تطهير الجهاز الحكومي من الرشوة والفساد والإهمال.. شعار رفعه الرئيس البرازيلي كوادروس عندما قرر الترشح لرئاسة الجمهورية واعتبر «المقشة» رمزًا معبرًا عن أفكاره التوسعية في تطهير الدولة من الفساد، وجعلها شعاره في المعركة الانتخابية. حتي أنه عند أدائه حلف اليمين بعد فوزه برئاسة الجمهورية وقف أمام القصر الجمهوري أكثر من مائة ألف مواطن وهم يحملون "مقشات" من جميع الأنواع وهم يلوحون بها في الهواء هاتفين باسم كوادروس. وقد اتخذ جانيو "المقشة " شعارا له لأنه يعتقد بأن أهم شيء قبل بداية السير في تنفيذ برنامجه هو تطهير الجهاز الحكومي من الرشوة والفساد والإهمال. وبحسب جريدة أخبار اليوم فقد نشرت في عددها الصادر بتاريخ 11 فبراير عام 1961، أن الرئيس كوادروس، عزم علي إعادة انضمام البرازيل إلى فريق الدول التي تؤمن بالحياد الايجابي وأنه سيعيد العلاقات المقطوعة مع الاتحاد السوفيتي، وأنه سيعترف بالصين الشعبية، وكانت من أكثر القضايا التي شغلت فكره مطالبته بحقوق لاجئي فلسطين في العودة إلى ديارهم. وقد عزم الرئيس كوادروس، على دعم كل الجهود التي تبذل من أجل النهوض بالبرازيل التي تعد من أهم دول أمريكا الجنوبية، وقد أذاعت وكالات الأنباء من "برازيلينا" العاصمة الجديدة أن الرئيس كوادروس، سوف يدعو الرئيس آنذاك جمال عبد الناصر، لزيارة البرازيل، حيث إن الرئيس كوادروس، قد زار القاهرة في يونيو عام 1959 وأعجب جدا بقانون الإصلاح الزراعي وزار بعض المناطق التي استفادت بقانون الإصلاح الزراعي.
وعندما عاد إلى البرازيل أدلى بتصريحاته حيث قال: إن القومية العربية قوة هائلة مندفعة إلى الأمام وإن على البرازيل أن تعقد معها أواثق الصداقة وصرح بأن الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر، من أكثر الشخصيات التي أثرت فيه فهو رجل يعرف كيف يحصل على ما يريد.
وكان عمر كوادروس، عندما تولى رئاسة البرازيل 43 عاما حيث بدأ حياته العملية مدرس للغة في ساو باولو رغم أنه درس القانون، وكان يتمتع بشعبية كبيرة بين تلاميذه حتى أنهم طلبوا منه أن يرشح نفسه لانتخابات المجلس البلدي، وبالفعل فاز فيها فوزا ساحقا وبعد ذلك اتجه إلى البرلمان حتى أصبح عمدة ساو باولو، ومنها إلى ترشحه لرئاسة البرازيل. أخبار اليوم : 11-2-1961