لا شك أن العطف ومراعاة ظروف الغير ومساعدتهم صفة لا تتواجد إلا في قلب انسان طيب، و لكن هل هذا من الممكن أن يكون جزاؤه القتل؟! مازالت مباحث الجيزة عاجزة عن الإجابة على هذا السؤال. الجريمة التي نتحدث عنها دارت أحداثها بشارع الطناني بمنطقة إمبابة بالجيزة امرأة مسنة عثر عليها مقتولة داخل شقتها دون أن يشعر بها أحد والصدفة وحدها هي التي كشفت الجريمة! الساعة الخامسة مساءا يوم الجمعة الماضي كانت الأمور تسير بشارع "الطناني" بإمبابة بشكل طبيعي، عدد من تلاميذ المرحلة الإبتدائية المقيمين بالمنطقة قرروا التجمع يوم الإجازة واختاروا امام منزلهم مكانا للعب كرة القدم وبدأ صوتهم يعلو حتى قام أحدهما بركل الكرة لاعلى لتسقط داخل بلكونة جارتهم بالدور الأرضي، ونظرا لقلة حركة العجوز قرر احدهما التسلل للبلكونة لاحضار الكرة، لم يعلم أن هناك مفاجأة من العيار الثقيل في انتظاره، اثناء الامساك بالكورة لفت انتباهه ان الحاجة "عزيزة" مسجاة على الأرض، مذبوحة الرأس وغارقة في دمائها من شدة الخوف ترك الطفل الكرة واتجه مسرعا الى شقتهم ليخبر والده بما حدث. توجه الأب الى شقة جارته ليجد باب الشقة مكسورا، هنا تأكد ان رواية نجله صحيحة فتوجه الى قسم شرطة إمبابة واخطر رئيس المباحث بما حدث، بعد انتهاء صاحب البلاغ من اقواله اسرع الضابط مع قوة من مباحث القسم الى العقار الذي شهد الحادث، لاحظ رئيس المباحث آثار كسر بباب الشقة والمجني عليها ترتدي ملابسها كاملة ومذبوحة الرأس، وداخل غرفة نوم القتيلة وجد آثار بعثرة بدولاب ملابسها وسرقة محتويات به! بدأ عدد من معاوني المباحث جمع التحريات الأولية عن المجني عليها تدعي "عزيزة" 78 عاما وشهرتها أم محمد وهي من أسوان، تقيم بمفردها في شقة بالطابق الأرضي بسبب سفر ابنائها. كما دلت التحريات أن القتيلة كانت تتمتع بحسن السير والسلوك وتساعد الفقراء والمحتاجين، بجنيهات قليلة تقتطعها من معاش زوجها البسيط، وهذا ما دفع مرتكبي الواقعة لارتكاب الجريمة معتقدين إن لديها الكثير من المال تحتفظ به داخل الشقة. أكد أحد الجيران ويدعي "رأفت" لرئيس المباحث ان المجني عليها كان يتردد عليها عدد من أقاربها من حين لاخر لاطمئنان عليها وإنهم لم يشاهدوها منذ أكثر من أسبوع، أخطر رئيس قطاع شمال الجيزة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي امر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وسرعة القبض على مرتكبي الواقعة، حاول رئيس المباحث تتبع المحلات المزودة بكاميرات مراقبة القريبة من منزل القتيلة لتفريغها في محاولة للوصول لمرتكبي الواقعة، لم يعثر رئيس المباحث إلا على كاميرا صغيرة تابعة لمحل لبيع العطارة وبفحصها لم يستدل على شئ لم يجد رئيس المباحث إلا القبض على عدد من المشتبة فيهم الذين ارتكبوا وقائع مماثلة لاستجوابهم ربما يكون احدهم، ومازال رجال مباحث الجيزة تكثف جهودها للقبض على الجناة.