كانت صداقه رائعة بكل المقايس، لكنها انتهت بجريمة مروعه، مازالت اصدائها تجوب منطقة كرداسة، تأبى النسيان، لتظل محفوره فى اذهان اهالى الحى، فما حدث كان قاسياً ومرعباً الى حد لا يمكن وصفه. صداقتهما نشأت منذ الطفولة، هما جيران، لايفترقا الا عند النوم لكن بعد ان وصلا لسن الشباب كان لكل منهما عمله الخاص. "محمود" عمل حلاق لدى أحد الأشخاص بينما عبد المنعم قرر العمل بالتجارة لانه كان لديه رأس مال، وفى ظرف عدة سنوات استطاع ان يكون لديه رصيد ضخم في البنك ويتزوج، لكن ارادة الله ان تتوفى زوجته ويرزق بطفلة معاقة ذهنياً، وبالرغم مما وقع له من أحداث مؤسفة، الا ان تسللت الى قلب صديقه، وتوهج الحقد بسبب امتلاك صديقه للمال، لكنه لم يكن يظهر له حقده وكرهه له. مرت الأيام وعبد المنعم ينجح في عمله أكثر، بينما حال محمود كما هو، حتى قرر التمرد على وضعه، ويحقق حلم الثراء بإستئجار محل حلاقه يعمل فيه لصالحه، لكنه لم يتمكن من تحقيق طوحه بسبب رفض صديقه اقراضه المال، مشيراً له ان ابنته العاجزة لديها مصاريف ضخمة، بلاخف انه يحالو ان يؤمن لها مستقبلها. خرج محمود غاضبا من منزل صديقه، وهو يفكر في وسيلة للانتقام منه وكذلك سرقة ما معه من أموال، وبعد تفكير طويل قرر التخلص منه بقتله اتصل به واخبره انه سيأتى ليتناولا الغذاء سوياً، وافق منعم ورحب به ولم يكن بباله ابدا انه سيغدر به تناول الاثنان وجبة الغداء سويا وبعدها ذهب محمود لاعداد الشاي له ولصديقه، واثناء ذلك لمح تحت الأريكة ساطور وسكينتين كان يستخدمهم منعم في تحضير الغداء له ولإبنته، فأخذهما خلسة ووضعهما بين ملابسه اثناء لعب الابنة في غرفتها، واثناء ذلك حضر احد الجيران لمنعم ليحتسي معهما الشاي واخذ يتبادلون الحديث سوياً، ليهم بالانصراف بعدها لارتباطه بموعد عمل، نهض منعم ليودع ضيفه عند باب الشقة وبمجرد ان اغلق الباب بعد نزول صديقهما فوجيء بمحمود يضرب رأسه بالساطور مرتين على رأسه، وأعقبهما بضربة بمنتصف الرأس فخارت قواه وسقط على الأرض غارقًا فى دمائه، لم يكتف بذلك، فاستل إحدى السكينتين وذبحه ولكن السكين لم تكن حادة بما يكفى لاتمام مهمته، ليحضر سكينا آخر واستكمل ذبحه. وبعد ان تأكد انه فارق الحياة اخذ "الساطور" مجددًا وأخذ يقطع جثمان صديقه "عبد المنعم" لأشلاء صغيرة، بعدها هداه تفكيره الشيطانى لإضرام النيران بجثمان المجنى عليه ويهرب . لكن القدر كان أسرع منه وقبل شروعه فى الهرب اقترب "خالد.م" 23 عامًا كهربائى سيارات، و"سيد.ع" 22 عامًا عامل مصادفةً من المنزل بعدما تصاعدت أبخرة الدخان منه. الكهربائى والسباك طرقا الباب فلم يفتح أحد، فتشككا فى الأمر، فتسلقا جدران المسكن المجاور للمجنى عليه وتمكنا من الدخول، فشاهدا المجنى عليه ملقى على الأرض غارقًا فى دمائه وتلتهم النيران جثمانه، وبجواره المتهم ممسكًا بسلاح أبيض "سكين"، واثناء ذلك حاول المتهم الغادر التعدى به عليهما؛ إلا أنهما استطاعوا السيطرة عليه وطلب الشرطة والتى حضرت ليتم القبض على المتهم وتحرير محضرا بالواقعة واخطار النيابة العامة، لتكشف التحقيقات ان المتهم دائم التردد على مسكن الضحية، من حين لآخر وقبيل الواقعة بعدة أيام نشب بينهما خلاف، ونتيجة لمرور المتهم بضائقة مالية عقد العزم وبيت النية على قتل المجنى عليه لسرقته، لتصدر النيابة العامة قرارًا بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وفور اكتمال أدلة الثبوت متمثلة فى أقوال الشهود وتحريات المباحث التكميلية حول الواقعة، وتقرير الطب الشرعى الخاص بتشريح جثمان الضحية، واعترافات المتهم التفصيلية تم إحالة القضية إلى محكمة الجنايات. وامام محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار فتحى عبد الله البيومى وبعد عدة جلسات أصدرت المحكمة حكمها بالإعدام شنقا بإجماع الأراء بعد موافقة فضيلة المفتى.