لم تعد الاسانيد التي قدمها الأزهر الشريف، منذ أربع سنوات، لتبرئة داعش من التكفير.. مقنعة الآن. الفيديو الذي بثوه للعملية الإرهابية صباح يوم العيد.. يحتاج إلي المشاهدة والمراجعة، من فضيلة الإمام الأكبر، الذي نحمل له كل التقدير والاحترام، والعلماء الأجلاء، ليقولوا لنا: رأي الشرع والدين. الفيديو ببساطة لسيارة نصف نقل وعليها مدفع رشاش، وأصوات الإرهابيين تهتف بأناشيد دينية، وكأنهم ذاهبون لمعركة مقدسة، ويتوعدون الكفار بالقتل والحرق، ويهدمون فوقهم الدشمة، ويهتفون »الله أكبر.. الله أكبر.. اذبحوا اعداء الله». أعداء الله يا فضيلة الإمام هم: »عمرو» وزملاؤه الطيبون، أولاد المصريين البسطاء، الذين جاءوا لأداء الخدمة العسكرية.. مسلمون، يشهدون »أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله»، وعلي وجوههم ذبيبة الصلاة، وفي أيديهم المصحف الشريف. أعداء الله هم الذين قال عنهم رسول الله »صلي الله عليه وسلم» »عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».. أولادنا وفلذات أكبادنا وعيوننا التي نري بها الدنيا، وعصانا التي نتكيء عليها، شباب مصر الجميل المؤمن بربه ووطنه. أما الإرهابيون المجرمون، الذين رفض الأزهر الشريف تكفيرهم، فلا وطن لهم ولا دين، ولا يؤمنون بمصر ولا أرضها ولاسمائها ولا علمها ولا نشيدها، عصابة إرهابية إجرامية، تبحث عن أي مستنقع للدم والنار، لتمارس فيه إرهابها الأسود، وإجرامها الوحشي. أولادنا من طين الأرض رائحة عرق الطيبين، واهاليهم عاشوا اليوم الذي شاهدوهم فيه رجالا، ضباطا وجنودا بواسل، ووهبوهم للحياة وليس الموت، وافتدونا جميعا ليعم السلام والأمن علي مصر كلها، بما فيها الجوامع والكنائس والأزهر والحسين، والميادين والشوارع والبيوت. وفجأة يجيء الإرهابيون في الظلام، في عربتهم المنصوب فوقها مدفع رشاش، ليتقتلوا أولادنا في ساعة التكبير والاستعداد لصلاة العيد، فقولوا لنا أي شريعة في الدنيا تسمح لهؤلاء الذئاب الدموية، ان يفلتوا بأيديهم المخضبة بالدماء. لم تعد الاسانيد التي قدمها الأزهر منذ سنوات مقنعة، فليس مقبولا ولا معقولا ان »الأزهر لا يحكم بالكفر علي شخص طالما يؤمن بالله واليوم الآخر» هكذا قلتم.. فأولادنا الذين قتلوا غدرا يؤمنون بالله واليوم الآخر، والايمان لا يمنح إرهابيا حق ذبح أولادنا، الذين سهرت عيونهم في سبيل الله لحراسة وطنهم. لم أعد مقنعا بما قاله أحد العلماء -الذي أكن له التقدير- بأننا »لو كفرنا داعش سنعطيهم ذريعة لتكفير الناس».. فهم لا ينتظرون منا إذنا أو موافقة، فقد كفرونا وحكموا علي المؤمنين الطيبين بالذبح والقتل. لا يكفي ان نعتبرهم من »المفسدين في الأرض» لنطبق عليهم حد القتل، فما يفعلونه ليس افسادا، وإنما اساءة لدين الله، الذي يدعو إلي السلام ومكارم الاخلاق، ويحرم المساس بالمسلمين وغير المسلمين، ويحمي أرواحهم واعراضهم ودماءهم، والارهاب لم يكن في يوم من الأيام صنيعة الإسلام. فضيلة الإمام الأكبر.. علينا ان نواجه أنفسنا بالحقائق المرة، لنتمكن من مواجهة هؤلاء السفاحين، ومراجعة تراثنا ونقده وتصويبه.