الثورة تتجه نحو الدموية وربما نتجه نحو أحداث مرعبة وعنيفة نظرا لحالة الاحباط بين الشباب ، هذا ما سبق وتوقعه الدكتور محمد المهدي أستاذالطب النفسي بجامعة الأزهر في تصريحات خاصة لبوابة الشباب ، وفي السطور القادمة يحلل لنا طبيعة الموقف الآن في ميدان التحرير .. في البداية ما تقييمك لموقف الألتراس الآن بعد مجزرة بورسعيد ؟ مصر الآن بها ثلاثة قوي متناحرة وهي المجلس العسكري والاخوان المسلمين والألتراس وهم مجموعات من الشباب المنظمين والمتماسكين للغاية وهم أصحاب عقيدة عالمية وهي الاخلاص الشديد لناديهم واذا أصاب أي شخص منهم سوء تكون المجموعة كلها معه . وما هو توقعك لرد فعل الألتراس ؟ الألتراس لن يتركوا حقهم ويجب أن يعرف الجميع ذلك وهم أعلنوا أنهم غير ممثلين في المتظاهرين الموجودين أمام وزارة الداخلية وبالتالي هم لم يتخذوا أى قرار رسمي بشأن الرد علي الأحداث ، ولكن عموما فان غضبهم سوف يتوجه الي المتسبب في وفاة 70 منهم ، واذا كان الأمن المتسبب في هذه المذبحة فان غضبهم سوف يتوجه الي الأمن ولكن طريقة رد الفعل ومتي وأين هذا ما سوف نعرفه خلال الأيام القادمة ، وعموما هم شباب قوي ومتماسك وعنيد جدا بدليل اخلاصهم للتشجيع للنادي طوال 90 دقيقة سواء كان الفريق منتصراً أو مهزوماً اضافة الي قسمهم " يوم ما أبطل تشجيع أكيد هكون ميت " وده معناه الاخلاص الشديد للفكرة . ولكن المفترض أن جروبات الألتراس حول العالم ليس لها علاقة بالسياسة ؟ صحيح وهذا ما كان عليه الوضع في مصر لكن الظروف أقحتمهم في المعركة ، فهم كانوا يتواجدون في الميدان منذ أول يوم بشكل غير رسمي وكانوا موجودين ويشعر الجميع بهم ، ومع مرور الوقت أصبحوا جزء من الثورة ، وبعد هذه الأحداث أصبح لهم ثأر . وكيف تقيم تعامل المجلس العسكري مع الأزمة ؟ المجلس العسكري يستهين بقوة الألتراس وبيتعامل معهم علي أنهم " شوية عيال فاضين بيروحوا من بلد لبلد علشان يشجعوا كورة " ولكن الحقيقة أن دي مصيبة فلا يوجد أي شخص في المؤسسة الرسمية يعرف نفسية الألتراس ومدي اخلاصهم وبالتالي التعامل معهم بمنتهي الاستعلاء والتحقير الذي نراه سوف يزيد الأمور تعقيداً ، وفي النهاية المجلس العسكري قاعد علي الكراسي زي ما هو ومعندوش حاجة يخسرها والشارع والأمن والمواطن والوطن هو الذي يخسر وليس أي شيء أخر . وماذا عن الاخوان المسلمين ؟ الاخوان يعانوا من الانشقاق النفسي عن الشارع والثوار ، وأعتقد أنه بعد الأزمة الأخيرة أصبح الموضوع بينهم وبين الميدان صعب للغاية خاصة وأن لهم حسابات معقدة في التنظيم الدولي وبالتالي قراراتهم تأتي متأخرة وغير متوافقة مع روح الثورة ، ولو أن مجلس الشعب انحاز للثورة بعد أزمة بورسعيد ولم يكتفي بالشجب والندب والتنديد لكانت الأمور الآن مختلفة تماما والاخوان خسروا جزء كبير من تأييد الشارع بسبب حرصهم علي ارضاء السلطة . قلت لنا أن الثورة المصرية تتجه نحو الدموية ..فهل هذا أول فصل من فصول الدموية ؟ نعم أعتقد أن الأمور تتجه نحو دموية شديدة فرد فعل الألتراس سوف يكون عنيفاً والكل سوف يشهد ذلك واصابة عدد من عساكر الأمن المركزي والضباط بطلقات خرطوش أمام الداخلية معناه وجود اتجاه نحو تسليح المتظاهرين وهذا يعني تصعيداً كبيراً للأحداث لأن الشباب لديهم حالة من الاحباط والاكتئاب لأنهم خسروا كل شيء بداية من أرواحهم وصولا الي كراسي مجلس الشعب رغم أنهم أصحاب الثورة من البداية الا أنهم لم يفوزوا بأي شيء وغالبا هذا الاحباط يتحول عند الشباب الي عنف مسلح وهذا ما أخشاه خلال الأيام القادمة .