مع دقات الساعة العاشرة من مساء اليوم بتوقيت القاهرة ستتوجه أنظارعشاق الساحرة المستديرة إلي ملعب سانتياجو برنابيو الذي يستضيف مواجهة نصف نهائي كأس ملك إسبانيا لكرة القدم بين ريال مدريدوبرشلونة وسيتابع الجمهورالكروي من كل صوب وحدب اللقاء بشغف ومتعة متناهية لما يحمله »كلاسيكو الأرض» من أفكار كروية مجنونة ومهارات فردية فذة وخطط تكتيكية نابغة وأجواء جماهيرية صاخبة ومناوشات وشد وجذب.. وبالرغم من انخفاض شدة الوتيرة بين قطبي إسبانيا التي كانت قائمة في السنوات العشر الأخيرة ويتغذي علي الصراع المحتدم بين النجمين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي إلا ان الكلاسيكو مازال وسيظل كما هو ينتظره الجميع ويتشوق له كل محب لكرة القدم حتي وإن رحل الدون او تراجع البرغوث. ولقاء الليلة بلا أدني شك لن يخلو من الإثارة والسخونة لأنه لقاء لا يقبل القسمة علي اثنين ولابد أن يخرج فائز واحد بعد انقضاء وقت المباراة.. وكان لقاء الذهاب الذي أقيم علي ملعب الكامب ناو يوم 6 فبراير الماضي قد انتهي بنتيجة1/1 بين الفريقين ليفتح هذا التعادل باب الافتراضات والتكهنات لأن كل النتائج وارد أن تحدث وإن كانت الأفضلية النسبية لأبناء مدريد لأن المباراة ستقام علي ملعبهم ووسط جماهيرهم ولكن في ذات الوقت الأمور ليست معقدة علي برشلونة ايضا فهدف واحد كفيل بالتأهل في حالة حفاظه علي نظافة شباكه.. وعلي أرض الواقع تعتبر مباراة اليوم هي الأمل الأهم والأقرب للريال لإنقاذ موسمه حيث يعاني الفريق هذا العام من التفكك وتراجع المستوي بعد رحيل زين الدين زيدان مدرب الفريق السابق ونجوم الفريق وعلي رأسهم رونالدو وهو ما أدي إلي هذا التراجع الذي بات سببا في اقتراب ضياع الدوري في ظل فارق النقاط بين المرينجي ومنافسه برشلونة حاليا في جدول الترتيب بالإضافة إلي صعوبة المنافسة في دوري الأبطال الأوروبي هذا العام لما فيه من فرق أقوي في الوقت الحالي وعليه فالفوز بالكأس هو الأقرب للفريق لتحقيقه هذا العام.. ويأمل سولاري المدير الفني للملكي في مواصلة المسيرة نحو اللقب وتخطي عقبة برشلونة العنيد خاصة أن اللقاء لم يحسم بعد وجميع السيناريوهات مطروحة.. وتعد أهم عقبة أمام سولاري هي القدرة علي إيقاف البرغوث الأرجنتيني ميسي الذي دائما وأبدا يكون هو منقذ برشلونة والقادر علي صناعة الفارق في أي وقت وتحت أي رقابة.. وأشارت بعض التقارير الإسبانية إلي أن مدرب الريال يفضل الرهان علي لاعبه الشاب ريجويلون لمواجهة نجم التانجو في الكلاسيكو علي حساب البرازيلي مارسيلو الذي يعاني خلال الموسم الحالي بدنياً وفنياً ولم يظهر بالأداء المنتظر منه طوال الموسم.. وهو ما جعل سولاري يخشي من الاعتماد علي مارسيلو في مواجهة ميسي، لذلك يراهن علي الدفع باللاعب الشاب ذي الحيوية واللياقة البدنية الأعلي لمواجهة نجم البلوجرانا.. وكان اللاعب الشاب قد قال مؤخرا : » مباراة برشلونة ستكون صعبة، وعلينا أن نقدم أقصي ما بوسعنا للفوز لأنه يعني تأهلنا للنهائي .. مضيفا : » ميسي أحد أفضل اللاعبين في العالم وأعلم ذلك جيداً، لكنه لا يخيفنا، ونحن لا نخشاه أبداً».. وفي الجانب الآخر بالرغم من تفوق برشلونة في الدوري وحظوظه الكبيرة في التشامبيونزليج إلا ان طبيعة النادي الكتالوني تسعي دائما للكمال والفوز بكل ما هو متاح وبغض النظر عن التعادل المخيب في الكامب نو في الذهاب إلا أن ابناء البلوجرانا مازال الأمل لديهم كبير في خطف تذكرة التأهل من قلب مدريد خاصة أنهم يعرفون جيدا كيفية الفوز ولهم تاريخ طويل ومتمرسون علي هزيمة الريال في البرنابيو.. ويسعي فالفيردي المدير الفني لبرشلونة للحفاظ علي شباكه أولا من لدغات مهاجمي الريال وامتصاص حماسهم ومن ثم التفكير في كيفية اقتناص هدف الفوز. وألقت صحيفة »آس» الإسبانية الضوء علي » الولد الشقي» فينيسيوس جونيور جناح ريال مدريد الشاب، الذي يعد أحد أهم اللاعبين الذي يفكر فالفيردي في كيفية إيقاف خطورته في الجانب الأيمن للدفاعات الكاتالونية، والتي بدت مُهلهلة في الذهاب وكانت مصنع الخطورة الدائم للريال.. وقالت »آس» في تقريرها إن فالفيردي سيعول علي خدمات الثنائي نيلسون سيميدو وسيرجي روبيرتو في الجهة اليمني بشكل رأسي، كما فعل بمباراة أولمبيك ليون بدوري الأبطال، من أجل سد المنافذ أمام الشاب البرازيلي، الذي لا يكل ولا يمل من شنّ الغارات الهجومية.. ويبقي روبيرتو مُفضلًا بشكل كبير للبدء كشريك ثالث في الوسط مع بوسكيتس وراكيتيتش، عن التشيلي أرتورو فيدال، حيث يري فيه فالفيردي خيارًا أفضل للتمرير واللعب علي فتح المساحات والسيطرة علي الكرة بالطريقة المعروفة والمتابعة في النادي الكتالوني.