يوجد شخص أكرهه ولكن هناك أشخاصا أختلف معهم، مثل دكتور البرادعي الذي يطالب بالحقوق بعيدا عن الحقائق، لو الدكتور البرادعي حكم مصر بالطريقة التي يكتب بها تويتاته لذهبنا للخراب.

ما الفرق بين على مسئوليتي الذي قدمه معتز عبد الفتاح و" على مسئوليتي" الذي يقدمه أحمد موسى؟
الأول قدمته على الجزيرة في فترة ما قبل 30 يونيو وكانت وقتها منفتحة لكل التيارات ولم يكن عندها خط معاد للدولة، أحمد موسى يقدم رسالة في اتجاه واحد وهو الدفاع عن السياسات القائمة وهذا في نظر الكثيرين مطلوب على مستوى الفئات الاقل تعليما حتى يفهموا ما هو سبب تضحياتهم، هناك الكثيرون الذين لا يعادون الدولة ولا يرون أن الأفضل هو التعامل مع الناس بلغة الأرقام والمكاشفة أفضل من الدعاية الفجة.

أختم معك بالتغريدة التي كتبتها وتحدثت فيها عن أمراض اخلاقية تسللت إلى قلبك، ما الذي سيطر عليك وجعلك تخرج هذه اللحظة في الصدق مع النفس، خاصة أنها أثارت كثيرا من ردود الافعال المتناقضة؟
هي أفرزت ثلاثة أنواع من ردود الأفعال، رد فعل قلق علي فاكتشفت أن بعض الاصدقاء المقربين مني وبعضهم اسماء كبيرة في الدولة أخذوها بالمعنى الانساني واتصلوا ليطمئنوا علي، وآخرون أخذوها بمعنى الشجاعة وأن نقد الذات غير منتشر في مجتمعنا وأني جرئ لأفعل هذا ، وفي الحقيقة لم يكن هذا في بالي، المعنى الثالث أخذه بعض الاخوان ومن يؤيدونهم والذين اعتقدوا أن الموضوع له علاقة بالسياسة.

كانت تبدو لحظة انسانية..
جدا، كانت مرتبطة بذكرى وفاة والدي وكان اولادي لسه مسافرين ولحظة مراجعة للذات اكتشفت فيها أني لسه على القيم التي رباني عليها أبويا، حتى واحد من أصدقائي قال لي: " كلنا هذا الرجل ولكن ربما كانت عندك الجرأة لتواجه المجتمع"، أنا شخصيا لا توجد عندي مشكلة لانتقاد نفسي أمام الناس، مع كل احترامي للناس هخسر إيه لو الناس حبوني او كرهوني؟ المهم صورتي أمام نفسي وأمام ربنا سبحانه وتعالى..

ما القيم التي ابتعدت عنها؟
اكتشفت أني أصبحت ماعنديش أي مشكلة إني أخلف الوعد، ماعنديش مشكلة إني أكذب لأخرج من ورطة، مفيش أي مشكلة أني أتجاهل شخصا يكلمني وأنا أعرف أنه يحتاجني بشدة، ارتكبت حماقات في حق ناس أحبهم جدا ولم أكن أهلا لهم، خدتني حالة من اللاأخلاقية، شعرت أني شخص مختلف، وهذا تراجع جدا في اللحظة الأخيرة، لم أعد أكذب، كنت أشرب شيشة وبطلتها، مواظب أكثر على التمرينات الرياضية، أصلي بانتظام وفي مواعيدها، جاءت علي فترة كنت أقوم بجريمة أني لا أصلي الجمعة، الآن عدت لأصليها بانتظام، لم أكن أصوم تطوعا، نزلت أبليكيشن على الموبايل لأقرأ القرآن، أصبحت أفضل، لم أعد ملاكاً ولكني أحاول، وأي شخص يقول عني كلام كويس أقول له: أنت لا تعرفني جيدا، وهذا ليس تواضعا، أنا من آخر صفاتي التواضع، أعرف اني يوجد في عيوب وأسعى لمقاومتها، نفسي أحج وأشعر أنها نقطة انطلاق لأستعيد شخصيتي التي رباني عليها أبي.

قد تكون شخصية أبسط من كل التعقيدات التي أصبحت عليها الآن؟
بكثير.. أنا اترميت بسرعة من الحياة الأكاديمية حيث الاستقرار النفسي والفكري لساحة العمل العام، فبقيت مش قدها، ولذلك أصبحت أتجنب مواضع أبان فيها قدوة لأني لست كذلك، أنا من بره هلله هلله ومن جوه يعلم الله، أنا راجل غلبان بجاهد نفسي قدر ما استطيع، أنجح مرة وأفشل عشرين مرة، يمكن لو فيه حاجة حلوة إني عندي شوية ضمير، ونفسي يكون عندي ضمير أكثر، جاءت علي فترة كنت أعمل الغلط وضميري لا يوجعني، الآن الوضع اختلف.

كانت لحظة كويسة بالنسبة لي، أنا الآن أقوى، صديق إعلامي قال لي : انت مبسوط بعد ما كتبته؟ قلتله أنا أفضل.. قال سيبك من أي حد.
ألا تشعر في بعض الاحيان أنك مللت من العمل في الاعلام وتشتاق للحياة البعيدة عن الاضواء؟
نعم، أشعر أن العمل في الاعلام أخذ مني شيئا أحبه جدا، القراءة المتعمقة، وهو ما استعدته مؤخرا، أخصص كل يوم عددا من الساعات للقراءة، أحاول الآن استعادة معتز القديم والذي أراه أكثر صفاء وأقل تلوثا بصفات كثيرة اكتشفتها في الفترة الماضية.
لم أصبح ملاكاً، أنا مازلت أخطئ، ولكني أقاوم هذه الأخطاء أفضل بكثير من شهرين فاتوا، يارب بس أستمر وأعول كثيرا على الحج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.