عاش المصريون حالة من الارتياح والفرحة خلال اليومين الماضيين وهم يشاهدون عبر شاشات التليفزيون. الإرهابي الخطير هشام عشماوي وحارسه الشخصي الإرهابي بهاء أبو المعاطي وهما يهبطان من طائرة عسكرية مصرية قادمة من ليبيا بعد أن سلمتهما السلطات الليبية الي مصر علي إثر زيارة ناجحة قام بها اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية إلي ليبيا، كانت لحظات رائعة أن يشاهد المصريون هذا المشهد الذي يمثل السقوط المروع لاثنين من الإرهابيين الخطيرين كانا ضمن تنظيم القاعدة الإرهابي الذي اتخذ من مدينة درنة الليبية مركزا للتدريب والتخطيط للقيام بعمليات إرهابية في مصر وليبيا، واستغل الارهابيون من مختلف التنظيمات الإرهابية حالة الفوضي وعدم الاستقرار التي تعرضت لها ليبيا خلال السنوات الأخيرة ليتدفقوا إليها بعد أن تلقوا ضربات قاصمة في عدة مناطق أخري، وكان الإرهابي هشام عشماوي الضابط السابق في الجيش المصري والذي تم فصله من الخدمة العسكرية لسلوكه المتطرف قد انضم للجماعات الارهابية في مصر وأصبح أحد قياداتها وله سجل حافل في الإرهاب والإجرام حيث شارك في اعتصامي رابعة والنهضة وخطط لعدة عمليات إرهابية خطيرة منها اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات ومحاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية بالقرب من مسكنه في مدينة نصر والهجوم علي الكتيبة رقم 101 في سيناء والعملية الإرهابية في الفرافرة والواحات وهرب الي ليبيا وكان يخطط لعمليات إرهابية أخري في مصر ويدفع بالإرهابيين عبر دروب الصحراء الممتدة مع ليبيا علي حدود مصر في المنطقة الغربية، حيث تمكنت القوات الجوية المصرية وقوات حرس الحدود من إحباط العديد من هذه المحاولات، وحين استقرت الأوضاع في ليبيا وتولي المشير خليفة حفتر مقاليد الأمور في بلاده وبالتنسيق مع مصر في إطار العلاقات الوثيقة بين البلدين تمكن الجيش الليبي من توجيه ضربات ناجحة ضد معاقل الإرهابيين وتحرير درنة منهم وتمكن من القبض علي عشماوي والعديد من الارهابيين في شهر اكتوبر الماضي، وكان من ثمار علاقات التعاون الوثيق بين مصر وليبيا والعلاقات المتميزة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والمشير خليفة حفتر أن وافقت السلطات الليبية علي تسليم الإرهابي الخطير عشماوي ورفيقه الي مصر لمحاكمته علي الجرائم التي ارتكبها وراح ضحيتها شهداء من خيرة أبناء مصر ويلقي جزاءه العادل ويكون القصاص العادل بإعدامه هو نهاية كل خائن إرهابي، ونتذكر قوله تعالي (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) صدق الله العظيم.