مكتب الشكاوى لم يتلق بلاغا واحدا .. وحضور لافت للشرطة النسائية ! من المشاهد غير اللائقة وغير المقبولة والمعتادة للاسف كل عام خاصة فى المواسم والاحتفالات بالاعياد " التحرش" بشتى أنواعه سواء اللفظي أو الجسدى وخاصة فى الاماكن المكتظة بالناس مثل دور السينما والحدائق والمتنزهات ووسائل المواصلات والمسارح وغيرها من الاماكن التى يقبل عليها المواطنون خاصة فى الاعياد . ولكن الجديد والمفرح هذا العام أن مظاهر الاحتفال بالعيد مرت دون تحرش أو حتى سلوك غير مقبول. هذا ما أكدته غرفة عمليات المجلس القومى للمرأة والمسئولة عن تلقى البلاغات والشكاوى التى قد تتعرض اليها النساء والفتيات خلال أيام عيد الفطر المبارك. تحدثنا مع مديرة مكتب الشكاوى بالمركز أمل عبد المنعم والتى كشفت لنا مزيد من التفاصيل فى السطور التالية. قالت لنا فى البداية أن مكتب شكاوى المركز القومى للمرأة خصص غرفة عمليات خاصة باستقبال شكاوى النساء والفتيات على مدار 24 ساعة طوال أيام عيد الفطر وأعلنت عن أرقامها 15115 وقالت انه من اهم الادوار التى تلعبها تلك الغرفة الهامة هى رصد حالات التحرش والتدخل السريع على الفور لانقاذ الحالة والاكثر من ذلك أيضا أننا نقوم بتقديم المساعدات والمساندة القانونية والاجتماعية للسيدات والنساء اللاتى يقدمن بالفعل على تقديم بلاغات واتخاذ اجراءات رسمية بالاتجاه الى رفع دعاوى قضائية. في هذه الحالة يقف المركز قلبا وقالبا مع الحالة ويساعدها أيضا من خلال تقديم المساعدات المعنوية والنفسية بواسطة مدربين ومتخصصين فى هذا المجال , وعن طبيعة الشكاوى التى استقبلها المكتب خلال الايام القليلة الماضية المتزامنة مع الاحتفال بعيد الفطر قالت أن أغلب البلاغات جاءت فى هذه الفترة خاصة بالاستفسارات المتعلقة بقوانين الاحوال الشخصية بصفة عامة وقضايا ومشاكل النفقة بصفة خاصة ومن خلال المحامين والمتخصصين فى هذا الشق يتم افادتهم بالمشورة القانونية المتعلقة بالقضية التى يتم السؤال عنها. تحدثنا معها أيضا عن أكثر الاماكن والمناطق التى تحدث فيها مشاهد تحرش بالفتيات وهل توجد متابعة ميدانية يومية لرصد الحالات من عدمها , أخبرتنا انه بالفعل يتم رصد حالات التحرش من خلال المتابعة الميدانية والتواصل مع المسئولين. على سبيل المثال مثلا تم التواصل مع مديرى حدائق الازهر والفسطاط وهما من أكثر المناطق التى تحدث بها تحرش نسبة للاعوام الماضية وكانت المفاجأة بالفعل أنه لم يتم رصد أى نوع من أنواع التحرش سواء اللفظي أو الجسدي وأخبرونا أيضا بأن الاقبال على الحدائق والمتنزهات متوسط مقارنة بالاعوام الماضية. وعن تحليلها الشخصي لعدم وجود حالات تحرش فى الشوارع والميادين قالت السر يكمن فى التواجد الامنى من الشرطة والمكثف بشكل واضح وصريح خاصة فى تلك الاماكن التى من المتوقع أن تحدث بها حالات تحرش وعلى وجه الخصوص " الشرطة النسائية" التى انتشرت بشكل واضح للغاية فى الشوارع والميادين وأثناء تأدية صلاة العيد وأعتقد أن هذا التواجد الامنى المكثف ساعد وبشكل كبير فى التصدى ومنع حالات التحرش . وفى النهاية أكدت أنه لابد لكل من الفتيات والسيدات اللائى تعرضن لحالات تحرش أيا كانت أن يسارعن بالابلاغ عن الواقعة بكل تفاصيلها دون خوف أو رعب وغيرها من الحجج التى يتحجج بها البعض منهن وعدم التنازل عن حقهن مهما كان الامر حتى نتخلص تماما من هذه الظاهرة المسيئة وأيضا ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه ويقدم على ايذاء أى فتاة أو سيدة بهذا العمل المشين وغير المقبول خاصة وأن عقوبة التحرش فى قانون العقوبات المادة 306 تنص على أن لاتقل العقوبة عن سنة وغرامة تصل الى 20ألف جنيه.