المجموع الكبير فى الثانوية "واسطة" أى طالب يريد الإلتحاق بالكليات العسكرية تركتُ الطب والتحقتُ بالشرطة لخدمة الوطن كلية الشرطة لا تعلمنا "الخروج عن الأدب" كما هو شائع دفعات ما بعد الثورة أكثر تميزا فى التعامل مع التكنولوجيا أحلم بأن أخدم فى مصلحة الأمن العام حوار – محمد المراكبى الطالب على أحمد على، مساعد كلية الشرطة والأول على دفعاتها الأربعة تم اختياره ليكون ممثلا عن طلاب الكلية أمام رئيس الجمهورية فى يوم الشباب .. قصة حياته تحمل الكثير من النقاط المضيئة، حيث يمثل نموذجا للشباب المتميز القادر على تحقيق أعلى درجات النجاح، حيث ترك كلية الطب والتحق بكلية الشرطة ليواصل مشوار أحلامه الذى بدأه منذ الصغر .. فما سبب اختياره هو بالتحديد ليكون ممثلا عن طلاب كلية الشرطة؟ وما هى أحلامه المستقبلية؟ فى البداية نريد أن نتعرف عليك بشيء من التفصيل؟ أنا طالب بالكتيبة الرابعة بكلية الشرطة، والكتيبة الرابعة تعنى الفرقة الرابعة أو السنة النهائية كما يطلق عليها فى الكليات المدنية، كما أننى أول دفعتى على مدار سنوات الدراسة الأربعة بالكلية، والطالب الأول على الدفعة فى كلية الشرطة طبقا لتقاليدها ولائحتها الداخلية يكون أقدم طالب بالكلية ويطلق عليه لقب"مساعد الكلية"، ويقوم بدور متلقى التعليمات من قيادات وإدارة كلية الشرطة، وهو من يقوم بتسليم الراية لأقدم طلاب الدفعة التى تليه أثناء حفل التخرج أمام السيد رئيس الجمهورية والسيد وزير الداخلية وقيادات أكاديمية الشرطة. هذه حياتك الدراسية لكن ماذا عن حياتك الشخصية؟ أنا ابن مدينة بنها، ومقيم بها، والأخ الأصغر لشقيقتين، حصلت على الثانوية العامة عام 2012 بمجموع 99.50 %، وقتها مجموعى أهلنى للإلتحاق بكلية الطب، والتنسيق رشحنى لكلية طب قصر العينى، وقدمت أرواقى وبدأت الدراسة وانتظمت بكلية الطب لمدة شهر أو ما يزيد قليلا، حتى ظهرت نتيجة كلية الشرطة ووجدت اسمى ضمن المقبولين فتركت كلية الطب للالتحاق بكلية الشرطة. أليس غريبا أن تترك كلية الطب التى هى حلم الآلاف من شباب مصر لتلتحق بكلية الشرطة؟ كلية الشرطة هى حلم الآلاف من شباب مصر، مثل كلية الطب تماما، بالإضافة إلى أن كلية الشرطة كانت حلمى منذ الصغر، فكنت أتمنى أن أخدم بلدى من خلال جهاز الشرطة. وكل تخصص يخدم فى مجاله مثل الترس الصغير فى الماكينة الكبيرة الذى يؤدى دوره لكى تدور عجلة الإنتاج، لكن أن يؤدى الإنسان دوره من خلال الترس الذى يحبه يكون الناتج أفضل بكثير، وهذا ما أردت أن أفعله، والحمد الله وفقنى الله إلى ما أحب وأرضى. كيف يمثل التفوق فى الثانوية العامة والحصول على مجموع كبير "كارت توصية" للطالب للالتحاق بالكليات العسكرية؟ المجموع الكبير هو واسطة أى طالب يريد الإلتحاق بكلية الشرطة، فالكلية تعطى الأولوية للطلاب الحاصلين على المجاميع الكبيرة والمتفوقين فى الثانوية العامة، والطلاب الحاصلين على المجاميع الصغيرة فرص قبولهم تكون بسيطة وصغيرة، وداخل كلية الشرطة طلاب كثيرون مثلى قادمين من كليات القمة مثل سياسة وإقتصاد وهندسة وطب وصيدلة وإعلام. لماذا تم اختيارك بالتحديد لتكون ممثل كلية الشرطة فى لقاء رئيس الجمهورية بيوم الشباب؟ لأنه طبقا لأعراف وتقاليد وبروتوكولات كلية الشرطة فإن أقدم طالب بالكتيبة أو الفرقة الرابعة هو من يمثل الكلية فى المسابقات والاحتفالات الرسمية. وكيف تم إبلاغك بلقاء رئيس الجمهورية؟ تم استدعائى من قبل قياداتى بالكلية وتم إبلاغى بأننى سوف أمثل طلاب كلية الشرطة أمام رئيس الجمهورية فى يوم الشباب. هل كانت هناك تعليمات من إدارة الكلية قبل لقاء الرئيس؟ لا.. فمنذ إلتحاقنا بالكلية ونحن نتعلم كيف نمثل الكلية فى الخارج من حيث الشكل والمضمون، فمن حيث الشكل يجب أن أكون فى أبهى صورة، وبدلتى الميرى يجب أن تكون نظيفة، وهيئى أيضا يجب أن تكون فى غاية النظافة، أما المضمون فهو عدم الحديث إلا إذا طلب منى الكلام، فعقيدتنا داخل كلية الشرطة كلام قليل .. عمل كثير. وكيف كانت كواليس لقاء الرئيس فى دار الأوبرا المصرية؟ ذهبنا إلى دار الأوبرا المصرية، كان هناك طلاب وشباب من كل المجالات، بالإضافة إلى طلاب ممثلين عن الكليات العسكرية، جلسنا مع بعضنا وتعرفنا قبل لقاء السيد الرئيس، وتم إبلاغنا بأننا سوف نكون بجانب الرئيس على المسرح أثناء حديثه، وبالنسبة لطلاب الكليات العسكرية فقد كانوا مكلفين بإعطاء التحية العسكرية لرئيس الجمهورية طبقا للتقاليد العسكرية المتبعة. هل كان هناك أى حديث خاص دار بينك وبين الرئيس عبد الفتاح السيسى؟ لا.. كل التعامل المباشر كان عندما أعطيت سيادته التحية العسكرية فقط. ماذا طلب الرئيس من الشباب الحاضر عامة وطلاب الكليات العسكرية خاصة؟ لم يطلب شيئا محددا من طلاب الكليات العسكرية، فاللقاء كان لكل الشباب، وحديثه كان موجها للجميع، وهو الحفاظ على وطننا والعمل بكل جد واجتهاد. ما الذى استفدته من يوم الشباب؟ تعلمت وتعرفت على أشياء جديدة، وأكثر شئ أعجبنى فى ذلك اللقاء هو مبادرة بنك المعرفة التى أطلقها الرئيس، وأعتقد أن تلك المبادرة سوف توفر الكثير للشباب والطلاب الذين يبحثون عن التميز فى مجالاتهم. وسيكون لدينا بنك معرفة به أمهات الكتب فى شتى العلوم والمجالات، وكل هذا سوف يتم تحميله على شبكة الإنترنت، وبالطبع أى طالب يريد عمل بحث أو إعداد رسالة دكتوراه وماجستير سيكون هذا البنك بالنسبة له كنز كبير ومفيد. هل وعدكم الرئيس بلقاء آخر؟ الرئيس قال لنا أن الشباب أهم شئ بالنسبة له وللبلد، وأنه سيكون على تواصل دائم مع الشباب فى شتى المجالات. * هل كانت هناك وسيلة إتصال بينك وبين الشباب الذين كانوا معك فى لقاء الرئيس؟ الوقت كان ضيقا ولم نستطيع التعرف على بعض أكثر وأكثر. هل كنت ستحافظ على صدارة الدفعة لو كنت طالبا فى أى كلية أخرى غير كلية الشرطة ؟ الباحث عن التميز يكون باحثا عنه فى أى مكان. هناك بعض المفاهيم المغلوطة عن كلية الشرطة وهى أنها تعلم طلابها "الخروج عن الأدب" خاصة فى التعامل مع المجرمين والخارجين على القانون.. هل هذا صحيح؟ طبعا هذا مفهوم خاطئ جدا، لأن كلية الشرطة تعلم الإلتزام والرقى فى التعامل والإنضباط، والصرامة والجدية. ما الأشياء التى لم تتوقع أن تجدها فى كلية الشرطة ووجدتها بعد التحاقك بها؟ الأنشطة والمبادرات الاجتماعية المختلفة، فكنت أتخيل أن الحياة داخل كلية الشرطة حياة عملية جافة فقط كلها تدريبات ومذاكرة، لكن وجدت داخل الكلية أنشطة ثقافية وفنية ورحلات ومسابقات شعرية وأخرى فى حفظ القرآن الكريم وتلاوته، ومباردات للتبرع بالدم وزيارة مستشفيات الأطفال ومرضى السرطان. هل لك أى نشاط آخر غير الدراسة تمارسه داخل الكلية؟ أحب القراءة جدا والاطلاع من خلال مكتبة الكلية، فهذه هوايتى المفضلة، ودائما أنا مؤمن بأن الإنسان المتميز هو من يكون لديه كم كبير من المعلومات العامة فى شتى المجالات وليس فى مجال عمله أو دراسته فقط. هل كنت تتمنى شيئا تريد أن تطلبه من الرئيس؟ طلب شخصى لا.. لكن كان نفسى أقول له "الله يعينك.. وشباب مصر وراءك بكل طاقتهم وعزمهم". هل ترى اختلافا فى الدفعات التى تخرجت من كلية الشرطة بعد ثورتى يناير ويونيو عن الدفعات السابقة؟ الجميع يكمل بعضه، الجيل الجديد هو امتداد للجيل القديم ويتعلم منه الخبرة العملية والحياتية، لكن المختلف فى الجيل الجديد هو أنه يبدو متسلحا أكثر بالتكنولوجيا والعلم الحديث من خلال التدريبات والمناهج الحديثة والتسليح القوى والجديد بوزارة الداخلية. عندما تقرأ فى وسائل الإعلام عن تجاوزات بعض رجال الشرطة .. بماذا تشعر وقتها؟ كل مهنة بها الصالح والطالح، لكن الشئ الوحيد المؤكد بالنسبة لى أن من يخطئ داخل جهاز الشرطة يكون حسابه عسيرا وقويا، وليس له مستقبل، وهذا ما نتعلمه منذ أن كنا طلابا فى الفرقة الأولى بكلية الشرطة. ما المكان الذى تحب أن تخدم فيه بعد تخرجك؟ الأمن العام، لكن مع عملى فى مصلحة الأمن العام أحب أن أكمل دراستى العليا بإعداد رسالتى الماجستير والدكتوراه، حتى أكون ضابطا مميزا داخل قسم الشرطة أو المديرية التى سوف أخدم بها.